ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    لكل أمة فلسفتها، تحديد موضوع فلسفة الأمة الإسلامية

    avatar
    محمد عفارة
    أصدقاء الموقع
    أصدقاء الموقع


    لكل أمة فلسفتها، تحديد موضوع فلسفة الأمة الإسلامية M2
    الدولة : لبنان
    رقم العضوية: : 15
    عدد المساهمات : 75
    عدد النقاط : 193
    المهنة : طول عمري و أنا أعمل في مهن لا تتناسب مع استعدادي و لا تحصيلي العلمي، الآن مسماي الوظيفي حارس، لكن أقوم بالأعمال المكتبية المختلفة
    تاريخ التسجيل : 26/02/2010

    لكل أمة فلسفتها، تحديد موضوع فلسفة الأمة الإسلامية 1210

    مميز 2 لكل أمة فلسفتها، تحديد موضوع فلسفة الأمة الإسلامية

    مُساهمة من طرف محمد عفارة السبت نوفمبر 06, 2010 5:34 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قررت مجموعة من الفلاسفة من عدد كبير من بلدان العالم مقاطعة مؤتمر دولي للفلسفة لأنه يعقد في طهران، قائلين في قرار مقاطعتهم ان عقد المؤتمر في طهران سوف يحول مدرسة الحرية التي يمثلها المؤتمر الى جهاز دعاية لنظام وحشي يعتقل المئات من الكتّاب والاكاديميين
    لماذا مؤتمر فضفاض و البصيرة ضيقة،
    مؤتمر علم الكلام يكفي

