بسم الله الرحمن الرحيم
ثـــــــــــــــــــمـــــــــن الـــــــــــعـــــــــــروبـــــــــــــــــــة
الوجود الانساني مثلث الأحوال.........
العروبة باعتبار حقها هي قومية سامية، حقها هو ثمنها الذي تشترى به. العروبة هي قوة حث العرب على تجاوز قصورهم الذاتي و السعي نحو الإتحاد، نشأت وحدات عربية ضيقة مشوهة، ليس فقط بسبب ضعف قوة الحث، بل بسبب أن أية قوة حث غير الإسلام هي قوة كاذبة أصلا و غير مناسبة لحث العرب على التعاون و من باب أولى التضامن و الإتحاد. فشلت الوحدة بين مصر و سوريا، و فشلت الوحدة بين سوريا و لبنان، و فشلت الوحدة الاندماجية بين العراق و الكويت، و تكاد اليمن تعود مفككة إلى شمالية و جنوبية، بسبب زيف قوة الحث و ضعفها. مهما بلغت قوى القسر المخابراتية و العصبية و المصلحة الامنية أو الإقتصادية، الخ. لا تكفي لجمع شمل جميع العرب، قال سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن الله أعزكم بالاسلام، فمهما ابتغيتم العزة بغيره لن تفلحوا"، و الارتباط بين العروبة و الإسلام ليس وضعا أي ارتباط بين علة و معلول، أو سبب و نتيجة، بل الوضع هو عقد تداعي، أي ثمة تكافؤ بين الاسلام و العروبة، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "إذا عز العرب عز الاسلام"، إن نهوض جميع العجم من فرس و ترك و حبش و باكستان، الخ. لا ينهض سببا لعزة الإسلام، فقط بعزة العرب يعز الاسلام، منا هنا نعرف خطورة المتوجب على العرب تجاه دين الله، الاسلام هو اختصاصهم الثقافيبدون العرب لن يكتمل الوجود الانساني على الأرض، لأجل حقيقة عظيمة القيمة و هي أن الحضارة الانسانية مثلثة الأحوال، حال مدني تخصص في أمم أوروبا و أمريكا و أستراليا، و حال اجتماعي سياسي تتخصص في أمم الشرق، و حال ثقافي تتخصص في في عيشه و تجديده و النهوض به ثم نشره و بسطه أمة الإسلام بزعامة العرب.
مشروع إتحاد سياسي ماذا و إلا...........
البديل الزاحف مشروع إبن لادن و الظواهري.....
تزداد جرأة اليهود في فلسطين و وقاحتهم، العروبة واقعها التشظي إلى أكثر من عشرين كيان سياسي هزيل يعاني من قصور فاحش، و ما يفضح فشل هذه الكيانات و يجعل قمتها و جامعتها نبأ عجيبا ملهاة مضحكة و مأساة مبكية معا، هو مزايدة أو تقدم إيران و تركيا صدقا في التعاطف مع شعب فلسطين، و العمل بجدية أكبر، أو الأصح بهزل أقل، لنصرة فلسطين، و ما يفضح فشل هذه الكيانات هو استمرار السفطسة السمجة التي تمارسها الولايات المتحدة على العرب، و التي تزيد الشعب العربي حنقا على السذاجة السياسية لهذه الأقطار، العجز و الفشل شر، لكن السذاجة بمعنى أن الثقة بناصر العدو و تصديق وعوده و الإتكال عليه لحل القضايا التي هو المتسبب ا لوحيد فيها هذهالبشاعة لا تطاق و لن يستطيع الشعب التصبر إلى الأبد، و لا بد حتما أن يجيء يوم يثور فيه و بركان الغضب، الذي لن يقصر أو يتباطأ إبن لادن و الظواهري في استثماره،و وتوظيفه في مشروعهم المتطرف، أو بعبارة أصح المقابل و المعوض عن تطرف الشظايا العربية العشرين خمول نفس و سذاجة عقل و قصور فعل و فشل أعمال عبثية هزلية في طريق حل قضايا شتى خطيرة مصيرية.
