بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة
إن الموت لعبرة فاعتبروا
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام علي خير
الأنام
الأخوة والأخوات
قال تعالى: ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)النساء 78
لدى كل منا ذكريات طفولة تختبيء في دواخلنا بأفراحها و أتراحها ، وللطفولة براءة تجعل الطفل لا يعي أشياء كثيرة مثل الموت ، فعندما يموت شخصا يفتقده الطفل
فيسأل عنه يقولون له : هو عند الله ، و ينمو الطفل مدركا أن الموت يأخذ ويخافه الأحباب فيكره الموت ومثلي مثل كل الأطفال نشأت أهاب الموت الذي أخذ مني
جدي ، رحمه الله ، و بمرور السنوات أدركت أن الموت فرضه الله علي أهل الأرض و منه إلي القبور ثم إلي الجنة إن شاء الرحمن ..... ثم كان لي شأن أخر مع الموت ،
إذ كنت أحلم دوما بأن أسناني تتفتت و تتساقط في كف يدي ، كنت أستيقظ خائفة و ازداد خوفي عندما سألت عن معني حلمي قالوا لي : يموت لكي قريب عزيز عليكي ، فكنت كلما
رأيت هذاالحلم خفت حتي طلبت مني صديقتي أن أروي الحلم لشيخ كنت أحضر ندواته وبالفعل ذهبت وحكيت الحلم فطلب مني الشيخ أن يري أسناني!!!! بعفوية فتحت شفتاي
فإذا به سامحه الله يمسح بأصابعه علي أسناني و يبتسم و يقول : لن تريه مرة أخري ، يالله لا أخفي عليكم أخواتي كم كان شعوري بالغضب: ماذا يقصد هذا الشيخ؟ هل يبارك أسناني؟؟؟؟؟ سامحه الله و علمت وقتها أنه حتي ولو كان الحلم مقدمة لموت أحدهم فمن سيموت هو من سيختاره المولى القدير و لن أستطيع أنا أو غيري شيئا.
ثم مرت أعوام و مرضت جدتي و حادثتني علي الهاتف طلبا في رؤيتي وحينما ذهبت إليها قالت لي: لدي شيء كنت تطلبينه سنوات وكنت أرفض إعطاؤه إياكي ... قلت: ما هو؟ قالت: صورتك و إنتي طفلة في الجامع ترفعين يداك وتدعين... فقالت لي هي لك الآن، ثم أخذت تذكرني بجدي و عادت سنوات إلى الوراء وعلمت أنها تحتضر وراحت في غيبوبة تستيقظ منها مستعيدة بعض الذكريات حتي كان يوم موتها كنت معها و أفاقت فرحة بعودة خالتي من السعودية كي تراها ثم نظرت لي فطلبت منها قول الشهادتين و بالفعل رددتهما و غابت عن الوعي وماتت و حينما كشفت وجهها كي أراها وجدت نورا رباني يجعل وجهها مضيئا وكأن وجهها به لمحات من صباها ، وضاء جميل.
ياالله إذن هو ليس الموت من يأخذ منا من نحب بل هي سنة الله في الأرض و لن نخلد منها فحتي رسولنا الكريم توفاه الله و قبيل وفاته كان يقول : إن للموت سكرات
و إذا أتتك من البلاء مصيبة فاذكر مصابك في النبي محمدا....
و منذ سنوات كان لابد و أن أقوم بعملية جراحية عاجلة و قبل العملية شعرت بإحساس عجيب بأنني قريبة من الموت و أنني لن أفيق من المخدر، فأصابني قلق شديد
وخفت ، ولكنني واجهت نفسي لم الخوف؟ هل أخاف علي نفسي ؟ أم علي صغاري؟ أم أخاف لقاء الله ؟ وبالفعل سائلت نفسي هل أنا مستعدة لهذا اليوم؟ وهل سينطبق علي قول الله تعالي ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي *وادخلي جنتي) الفجر 27-30
أم سأكون ممن قال عنهم القدير: ( ولو تري إذ الظالمون في
غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون علي الله غير الحق و كنتم عن آياته تستكبرون)الأنعام 93
وأخذت أصارح نفسي بما قد كان مني سواء من أعمال صالحة أم غير صالحة و أخذت أشكو همي لله القدير حتي جاء آذان الفجر فقمت لصلاتي وقرأت من القرآن ما تيسر لي و
جلست أناجي الرحمن مفوضة أمري إليه و بالفعل شعرت بسكينة تملؤ قلبي و دخلت غرفة العمليات و طلبت من طبيب التخدير أن يمهلني دقيقة قبل أن يخدرني ثم نطقت بالشهادتين بصوت مسموع و أغمضت عيناي متوكلة علي الله، وعند الإفاقة والله لا أستطيع أن أصف كم شعرت بأنني جسم هوائي يتحرك في طرقات مظلمة متجها إلي النور حتي
عدت إلي الحياة مرة أخري أفقت بأمر ومشيئة من الله جل وعلا و الآن بعد هذا الحديث أسألكم أخوتي في الله ماذا أعدننا ليوم موتنا؟ وماذا أعددنا للقبر وسؤال الملكين؟
ماذا أعددنا للقاء الله عز وجل؟
لقد قال رسولنا الكريم والذي نفس محمد بيده ما من نفس تفارق الدنياحتي ترى مقعدها من الجنة أو النار)من كتاب الروح لابن القيم الجوزية، سبحان الله إلي أي الطريقين سنمضي؟إلي الجنة ونعيمها أم إلي النار و لهيبها؟ اللهم اغفر لنا وادخلنا الجنة واجرنا من النار.وإن للموت لعبرة لا نتعظ منها و أحيانا لا نشعر بما يكون مع الميت وأحيانا نري عجبا فعلى سبيل المثال أذكر هنا عدة وقائع حدثت عن الموت فنجد شاب في لحظات حياته الأخيرة ، يهرع إليه رجل الإسعاف ويحاول تلقينه الشهادتين ولكن الفتي لا ينطق سوى بمقطع لأغنية و رائحة الخمر تفوح من فمه ، فيعاود الرجل تلقينه فيغني الفتي ويموت وهو يغني...سبحان الله(ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)الزلزلة 8
