ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    الصوديوم و الكلور معا يصنعان الملح

    تصويت

    هل فكرة كيفية احترام آل البيت و اعطائهم حجمهم المطلوب، واضحة في ذهنك أم غامضة؟

    avatar
    محمد عفارة
    أصدقاء الموقع
    أصدقاء الموقع


    الصوديوم و الكلور معا يصنعان الملح M2
    الدولة : لبنان
    رقم العضوية: : 15
    عدد المساهمات : 75
    عدد النقاط : 193
    المهنة : طول عمري و أنا أعمل في مهن لا تتناسب مع استعدادي و لا تحصيلي العلمي، الآن مسماي الوظيفي حارس، لكن أقوم بالأعمال المكتبية المختلفة
    تاريخ التسجيل : 26/02/2010

    الصوديوم و الكلور معا يصنعان الملح 1210

    الصوديوم و الكلور معا يصنعان الملح Empty الصوديوم و الكلور معا يصنعان الملح

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الثلاثاء مايو 11, 2010 8:29 am




    بسم الله الرحمن الرحيم
    ملحوظة:
    هذا مقال أرهقني، و استنفد طاقة اجتهادي قبل أن أقوم بإتمامه و تجميعه، و رغم ذلك أنشره، ربما أخذ وقتا طويلا لأنجزه، بينما لا أريد حرمان القارئ من الاستفادة العاجلة، ربما طالت مدة إنجازه، بسبب أن حالي ربما تغير فانصرفت عنه و اشتغلت في موضوع مختلف، سبحان الذي لا يشغله شأن عن شأن، و هي فرصة للقارئ ليكون إيجابيا في التلقي، و يقيم في أفق نفسه مصنعا لتجميع الأفكار و إنتاج الناقص منها إذا كان فقط فقيها، و زيادة يستفيد تحسين مشاعره إذا كان فيلسوفا، و تقبل الله مني و من الجميع.
    أضواء الإستعداد و الكسب،
    على تحرير طبقات المدعوين،
    إلى إحياء الأمة القتيلة
    الأخ فراج يعقوب ... منتدى إبن عربي
    السلام عليكم و بعد،
    في تحرير نقط الناس
    كل إنسان هو كامل التكوين، بمعنى أنه مركب من كلمة و و أشياء ستة روح و عقل و نفس و جسم مثلث القدرات و غير هذه الطبقات السبعة من المحدثات يملك المقسوم له من المقتنيات، و كيفية ملكية كل طبقة تتناسب و جنسها، فالملكية إما منفصلة أو متصلة أو متحدة، علم الفقيه هو تعين بعيد منفصل عنه، علم الشاعر أو العارف هو تعين قريب حال فيه، علم الولي موجود أو تعين عميق لا ينفصل عنه ذاته، الناشط من من تكوين الفقيه جسمه، الناشط من تكوين العارف روحه و عقله و نفسه، الناشط من تكوين الولي اسم الله المنقوش في قلبه.
    مما تقدم يتضح كيف يتفاضل الناس، يتفاضلون بسببين إثنين، أولهما حقيقة أن كل فرد من الناس هو متفاوت في ذاته إلا رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم يتفرد أنه متساو، بمعنى أن استعداد الرسول كله حسن، بينما ما عداه من الناس حتى الأنبياء المرسلين و أهل بيته و صحابته رضي الله عنهم أجمعين يكون جيد جدا في شيء، جيد في شيء ثاني، و معظم الناس يكون الواحد منهم ضعيف القوة في شيء ثالث، و حتى أخرق في شيء رابع، الخ. و السبب الآخر في تفاضل أفراد الناس هو حظ كل فرد من العناية إلإلهيه في الكسب و المن، و المن هو مزيد العناية الإلهية و التي يسميها الناس باسم الفرصة أو الصدفة المناسبة التي تسهل الكسب و تشجع عليه و ترغب فيه.
    قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "اسم الله منقوش على قلب كل مؤمن ذكر الله تعالى أم لم يذكره"، في الحقيقة اسم الله منقوش على قلب كل إنسان، لكن الكافر أو العاصي مداهن نفسه مهملها بغير محاسبة و لوم، يضيع اسم الله الذي خصه الله به، قال تعالى: "بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"، و اسم الله في التكوين الفردي نظير رسول في الجماعة من الناس، هو مصدر الحياة و سبب الإستقامة، و هو الحق بمعنى أن الانسان المطموس فيه اسمه الله يفقد قيمته و مبرر وجوده، لذا أحل الله دمه، و الكافر أشبه بشيك معيب الإمضاء يرفضه البنك المسحوب عليه، أو أشبه بعقار فقد صاحبه الحجة التي توثق حقه في ملكه، فيصير عقاره عرضه للغصب بسبب عجزه القانوني عن الامساك به.
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "خلق الله الأرواح قبل الأبدان بألفي عام و أسكنها الهواء.."
    في تحرير طبقات الناس
    مشكلة عروبي شقيقنا في الإنسانية أخونا في الإسلام رغم التفاضل، و جميع أفراد طبقته الفقهية هي مشكلة كل عالم سطحي علمه محدثات أو متعينات منفصلة تماما عن ذاته بعيدة، فاقدة لمضمون ضحل يحقق الكافي من الأحوال أو مضمون عميق أو يحقق أعظم ما يستطيعه إنسان من بعث عدمه إلى الوجود، الفقيه عالم و فقط، أي إنه موضوعي غير وجودي و لا شاعر، بسبب ابتعاد معظم همه أي تركز بؤرة وعيه بعيدا عن قلبه أي كلمة الله من تكوينه، و بعيدا عن لبه أي الملكوت من تكوينه، و أن جسمه مستأثر بمعظم وعيه، و حتى في هذا الوضع يتفاضل الناس، باعتبار أن جسم الانسان دائرة ناطقة قدسية و مستطيل حساس حيوان و مثلث نام نبات، في أي شق من هذه الشقوق الستة يحتمل أن تتركز بؤرة وعيه، إذا تركز في شق القدسية غلب علىى الإنسان التقدم في العبادة أي يكون ناسكا، حتى لو كان كافرا، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "رب نسك في غير دين"، و إذا تركزت بؤرة وعيه في الشق الناطق من دائرة جسمه غلبه عليه الاشتغال بالفقه، و إذا تركز بؤرة وعيه في الشق الحساس من مستطيل بدنه غلب عليه الاشتغال بالأدب أي صناعة نثرا وشعرا أو الخط أو أي فن متعلق بحواسه، و إذا تركزت بؤرة وعيه أي استأثر المثلث من جسمه بمعظم الوعي و هنا يكون وعيه أضعف ما يكون، فإما أن يكون أشعبا أكولا، و إما أن يكون مزواجا في أحسن حالاته أو ينفق معظم وقته على العشق، يخرج من علاقة ليدخل في أخرى، لحقيقة أن الشق المستأثر بمعظم الوعي حيث تتركز بؤرة الوعي هو يعين المقدار الحاصل للفرد من الوعي الممكن و أيضا يكون حقيقة هذا الشق هي الغالبة على مزاجه، فالذي يغلب على مزاجه الإحساس، يكون شاعر لسان يهتم بشكل العبارة أكثر من الفكرة المعبر عنها، و يهتم بشكل المرأة المعشوقه أكثر من صحة جسمها و بقية شؤونها، من دين و شرف اجتماعي و علم، و مال، الخ.
    كل شيء و له جنس ملكية مختلف
    كل مستوى من التكوين الإنساني يخصه جنس وعي أو إدراك أو خبره أو حياة لا فرق في المعنى بين مباني هذه المفردات، و الوعي شقان حكم أو علم، و كلما هبط مستوى الخبرة كلما ضعف العلم و غمض و غلب نسبته الشك على الظن. و كلما هبط مستوى التكوين الذي ينشط من الانسان كلما ضعف الحكم أو الحال أو الشعور و غلبت تفاهة الوجود على الغنى.