شكل مشروع سياسي، و مضمونه
إجتمع الساسة العرب للمرة الثانية و العشرين، و رجعوا كما اعتاد عليهم الشعب العربي بخفي حنين، و فقدوا جمل المشروع المنقذ، منقذ أي شيء من أي شيء، منقذهم من عار الإخفاق المستمر و الذي يبدو أن لا انتهاء له إلا بهجيان الشعب العربي من الخليج إلى المحيط، عندها لن يكون مصيرهم خير من مصير شاه إيران، باعتبار أن غضب الشعب العربي ليس أقل سخونة من غضب شعب إيران، و قبضات تحكمهم في أعناق شظايا الشعب العربي ليس بأضعف حدة من قبضة شاه إيران، و كما كان الخوميني محركا لشعب إيران، يوجد للشعب العربي محركه الذي يزيده فعالية الإنترنت، التي تستعصي على أجهزة المخابرات مهما بلغ جهازها الفني من قدرة على المحاصرة المواقع الإعلامية و منع استمداد الجماهير منها وقود الهيجان الهاجم.
فشل مشروع وحدة قطرين فقط لا أكثر مصر و سوريا، بسبب أن ثمن أو حق الوحدة بين العرب هو الاسلام فقط لا غير، لا يحرك مشاعر العرب عصبية للسان أو عرق فهم ليسوا قومية شرقية العصبية كانت محركا مناسبا للمغول، و لا تزال محركا مناسبا لكن لليابان أو الهند أو الصين، الخ. المصلحة في النهوض الإقتصادي و الإستعمار في المجال الحيوي محرك مناسب لأمة غربية فرنسا أو ألمانيا مثلا، تحركهم في طريق الابداع لتحسين وسائل العيش أو الحرب، العرب فقط يحركهم ما كان يحركهم، يحركهم أن يعودوا خير أمة، قال تعالى: " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..... تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ و َتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ...... وَ لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم...... مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ # لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى...... وَ إِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ".
على افتراض وقوع الإتحاد المستحيل، أي اجتمع مؤتمر القمة العربي و بايع الساسة العرب أحدهم ليكون خليفة، أو ملكا أو سلطانا أو أميرا أو حاكما أو إماما، لا فرق المعنى واحد هو سلطان قدرة، قال تعالى: "وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ يَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ و َهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ", قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "قُوَّةُ سُلْطانِ الحُجَّةِ أعْظَمُ مِنْ قَوَّةِ سُلْطانِ القُدْرَةِ"، لا يحرك العرب غير سلطان الحجة، العروبة قومية وازنه تحتاج لأشد قوة لتفعيلها و إخراجها من العدم و الخمول و الإمكانية، إلى الوجود و التمكن و الاستطاعة.
ثمن العروبة سيد العرب
الله سبحانه و تعالى اشترى العالم باسمه الحق، الدولة تمارس التجارة تشتري السلع و الخدمات بحق قانوني هي تصنعه تسمى النقود، لا أحد يحصل على متاع لعيش أو عتاد لحرب بغير استعمال الحقوق الأوروبية المسماة بالنقود، لا أحد يستطيع الحصول على وظيفة خاصة وظيفة عسكرية أو إدارية خطيرة إذا لم مالكا لحق قومي اسمه الهوية و تابعها جواز السفر، لا إمكانية لبعث العرب و نهضتهم و إخراجهم من حال الخيبة و الفشل إلا بحق أو ثمن اسمه علي بن أبي طالب، سيدتنا حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين أخبرت عن رسول الله محمد صلى الله عليه: "أنا سيد ولد آدم، و علي سيد العرب"، السيادة معنى السلطة، السطة من خلافة و إدارة و شورى، هي شكل أجوف جامد، بدون معنى السيادة أو إمامة الحجة التي تسند الإمامة الزمنية و تبرر الحكم التنفيذي و تصوب الفكر الإجتهادي، و تزكي و تطيب جميع الأعمال الجزئية من و دعوة و نسك و جهاد و أدب و تربية و تكاثر.