    الفلسفة عندنا نحن المسلمون لها أسماء عربية، تسمى بعلم الكلام أو المعرفة أو الشعر، و هي أحداث محلها النفس و الأفق، أي هي عرض عام حسب تعريف أرسطو يحمل أولا على النفس باعتباره حال لها، و يحمل آخرا على أثر لها يحدث في أفقها. و بهذا تكون المعرفة أو الشعر أرفع شأنا من العلم أو الفقه الذي لا يعدو كونه أفكارا جافة، لكن ما يصل من الشعر أو المعرفة إلى القراء ليس أكثر من الثرى أي الأفكار الندية، المرطبة بالمشاعر، و يبقى المعنى أي الشعور في قلب الشاعر أو العارف أو الفيلسوف أو صاحب الكلام، لا فرق.
    لا يوجد فلسفة إنسانية مطلقة، بل كل أمة يخصها فلسفة، بمعنى أن موضوع الفلسفة مختلف من أمة إلى أمة، الشرق محور اهتمامه الحياة و الأحياء، و الغرب تستأثر المعيشة و تأهيل البيئة لها، و الإحساس بالمظاهر ، مظاهر الطبيعة من الجماد و الكلام و الحياة بمعظم همه، لا يريد الناس في أوروبا و أمريكا أكثر من تحسين وسائل العيش و الحرب، أما الدولة و العائلة و رياضة البدن و تهذيب النفس فهي شغل الشرق، بينما العرب و جيرانهم الفرس و الترك و الحبشة فلهم همهم الكريم ألا و هو الدين أي معرفة الله سبحانه و تعالى، و عبادته و طاعة.
    إيران لم تستوعب ثقافة الاسلام بعد، رغم أن أفرادا منها استطاعوا التوصل لهذا الإدراك الرفيع ، لكنهم كبتوا و منعت معرفتهم من الانتشار بين الناس، بل و أدينوا و تم التشهير بهم، كان في الاسلام عارفون شعراء أشاعرة و معتزلة، في العصر الحديث وفق الله سبحانه و تعالى رجال مسلمين من مختلف أقوام الأمة إلى معرفة الاسلام و تمييز الأصيل فيه من البدع التي تشوبه، و منهم الفارسي الدكتور الشهيد علي شريعتي رحمه الله تعالى مؤلف كتاب "التسنن النبوي و التسنن الأموي و التشيع العلوي و التبشيع الصفوي"، و قد اتهمته إيران بالعمالة للوهابيين، الذين لا وجود لهم إلا في مخيلتها و ذهنها، يوجد سنة، و يوجد قلة من السنة تميز بين شافعي و حنفي مثلا، لكن لا أحد ينسب نفسه إلى المذهب الوهابي الوهمي، و ليس كل فقيه شغله إصلاح الناس و تجديد أمر الدين، هو بالضرورة مؤسس لمذهب إضافي، هذا رغم نعتها للدكتور الشهيد بأبوة الثورة.
    وظيفة المعرفة أو الفلسفة أو الشعر (بمعنى الشعور الذي يتنزل إلى أفكار، و ليس بمعنى الكلام المنطوق المنظوم في صورة بحرية و المقفى). هي تجديد الثقافة و ترقية المشاعر و الفكر، و انتشال الفقه و الاجتهادات الفقهية من دركات الانحطاط النفسي أو العقلي، بسبب أن الفقيه و هو يمارس التفكير ليس فقط عقله و نفسه الناطقة هما فقط اللذان يكونان يعملان، بل تتدخل النفس برعونتها و تتدخل الدولة بسياستها المتعصبة، هذا غير الشيطان بوساوسه، و العقل و الناطقة أصلا من غير مشاغبات النفس و الشيطان و الدولة يضلان غير معصومين من الخطأ، و الجهل ببعض الضروري علمه، و الغفلة عما هو حاصل علمه، فلا تسلم قضية من الشوائب، مهما اشتد الحرص على تصفية الحق، في أوربا أو أمريكا يمكن للإنسان الجاهلي الحديث أو المسمى بالعلماني أن يبدل مذهبه من شيوعي أو اشتراكي إلى رأسمالي أو بالعكس بكل سهولة و بدون عقد، الاشتراكي لا يتهم الرأسمالي بأنه خارج عن العلمانية و الحرية و أنه عدو للشعب و خيار الشعب، الخ. و لا العكس يصير أيضا. على الأقل يمكن للمذهبين المتقابلين حتى حدودهما المتطرفة أي الشيوعية و الرأسمالية المتوحشة أن يتعايشان تحت قبة واحدة و يتناقشان بكل حرية و راحة.
    بينما في إطار الأمة الإسلامية رغم التحذير الخطير للنبي صلى الله عليه و آله و سلم من تكفير المسلم أخاه المسلم، لا يتورع المسلمون عن بكفير بعضهم بعضا، و بالجملة و بدون تحفظ و ترو و تبين. و كل جماعة تفتش عما في سلوك الناس العاديين أو اجتهادات الفقهاء مرضى النفس و العقل المتعصبين عما يبرر لها تكفير الجماعة المقابلة، بدلا من الاشتغال في البحث عمن خصوصية المذهب و مزاياه، و تبيينه للجماعات الأخريات. تمهيدا لدعوة الناس غير المسلمين إلى الاسلام المتصالح، قال رسو ل الله صلى الله عليه و سلم : "تركتهم على (الجادة) البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك"، لون واحد أحمر أو أصفر أو أزرق أو أخضر لا يختزل اللون الأبيض، يمكن لكل لون أن يصير رماديا بشوائب الفكر ، و يتوهم أصحابه المكابرون أن الرمادية هي البياض، كما يمكن و هو الحاصل أن كل لون رمادي يراه الخصوم أنه أسود.
    نصيحة لإيران أن تضيق مجال الموضوع الفلسفي، و تحصره فيما يهم المسلمين فقط، و بعدها يمكنها أن توسع الهم و النظرة لتشمل الفلسفة الإنسانية كلها، و حتى الجنية أيضا. قبل ذلك، لا يكون الغرض من عقد مؤتمر فلسفي سوى الترف و العبث غير المجدي.
    موضوع الفلسفة الإسلامية
    رسم طريق تقدم المسلمين إلى الإسلام، و ليس سوى تنقية الاجتهادات من نتائج التعصب حتى يمكن تحمل الاختلاف و أن يتقبل الإخوة بعضهم بعضا