    مما تقدم يتبين بوضوح أن طبيعة الناس ليس واحدة، و الناس حتى بافتراض عريهم عن المال و العلم و السلطة هم متفاضلون بمدى قوة الوعي و جنسه، قال الشاعر أبو نواس مخاطبا الناس:
    "يا بين النقص و العبر ... و بني الضعف و الخور
    و بني البعد في الطباع ... على القرب في الصور"
    فعلم هو علم الفقيه حقيقته أنه مظروف بالمكان و يكون مبعثرا في أفق الذهن كالأرخبيل، و علم هو علم الشاعر أو العارف أو الفيلسوف أو صاحب الكلام لا فرق، حقيقته أنه مظروف بالزمان لا يزال يتجدد و يتضح ما امتد العمر، و علم هو علم الولي، حقيقته أنه متعال على الزمان و المكان ظرفه المقيد به هو حد معدنه لا غير، و هو أعمق العلوم و أوضحها، و هو نقط تامة فور تعينها، غنية عن أن يستوعبها المكان فهذا شأن النقطة التي تستكمل تأسيسها، غني عن صحبة الزمان، فهذا شأن النقطة الضعيفة التي تجتاج إلى أن تتجدد حتى تتنتهي إلى تمام وضوحها.
    بعض الناس يفشلون في المدرسة، و يكون السبب أنهم ناجحون نجاحا فائقا لا يستوعبه التعليم الرسمي، المدرسة تخرج مهندسين بالآلاف، لكن تعجز عن تخريج مخترع واحد، و المدرسة تخرج آلاف الفقهاء لكنها تعجز عن تخريج مجتهد واحد، المدرسة ظرف مكان، كل كلية من الجامعة هي إقليم.
    العارف لا يطيق قيد المكان أو المدرسة، المدرسة تستفحل فيها الموضوعية الشاعر يضيق بها، فيسير في طريق الزمان، الزمان هو أحواله، علم الشاعر مزدوج لب من الوعي و قشر من الأفكار و أدب اللسان، الذي يساعد الفقيه على التعلم هو توفر الفرص مثل القدرة على الإنفاق، أو توفر المعلمين الممتازين و المراجع، الخ. لكن فرصة الفيلسوف أو الشاعر أو صاحب الكلام أو العارف لا فرق، هو حاله أي الزمان، إنه مثل القمر إذا كان بدرا تدفق العلم منه رغما عنه و لا يتركه رغم الارهاق، فإذا محق زمان الفيلسوف أي فتر حاله انسد أفق العلم أمامه، فمهما تكلف لا يستطيع إنتاج فكرة و احدة.
    علم الولي مصدره الله سبحانه و تعالى، و سببه خلو قلبه من المشاغل، و ترك الحرص تماما على اقتناء الأموال و الأفكار، الخ. و لا علاقة له بحاله من نشاط أو خمول أو بموقعه أي بجنس العلم الحاصل له، فقط العلم الممنوح له متعلق بمعدنه، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "الناس معادن كالذهب و الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"، كلما فرغ قلبه تفجر العلم منه كما يتفجر البركان في الكوكب، و انقش العلم في قلبه كما تضاريس القمر.
    بداهة لا يستطيع إلا القلة و خاصة المسلمين أن يكتسبوا المعرفة، و أقل منهم أي الندرة يمكنهم أن يكتسبوا الولاية، و حتى الفقه ليس جميع الناس يمكنهم أن يكتسبوه مهما توفرت لهم الفرص، و بعض الناس من حفظة القرآن و الحديث و المكثرون من العبادة يظنون أنفسهم أنهم فقهاء، و هم يغشون أنفسهم بهذا الوهم، فصل الفقيه و حده و رسمه و التعريف به أنه المهيمن على موضوعه، الفاعل فيه غير المنفعل، المتعصب هو منفعل أفكاره تتسلط عليه و تتحكم فيه، هو عامل يعاني من القصور الذاتي أي هو إلى الجماد أقرب منه إلى معاينة حيوية الشجرة، و من باب أولى حيوية حيوان أو إنسان.