كيف تشترى العروبة
لم يعرف التاريخ رجالا أعلى حماسة من الزعيمين جمال عبد الناصر و أنطون سعادة مؤسس الحزب القومي السوري الإجتماعي، لكن عندما يطارد زعيم قومي الدعاة و ينكل بهم، كما فعل جمال عبد الناصر، أو يكون أول بند في مشروعه الإصلاحي هو أقصاء رجال الدين عن التدخل في شؤون الدولة الإقليمية المنشودة، كما دعا أنطون سعادة، كيف عندها يمكن الإقلاع و البدء بتأسيس المشروع الإتحادي ثم السعي في تحسينه باستمرار ثم فتحه على الناس بعد بلوغه تمام القوة لتكميل وجودهم على الأرض، الذي لا ينقصه سوى معرفة الله سبحانه و تعالى و ذكره و شكره و طاعة شريعته و حسن عبادته، الكل في الغرب و الشرق يعبده لا شك، لكن ليس العبادة الحسنة؟، ثم العروبة الإسلام و الإسلام هو ما تفيده الآية: " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ و َرَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ و َهُمْ رَاكِعُونَ"، نزلت في علي و الولاية هي السيادة و النصرة العظيمة التي من شأنها تحقيق العزة للمنصور. و كيف رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم و أمير المؤمنين علي بن أب طالب كرم الله وجهه و رضي عنه المسلمين و هم أموات، نصرة الرسول و باب مدينة العلم ليست منقطعة مثل نصرة الخلافة، بسبب أن نصرة الرسول و الولي هي نصرة مطلقة تتعلق بجوهر الأمة الثقافي، أما الخلافة فهي نصرة زمنية تستمر فقط مع استمرار العهد ثم تنقطع بانتقال الخلافة إلى شخص آخر.
قال رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم: "من كان الله مولاه فأنا مولاه، و من كنت مولاه فهذا علي مولاه"
فكان من جملة المستجيبين سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسارع إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه مقرا له بالولاية أو السيادة لا فرق: "هنيئا لك يا ابن أبي طالب فقد أصبحت مولاي و مولى كل مسلم و مسلمة".
رفع الخلاف بين مذاهب،......
بداهة ليس الطريق إليه..... الاستزادة من سبب الخلاف.
السنة مذاهب شتى أكثر من أربعة و هي فوق العشرة بالإحصاء المستقصي، بديهى أن تفرق الأمة إلى سنة و شيعة و زيدية و اسماعيلية، الخ. سببه الاجتهاد، و بالتالي فإنه مهما طابت النفوس و صدقت العزائم و صفت النوايا و أكثر المسلمون من مجالس الاجتهاد من أجل التقريب بين مذاهب الاسلام، لن تكون النتيجة سوى المزيد من الاختلاف، و الحل الوحيد للتزود بالحق أو ثمن إتحاد العرب، هو التضارب بين إجتهادات المجتدين في مختلف القضايا بالرجوع إلى السنة القولية التقريرية المستأنفة التي هي أقوال الأئمة العلماء من أهل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم، الذين طال و تضخم زعم إيران وراثتهم أو احتكارها ملكية علومهم، قال الرسول علي سيد العرب، لم يقل علي سيد فارس.
طبعا من حق إيران و سائر الشيعة الاستمداد من علوم أهل بيت رسول الله صلوات الله عليهم و سلامه، لكن العرب أولى بالانتفاع بهذه العلوم من العجم، تماما كما انتفع العجم الفرس بدولة خلافة الصحابة أقروا بذلك أم جحدوا، إذا لولا هذه الدولة الماجدة الفاتحة ما اقتنع الفرس و سواهم من العجم بالاسلام، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "تقبل إصابة الآراء بإقبال الدول و تدبر بإدبارها"، أي الأفكار و الفلسفات بغض النظر عن كونها علوما أو مغالطات سوفسطائية أو جهل فشار مغفل، لا تقبل و لا تدبر من تلقائها، الدولة تنشر الفكرة السخيفة الخبيثة، و الفكرة العظيمة المقدسة مخذولة لا دولة ناصرة لها حتما تضيع،
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحكي تؤبن أبيها الصديق رضي الله عنه: "طوق الإمامة و اضطرب حبل الاسلام فأمسكه من طرفيه"، يعني لولا الشيخين عتيق و عمر رضي الله عنهما، لكان أعظم حظ القرآن أن يعلق على جدار الكعبة، لا يزيد على حظ قصيدة شاعر بيطار.
التلميذ....