و علي النقيض من هذا نري الصحابي الجليل عمرو بن العاص وهو علي فراش الموت باكيا ، محولا وجهه إلي الجدار ، فيقول له ابنه: ما يبكيك يا أبتاه؟ ألم يبشرك رسول الله صلي الله عليه وسلم بكذا؟ فيقبل بوجهه قائلا: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و إني كنت علي أطباق ثلاث، لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله مني
، و لا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ، فلو مت علي تلك الحال لكنت من أهل النار ، فلما جعل الله الإسلام في قلبي لقيت رسول الله ، فقلت :ابسط يدك فلأبايعك فبسط يمينه. قال : فقبضت يدي . فقال الرسول: مالك يا عمرو؟ قلت:أردت أن أشترط.قال:تشترط ماذا؟فقلت :أن يغفر لي. قال الرسول: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، و
"أن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، و أن الحج يهدم ما كان قبله؟ و ما كان أحب إلي من رسول الله ، ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ، ولو
سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه ،و لو مت علي هذا الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ، ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها ،فإذا مت فلا تصاحبني نائحة ولا نار ، فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا علي قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتي أستأنس بكم )رواه مسلم
(ومن يعمل مثقال ذرةخيرا يره)الزلزلة 7
ومنذ سنوات توفيت مغنية ، فماذا حدث؟ سمعنا أن أحدهم قام بعمل شريط غنائي جمع فيه أحلي أغانيها وعرضه للبيع بعشرة جنيهات ( بقيمةثمانية جنيهات لتكلفة الشريط وجنيهان صدقة علي روحها)استغفر الله العظيم تحولت الصدقة إلي أغاني !!!! ياالله سامحنا بما فعل السفهاء منا ولا تغضب علينا فنحن نعيش في زمن أنت أعلم به منا
ولا أدري هل سنتغير قريبا أم سيأتي الله بقوما غيرنا أعزة علي الإسلام ومسلمين بحق.
إخوتي في الله ، تلك كانت ذكريات مع الموت بدأت في نفسي بكراهية وخوف منه و الآن أجدني موقنة يقينا تاما بأنه لا فرار من الموت وعلينا إعداد العدة
بالأعمال الطيبة و الهمة العالية وحب الله والغيرة علي دين رسولنا فما تدري نفس بأي أرض تموت ، ولا تدري نفس متي موتها ، فكم من شاب معافي سقط ميتا فجأة بدون مقدمات
و كم من عجوز مريض ملقي في الفراش جسدا و يطلب الموت فلا يأتيه، و في النهاية أوصيكم بما قاله رسولنا الكريم( خير العمل أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله ) حديث صحيح (الأباني)
اللهم اصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة أمري واصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي واصلح لي أخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خيرواجعل الموت راحة لي من كل شر ،الهم احسن خواتمنا ،اللهم آمين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد الأنام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد
=============================================
ملحوظة : سالني البعض على المدونة وخارجها عن عمري حينما باركني هذا الشيخ - والعياذ بالله- ومسح على أسناني وكان هذا ردي :
http://mamanooor.blogspot.com/2010/06/blog-post_27.html
والله يا جماعه أنا مخدتش بالي أبدا إنه حيعمل العمله البشعه دي ....أنا كنت وقتها 17 سنة وحسبته بيقولي وريني اسنانك علشان يبتسم ويقولي ...لا فض فوكي والا اي دعوة وقبل ما اقفل بقي لقيته اع بقى محدش يفكرني .....و في ثانيه تراجعت للخلف اساسا خجلة منه وهو بقى الله يهديه او يرحمه لو كان مات ابتسم ودعى لنا ومشى.....................و من يومها بطلت أروح المسجد داه علشان حسيت حتى البنات تباركوا بما فعله لي وقالولي مش حتحلمي الحلم داه تاني وطبعا لازال الحلم ياتيني كل فترة وبالفعل قرأت عنه في ابن سيرين وزادني هذا توجسا ولكنني فوضت أمري لله فله الأمر من قبل ومن وبعد والموتى ودائع يستردها الله وقتما يشاء.................دمتم في ود