    هو الاهتمام و التفكير بكيفية شحن الأمة بالتجانس و المرونة حتى يمكن أن يتقبل كل لون من الإسلام إخوانه الألوان الأخر، على أساس إدراك حقيقة عظيمة يتجاهلها أو يجهلها المسلمون، رغم أنها جلية بداهة، ألا و هي أن الاسلام أكبر و أغنى من أن يختزله مذهب واحد، كما أن الإنسانية أغنى من أن يختزلها شعب أو قبيلة واحد، كما أن الأرض أكبر من أن يختزلها إقليم و احد.
    يزعم الشيعة أنهم على مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه، و يزعمون أيضا أن السنة مخالفون لمذهب أهل البيت. عندما تعافى قليلا من مرضه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ذهب إلى المسجد و كان قد كلف سيدنا أبا بكر الصديق بإمامة المصلين، و كان سيدنا علي كرم الله وجهه و رضي عنه دائما مأموما و الرسول مريض، لكن سيدنا أبو بكر تراجع عندما أدرك وجود الرسول خلفه و قدمه، كيف يصح زعم الشيعة أنهم على مذهب أهل البيت و هما يخالفان الصنوين، ثم إن مذهب أهل البيت كلام كما القرآن الكريم و الحديث الشريف، فلا يجوز لجماعة ادعاء الاختصاص بهذه المصادر الشرعية موردا و لا فهما، الشيعة كما السنة لا يرجعون مباشرة إلى القرآن و الحديث و علوم أهل البيت بل برجعون إلى اجتهادات فقهاءهم الأعلام.
    أول مراجع الشيعة بعد القرآن و حديث الرسول، هو نهج البلاغة لاشك، لكنهم لا يكتفون بالاطلاع مباشرة عليه، بسبب صعوبة إدراك معانيه، حتى عندما تكون جميع ألفاظ العبارة مألوفة، بل يرجعون إلى شروح، و هم لا يرجعون إلى مجلدات ابن حديد العشرين، بل يرجعون إلى الشرح الموجز لسيدنا محمد عبده، و لا يستطيع أحد أن يزعم أن هذا الشيخ من الشيعة، ما يثبت أن كذب دعوى الشيعة و أنها ليس سوى بهتان، تخدم مرضا نفسيا و تجعله مستحكما مستفحلا، لا يفيق العقل معه، و لا يجوز الغفلة عن ميل النفس إلى إيجابيات التميز و الشرف و الفضل، و هو ما يجعلها عرضه للغش المرتد، و لبخس الخصوم وهدر كل فضل و ميزة لهم، بل حتى التمادي في ظلمهم و الافتراء عليهم لتسويغ إعطائهم قيما سلبية.
    لكن هذا لا يعني أن السنة ليسوا مقصرين في الاطلاع على آثار أهل البيت، أو في إعطائهم حقهم، على المسلمين و هو الاقرار لهم بفضلهم و تقدمهم في الفقه، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف"، و : "أفقهكم في دين الله علي".
    في قضية قطع يد السارق صحيح أن الخليفة المعتصم رجع الى تفسير سيدنا الإمام محمد الجواد عليه السلام، و أن القطع لا يجوز أن يزيد عن قطع الأصابع استدلالا بقوله تعالى: "و أن المساجد لله" و قد احتج الإمام عليه السلام في رفض اجتهادات المزايدين بأن ما كان لله فلا يقطع، باعتبار أن الكف وسيلة السجود لله عز و جل. لكن ما كان ينبغي أن يسمح الخليفة لأحد من الفقهاء الحاضرين أن يدلي بدلوه و يقدم بين يدي الإمام. كما يقف المسلمون السنة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قلما يتكلفون البحث عن آراء أهل البيت عند النظر في قضية أو تفسير آية، و ربما اقترفوا جناية المفاضلة بين آراء أهل البيت و بين آراء الفقهاء المجتهدين من عامة المسلمين، رغم علمهم بحديث: "نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد".
    يتوجب على جماعات المسلمين من أجل إصلاح ذات البين إدراك حقيقة و اتخاذها قاعدة اعتقادية شرعية و جعلها من أصول دين الإسلام، و هي أن آراء أهل البيت عليهم السلام هي سنة مستأنفة قولية تقريرية، و أن أعمال الصحابة رضي الله عنهم هي سنة مستأنفة عملية تقريرية، فكأن الرسول حاضرا لم يمت، بل إنه حاضر مع صحابته و أهل بيته، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "اسم الله منقوش في قلب كل مسلم، ذكر الله تعالى أم لم يذكره"، فكأن الرسول بل هو اسم الله الأممي منقوش في قلب الأمة الذي هو الخليفة، سواء المؤيد من الله تعالى بسلطان القدرة، أو سلطان الحجة، قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "سلطان الحجة أشد قوة من سلطان القدرة".
    فسر الامام جعفر الصادق عليه السلام لرافضي قوله تعالى: "محمد رسول الله و الذين معه، ....... و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع.."، بقوله : "فآزره أبو بكر، فاستغلظ عمر، فاستوى عثمان، يعجب علي"
    بينما الشيعة غالبا و باعتبار المعروف عن أكثرهم هم ليسوا فقط مخالفين لمذهب أهل البيت عليهم السلام، بل إنهم جانحون عن الجادة البيضاء و حتى جناة على الاسلام، فهم لا يجيزون الصلاة وراء إمام سني، بينما النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أخيه علي كرم الله وجهه و رضي عنه، لم يجدا مانعا من الائتمام بالصديق في الصلاة، و هم لا يصححون خلافة الصحابة رضي الله عنهم، و هم في ذلك يخالفون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، في مبايعته إياهم، و أكثر يجنون على أنفسهم بنسبة المداهنة إلى الأمير عليه السلام، بزعمهم أنه إنما يستعمل التقية، و هل كان الأمير يكره أن يلقى ربه شهيدا، و هل كان يؤثر سلامة نفسه على سلام دين الله.
    أبو رابعة محمد سعيد رجب عفارة
    الجمعة 28 ذو القعدة 1431 هــ
    5\11\2010 مــ







      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 4:42 pm