محمد سعيد رجب عفارة
الأحــــــــــد 4 نيسان 2010 مــ
ثـــــــــــــــــــمـــــــــن الـــــــــــعـــــــــــروبـــــــــــــــــــة
الوجود الانساني مثلث الأحوال.........
العروبة باعتبار حقها هي قومية سامية، حقها هو ثمنها الذي تشترى به. العروبة هي قوة حث العرب على تجاوز قصورهم الذاتي و السعي نحو الإتحاد، نشأت وحدات عربية ضيقة مشوهة، ليس فقط بسبب ضعف قوة الحث، بل بسبب أن أية قوة حث غير الإسلام هي قوة كاذبة أصلا و غير مناسبة لحث العرب على التعاون و من باب أولى التضامن و الإتحاد. فشلت الوحدة بين مصر و سوريا، و فشلت الوحدة بين سوريا و لبنان، و فشلت الوحدة الاندماجية بين العراق و الكويت، و تكاد اليمن تعود مفككة إلى شمالية و جنوبية، بسبب زيف قوة الحث و ضعفها. مهما بلغت قوى القسر المخابراتية و العصبية و المصلحة الامنية أو الإقتصادية، الخ. لا تكفي لجمع شمل جميع العرب، قال سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن الله أعزكم بالاسلام، فمهما ابتغيتم العزة بغيره لن تفلحوا"، و الارتباط بين العروبة و الإسلام ليس وضعا أي ارتباط بين علة و معلول، أو سبب و نتيجة، بل الوضع هو عقد تداعي، أي ثمة تكافؤ بين الاسلام و العروبة، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "إذا عز العرب عز الاسلام"، إن نهوض جميع العجم من فرس و ترك و حبش و باكستان، الخ. لا ينهض سببا لعزة الإسلام، فقط بعزة العرب يعز الاسلام، منا هنا نعرف خطورة المتوجب على العرب تجاه دين الله، الاسلام هو اختصاصهم الثقافيبدون العرب لن يكتمل الوجود الانساني على الأرض، لأجل حقيقة عظيمة القيمة و هي أن الحضارة الانسانية مثلثة الأحوال، حال مدني تخصص في أمم أوروبا و أمريكا و أستراليا، و حال اجتماعي سياسي تتخصص في أمم الشرق، و حال ثقافي تتخصص في في عيشه و تجديده و النهوض به ثم نشره و بسطه أمة الإسلام بزعامة العرب.
مشروع إتحاد سياسي ماذا و إلا...........
البديل الزاحف مشروع إبن لادن و الظواهري.....
تزداد جرأة اليهود في فلسطين و وقاحتهم، العروبة واقعها التشظي إلى أكثر من عشرين كيان سياسي هزيل يعاني من قصور فاحش، و ما يفضح فشل هذه الكيانات و يجعل قمتها و جامعتها نبأ عجيبا ملهاة مضحكة و مأساة مبكية معا، هو مزايدة أو تقدم إيران و تركيا صدقا في التعاطف مع شعب فلسطين، و العمل بجدية أكبر، أو الأصح بهزل أقل، لنصرة فلسطين، و ما يفضح فشل هذه الكيانات هو استمرار السفطسة السمجة التي تمارسها الولايات المتحدة على العرب، و التي تزيد الشعب العربي حنقا على السذاجة السياسية لهذه الأقطار، العجز و الفشل شر، لكن السذاجة بمعنى أن الثقة بناصر العدو و تصديق وعوده و الإتكال عليه لحل القضايا التي هو المتسبب ا لوحيد فيها هذهالبشاعة لا تطاق و لن يستطيع الشعب التصبر إلى الأبد، و لا بد حتما أن يجيء يوم يثور فيه و بركان الغضب، الذي لن يقصر أو يتباطأ إبن لادن و الظواهري في استثماره،و وتوظيفه في مشروعهم المتطرف، أو بعبارة أصح المقابل و المعوض عن تطرف الشظايا العربية العشرين خمول نفس و سذاجة عقل و قصور فعل و فشل أعمال عبثية هزلية في طريق حل قضايا شتى خطيرة مصيرية.