    مصيبة الإسلام أي موته بالتفرق إلى مذاهب متخاصمه مصدرها العمال، و يمكن تسميتهم أيضا بالخوارج، هنا المقصود بالعمال بداهة ليس الشغيلة في المصانع أو الفلاحين، الخ. بل إن العامل ربما كان ملكا أو متمولا أو استاذا في جامعة، الخ. بل هو كل إنسان موضوعي بشكل مرضي، أي يتركز وعيه في ماله و أفكاره و مقتنياته العقلية و الخيالية، الخ. و ذاته هامدة خاملة بدون مشاعر لا عميقة و لا حتى ضحلة. و رغم ذلك هم أكثر المسلمين إعجابا بأنفسهم و اغترارا و أضخمهم إدعاء أنهم الأحرص على التمسك بسنة رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و هم أسرع الناس إلى سوء الظن بخيار المسلمين، و أسهل شيء عليهم التكفير.... و في الحقيقة هم معذورون في طيشهم هذا بسبب أنهم يسقطون حقيقتهم على الآخرين، و هم غافلين عن هذه الآلية.
    الفقيه قوة حية، أي مؤثرة في علمه، بمعنى أن له اجتهاد و علمه يعكس فعله، و ليس أنه ضعيف القوى منفعل لعلمه، و طالما أنه لا يقصر في طلب الحق من مصادره الشرعية، و لا يقصر في تطعيمه بعلوم الأمم و هو واجب عليه لصالح نفسه على الأقل، و من أجل دعوة الأمم، إذ كيف يدعو أمه و هو يجهل علومها و لسانها، و طالما أنه لا يجافي التواضع و لا يترك إصلاح نفسه، هو في خير و مقبول منه إن شاء الله عمله، لكن ما يفسد عليه أمره، اغتراره و فرحه بما عنده، لدرجة ظنه أنه وحده الله يعتني به، و أن الحقيقة قصرها الله عليه، و لا يبخل الشيطان عليه بالبراهين، التي تقيده إلى الموت الثقافي، أنت تستمد العلم من أهل البيت، غيرك ناصب مقاوم، مهمل تماما ورود هذه الينابيع، أو أنت تمجد صحابة رسول الله و تحسن الظن بنساءه، و لا تؤذي رسول الله فيهم، و لا ترد على الله سبحانه و تعالى، ثم إنه حسبك حديث رسول الله و ما حاجتك إلى حديث الأئمة خاصة و قد دس فيها الرافضة المارقين ما يوثق باطلهم.
    تحرير طبقة الفلاسفة
    تعمدت لصق اسم الفلاسفة على جدار الطبقة من الناس أولي الألباب، أي اللذين أنشط ما في تكوينهم الانساني حيث بؤرة الشعور أو معظمه هو الأشياء الملكوتية العلوية أي الروح و العقل و النفس، و يكون وضع الإمضاء الإلهي فيهم و الجسم متنوع القدرات عند أوسط الشعور، و يكون وضع أفكارهم و عواطفهم و سائر مقتنياتهم عند هامش الشعور.
    السبب هو طبي، أي بقصد معالجة حساسية الجهلة من كلمة فلسفة و فلاسفة و تفلسف، الفلسفة ليست بالضرورة زندقة أي مجافاة للعدل و التوحيد، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العدل ألا تتهمه، و التوحيد ألا تتوهمه" و قيد بين الأمير أن التفكير في ذات الله عز و جل هو الوسيلة إلى الزندقة، و الفلسفة ليست بالضرورة هوس، أي تفكير في غير الحكمة، و الفلسفة ليست بالضرورة، اقتناء الوارد من الشرق أو الغرب، الفلسفة طبقتان معرفة أي مشاعر و علم، و مصدر العلم هو الذي يفصل بين فلسفة و أخرى، الذي مصدر علمه الوحي و ينفعل و يتأثر روحه و عقله و نفسه بكلام الله، و كلام رسوله الله و كلام حجج الله من أهل بيت رسول الله، و ليس فقط يركز همه في الأفكار ينشئها في ذهنه حسب وصفات المعاجم العربية، أو يستعين أيضا بالوارد من الأخبار الصادقة من الغرب عن ظواهر الطبيعة و من الشرق ظواهر الحياة.
