في السادسة من عمري بدأت الكتابة بالقلم الحبر
لن أحكي لكم مدى معاناة والدتي ، خاصة أننا كان في زمان ورق النشاف ، لم يكن هناك ما يسمى بالكوريكتور ، وأنابيب الحبر الديسبوزل
كنت أعود من مدرستي زرقاء اللون أنا و أصابعي و أوراقي ومريولي السماوي
مسكينة يا أمي
ومع مرور السنوات أصبحت علاقتي بالقلم الحبر مميزة
دوما أكتب به و أرفض استعمال الخزعبلات الجديدة المسماة بالقلم الجاف وال uniball وووووووووووو
ولكني كنت أحب الحبر الأسود .كنت أحب كثيرا أن أكتب به على أوراقي البيضاء واقرأ ما كتبت بفخر وكأنني كتبت رسالة الدكتوراة
ومع مرور السنوات وهجوم التكنولوجيا أصبح الكمبيوتر والكي بورد هو علاقتي الوحيدة بالكتابة
هجرت قلمي الحبر طويلا حتى أنني الآن إذا قمت بكتابة بعض السطور البسيطة وجدت أصابعي لا تطاوعني وكأنها لم تعد صالحة سوى للكتابة
على هذا الكيبورد السخيف
وفجأة تمردت على الكي بورد والكمبيوتر وذهبت إلى أقلامي باحثة عن قلمي الحبر الأسود و إذا به يعاني من حالة جفاف ويحتاج إلى عناية فائقة
قمت بالذهاب إلى المكتبة وشراء حبر أسود فلم أجد سوى الأزرق فتمردت عليه وصممت على حبر أسود وتوصلت الحمدلله إلى أنابيب حبر أسود
أمسكت بقلمي العزيز ووضعت الأنبوبة به وجلست أداعبه بأناملي و أستحلفه بكل ذكرياتنا الطيبة و أعاهده أن أستخدمه دوما
و أكتب به كل ما أحب ثم اقوم بوضعه على الكمبيوتر فيما بعد
و استجاب الألم وبدأ يعبر عن فرحته بأن لطخ لي أصابعي و طرحتي البيضاء والورق بحبره الأسود وضحكت و أنا أتذكر معاناة أمي معي
وبدأت أنامي تكتب سطور و كلمات وتوقع باسمي فخورة بخطي بهذا القلم العزيز
و أمسكت به كي أكتب الجزء الأخير من حلقة نور والبحر و إذا بي لا أعرف و إذا بي و كأنني لم أعرف الكتابة ولا أعرف فحوى القصة
وما هو إسم والدها و اسم طبيب المستشفى ووووو
شعرت بالخجل من قلمي وجريت إلى الحاسب وهو في يدي وجلست أكتب الافكار به ثم أضعها على صفحات ملف القصة
قمت بإرضاء قلمي الحبر الأسود حتى لا يشعر بالإهمال ويصاب بالجفاف مرة اخرى
وهكذا استطعت أن أتوصل إلى هدنة ما بيني وبين قلمي الحبر الأسود والكمبيوتر و أصبحنا نعمل بوفاق تام