شكل مشروع سياسي، و مضمونه
إجتمع الساسة العرب للمرة الثانية و العشرين، و رجعوا كما اعتاد عليهم الشعب العربي بخفي حنين، و فقدوا جمل المشروع المنقذ، منقذ أي شيء من أي شيء، منقذهم من عار الإخفاق المستمر و الذي يبدو أن لا انتهاء له إلا بهجيان الشعب العربي من الخليج إلى المحيط، عندها لن يكون مصيرهم خير من مصير شاه إيران، باعتبار أن غضب الشعب العربي ليس أقل سخونة من غضب شعب إيران، و قبضات تحكمهم في أعناق شظايا الشعب العربي ليس بأضعف حدة من قبضة شاه إيران، و كما كان الخوميني محركا لشعب إيران، يوجد للشعب العربي محركه الذي يزيده فعالية الإنترنت، التي تستعصي على أجهزة المخابرات مهما بلغ جهازها الفني من قدرة على المحاصرة المواقع الإعلامية و منع استمداد الجماهير منها وقود الهيجان الهاجم.
فشل مشروع وحدة قطرين فقط لا أكثر مصر و سوريا، بسبب أن ثمن أو حق الوحدة بين العرب هو الاسلام فقط لا غير، لا يحرك مشاعر العرب عصبية للسان أو عرق فهم ليسوا قومية شرقية العصبية كانت محركا مناسبا للمغول، و لا تزال محركا مناسبا لكن لليابان أو الهند أو الصين، الخ. المصلحة في النهوض الإقتصادي و الإستعمار في المجال الحيوي محرك مناسب لأمة غربية فرنسا أو ألمانيا مثلا، تحركهم في طريق الابداع لتحسين وسائل العيش أو الحرب، العرب فقط يحركهم ما كان يحركهم، يحركهم أن يعودوا خير أمة، قال تعالى: " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..... تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ و َتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ...... وَ لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم...... مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ # لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى...... وَ إِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ".
على افتراض وقوع الإتحاد المستحيل، أي اجتمع مؤتمر القمة العربي و بايع الساسة العرب أحدهم ليكون خليفة، أو ملكا أو سلطانا أو أميرا أو حاكما أو إماما، لا فرق المعنى واحد هو سلطان قدرة، قال تعالى: "وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ يَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ و َهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ", قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "قُوَّةُ سُلْطانِ الحُجَّةِ أعْظَمُ مِنْ قَوَّةِ سُلْطانِ القُدْرَةِ"، لا يحرك العرب غير سلطان الحجة، العروبة قومية وازنه تحتاج لأشد قوة لتفعيلها و إخراجها من العدم و الخمول و الإمكانية، إلى الوجود و التمكن و الاستطاعة.
ثمن العروبة سيد العرب
الله سبحانه و تعالى اشترى العالم باسمه الحق، الدولة تمارس التجارة تشتري السلع و الخدمات بحق قانوني هي تصنعه تسمى النقود، لا أحد يحصل على متاع لعيش أو عتاد لحرب بغير استعمال الحقوق الأوروبية المسماة بالنقود، لا أحد يستطيع الحصول على وظيفة خاصة وظيفة عسكرية أو إدارية خطيرة إذا لم مالكا لحق قومي اسمه الهوية و تابعها جواز السفر، لا إمكانية لبعث العرب و نهضتهم و إخراجهم من حال الخيبة و الفشل إلا بحق أو ثمن اسمه علي بن أبي طالب، سيدتنا حبيبة حبيب الله عائشة أم المؤمنين أخبرت عن رسول الله محمد صلى الله عليه: "أنا سيد ولد آدم، و علي سيد العرب"، السيادة معنى السلطة، السطة من خلافة و إدارة و شورى، هي شكل أجوف جامد، بدون معنى السيادة أو إمامة الحجة التي تسند الإمامة الزمنية و تبرر الحكم التنفيذي و تصوب الفكر الإجتهادي، و تزكي و تطيب جميع الأعمال الجزئية من و دعوة و نسك و جهاد و أدب و تربية و تكاثر.
