بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت لكم
كتاب الفوائد
الإمام ابن قيم الجوزية
تحقيق حامد أحمد الطاهر
دار الفجر للتراث
******************
تتميز الحضارة الإسلامية عن غيره من الحضارات بالحيوية ، والصلاحية لكل زمان ومكان ، ذلك أنها تستند في الحقيقة على مصدرين هامين تنبيثق عنهما بقية الأصول و المصادر لهذه الحضارة ، ( وهما الكتاب والسنة ) وكلاهما وحي منزل من عند الله تعالى الذي خلق لخلق ، وعرف حاجاتهم و مطالبهم فأسبغها في هذين المصدرين العلويين ، ثم عكف علماء مخلصون على إخراج منهج يتسم بالديمومة والحيوية استنادا على الكتاب و السنة ، فأخرجوا لنا تراثا قويا لا زالت الأمة تهتدي بنوره ، وتنهل منه ، و تتعلم على يد العلماء الذي فارقوا الحياة بدنا ، وبقيت كلماتهم تنتظر من يعيدها إلى الحياة ، ويدفق الدماء فيها ، و يخرجها للعالم كله حقيقة ومنهاجا قويما ، ومن أولئك النفر خرج ابن القيم علما و قائدا في هذا المجال ، فلم تتبعثر أفكاره بين الحرفية والظاهرية ، ولم يتفتت جهده بين الثقافات المصطرعة في عصره ، بيد أنه لجأ إلى المنبع
الصافي يتمسك بكتاب الله وسنته ، ويمتلك الأدوات المعرفية جيدا فجاءت كتاباته سهلة الروي ، ممتعة في سطورها ، لا يجد المسلم منها صعوبة الفهم ولا عسر القراءة ن ولا إفراط المغاليين ، ولا تفريط المترخصين ، فالرجل صاحب منهج ثقافي و تربوي ، وعلما من أعلام أهل السنة والجماعة ، والكتاب هو متناثرات و متفرقات من فوائد شتى جمعها ابن القيم من خلال قراءات واعية ، ونظرات عميقة ، يدور ول الآيات ليستخرج منها فوائد روحية جليلة ، و أحكام تصلح لهدي النفوس ، و إصلاح القلوب ، وراح يفيد خواطره بقلمه فجعلها صيدا ثمينا يستفيد به من جاء من بعده وجاء عملنا في هذا الكتاب كالآتي :
1- تخريج الآيات والأحاديث و تحقيقها ، وبيان درجتها من الصحة و الضعف
2- - شرح بعض الألفاظ التي قد تلتبس على الأفهام
3- تقديم ترجمة بسيطة لبعض الأعلام المذكورين
4- التعقيب على بعض ما جاء به ابن القيم ، في حدود ضيقة للغاية
و إنا لنسأل الله القبول ، ولعفو من الذلة والتقصير ، والنفع بما قدمناه للمسلمين في هذا الكتاب .. آمين
حامد أحمد الطاهر
***********************************************
عدل سابقا من قبل كلمات من نور في الثلاثاء يونيو 08, 2010 8:49 pm عدل 1 مرات