كيف تشترى العروبة
لم يعرف التاريخ رجالا أعلى حماسة من الزعيمين جمال عبد الناصر و أنطون سعادة مؤسس الحزب القومي السوري الإجتماعي، لكن عندما يطارد زعيم قومي الدعاة و ينكل بهم، كما فعل جمال عبد الناصر، أو يكون أول بند في مشروعه الإصلاحي هو أقصاء رجال الدين عن التدخل في شؤون الدولة الإقليمية المنشودة، كما دعا أنطون سعادة، كيف عندها يمكن الإقلاع و البدء بتأسيس المشروع الإتحادي ثم السعي في تحسينه باستمرار ثم فتحه على الناس بعد بلوغه تمام القوة لتكميل وجودهم على الأرض، الذي لا ينقصه سوى معرفة الله سبحانه و تعالى و ذكره و شكره و طاعة شريعته و حسن عبادته، الكل في الغرب و الشرق يعبده لا شك، لكن ليس العبادة الحسنة؟، ثم العروبة الإسلام و الإسلام هو ما تفيده الآية: " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ و َرَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ و َهُمْ رَاكِعُونَ"، نزلت في علي و الولاية هي السيادة و النصرة العظيمة التي من شأنها تحقيق العزة للمنصور. و كيف رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم و أمير المؤمنين علي بن أب طالب كرم الله وجهه و رضي عنه المسلمين و هم أموات، نصرة الرسول و باب مدينة العلم ليست منقطعة مثل نصرة الخلافة، بسبب أن نصرة الرسول و الولي هي نصرة مطلقة تتعلق بجوهر الأمة الثقافي، أما الخلافة فهي نصرة زمنية تستمر فقط مع استمرار العهد ثم تنقطع بانتقال الخلافة إلى شخص آخر.
قال رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم: "من كان الله مولاه فأنا مولاه، و من كنت مولاه فهذا علي مولاه"
فكان من جملة المستجيبين سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسارع إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه مقرا له بالولاية أو السيادة لا فرق: "هنيئا لك يا ابن أبي طالب فقد أصبحت مولاي و مولى كل مسلم و مسلمة".
رفع الخلاف بين مذاهب،......
بداهة ليس الطريق إليه..... الاستزادة من سبب الخلاف.
السنة مذاهب شتى أكثر من أربعة و هي فوق العشرة بالإحصاء المستقصي، بديهى أن تفرق الأمة إلى سنة و شيعة و زيدية و اسماعيلية، الخ. سببه الاجتهاد، و بالتالي فإنه مهما طابت النفوس و صدقت العزائم و صفت النوايا و أكثر المسلمون من مجالس الاجتهاد من أجل التقريب بين مذاهب الاسلام، لن تكون النتيجة سوى المزيد من الاختلاف، و الحل الوحيد للتزود بالحق أو ثمن إتحاد العرب، هو التضارب بين إجتهادات المجتدين في مختلف القضايا بالرجوع إلى السنة القولية التقريرية المستأنفة التي هي أقوال الأئمة العلماء من أهل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم، الذين طال و تضخم زعم إيران وراثتهم أو احتكارها ملكية علومهم، قال الرسول علي سيد العرب، لم يقل علي سيد فارس.
طبعا من حق إيران و سائر الشيعة الاستمداد من علوم أهل بيت رسول الله صلوات الله عليهم و سلامه، لكن العرب أولى بالانتفاع بهذه العلوم من العجم، تماما كما انتفع العجم الفرس بدولة خلافة الصحابة أقروا بذلك أم جحدوا، إذا لولا هذه الدولة الماجدة الفاتحة ما اقتنع الفرس و سواهم من العجم بالاسلام، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "تقبل إصابة الآراء بإقبال الدول و تدبر بإدبارها"، أي الأفكار و الفلسفات بغض النظر عن كونها علوما أو مغالطات سوفسطائية أو جهل فشار مغفل، لا تقبل و لا تدبر من تلقائها، الدولة تنشر الفكرة السخيفة الخبيثة، و الفكرة العظيمة المقدسة مخذولة لا دولة ناصرة لها حتما تضيع،
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحكي تؤبن أبيها الصديق رضي الله عنه: "طوق الإمامة و اضطرب حبل الاسلام فأمسكه من طرفيه"، يعني لولا الشيخين عتيق و عمر رضي الله عنهما، لكان أعظم حظ القرآن أن يعلق على جدار الكعبة، لا يزيد على حظ قصيدة شاعر بيطار.
التلميذ....
محمد سعيد رجب عفارة
الأحــــــــــد 4 نيسان 2010 مــ