    مما تقدم يتبين بوضوح أن الفيلسوف هو فقيه و زيادة عليه هو شاعر بمعنى ناشط لبه و هو يستزيد علما يكون لبه حاضرا، و هو يشع علما يكون لبه ناشطا حاضرا، بل إنه لا ينشر علما و عقله و روحه و نفسه في حال فترة و خمول، ما يلتقطه من أفكار و ما يشعه من أفكار و أعمال و أقوال،الخ, يصف مشاعره، و عندما تخبو مشاعره يسكن لا يقول شيئا و لا يعمل شيئا، لكن ناشط اللب الشاعر بلبه ليس بالضرورة أنه ينظم مشاعره و أفكاره في صور البحور أو السجع، سيدنا الشهيد سيد قطب كان ينثر مشاعره، لكن سيدنا محمد إقبال كان ينظمها في صور البحور، و الإثنان من فلاسفة الاسلام.
    فصل الفيلسوف: تيار من المشاعر محدود في وضوحه و قوته، متجدد، يزيد على الفقيه المتغن بكلام الله و رسوله و أهل بيته و أكابر علماء الإسلام بتأثره بفارق كبير عن تأثر الفقيه، بسبب أن طبيعة الفيلسوف هي شاعرية عاطفية، ذلك أن الحياة تكون أعظم مع اطراد الشرف، أو قرب الجزء النشط من الله سبحانه و تعالى، بديهي أن الأقرب هو الكلمة، و الأبعد أو الأخس هو المقتنى من أموال و ألفاظ و أفكار و صور و عواطف موروثة أو مستحدثة.
    خاصة الفيلسوف: إدراك السوى هو إسقاط لا غير، و بما أن حياة الفيلسوف واضحة و هو لا يستطيع تجاهلها و إنكارها، هو أيضا مضطر إلى الإقرار بحياة السوى، فلا يستطيع تجاهل أو إنكار حظ مزاحمه من عطايا الله، من الحق و الخير و الجمال. لكن لنفسه خلق حسن أو رديء، فيكون أي يعتاد الانصاف أو الإنحراف ترددا بين البخس و بين الغلو أو العجب و الإغترار بنفسه و شيوخة لدرجة التحيز غير المتمادي و التعصب غير المستفحل، أي الذي لا يصل إلى هدر شأن خصمه تماما و المورط له في الخروج من ملة إبراهيم بسبب التكفير و تمام التجهيل و التغليط.
    عرض الفيلسوف: يكون صائنا نفسه بالتغن الضحل بالقرآن، بمعنى أنه يزيد عن الفقيه الموفق إلى طول الصحبة قراءة و تدبرا و تفسيرا و عرضا عليه خواطره، يزيد عليه بقوة التأثر نوعا عند الاستماع إلى الشيخ المناسب. أو يكون منه تضييع نفسه بالتبعثر بين الأفكار الشاذة المحلية أو المستوردة.
    \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
    النقط الهندسية أجناس متفاوته في الشأن و القيمة ، النقط ليس متساويات في القوة و الجودة.
    • بين جنس النقطة و بين الصورة الهندسية خط أو زاوية أو صورة مغلقة أو مفتوحة مثلث أو مستطيل أو دائرة مناسبة أو مجافاة.
    • جنس النقطة المنفعلة مضاف إلى الصورة الهندسية الفاعلة، ليس أي جنس نقط مؤهل ليتركب في صورة هنسية إنسانية أي دائرة،
    \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
    التعريف بالصوفية و ظلها أو بقيتها المتصوفة
    الصوفي: كل إنسان أنشط ما فيه اسم الله المنقوش في قلبه، لذا يكون قلبه فارغ من المشاغل، متهيؤ متعرض لنفح الرحمن، و هو علم جلي يقيني متناه في القوة سالم من شائبة الشك، و هو تعين أوضح من الأحلام أو الهلوسة أو السحر، أو الرؤية، حقيقته أنه معاينة أو عيش العلم، الوقفة أو العلم اللدني هو رؤية عين اليقين التي تفضل رؤية صورة اليقين، الحاصلة للحالم و المسحور، و الناظر للشيء عن بعد.
    المتصوف: هو كل إنسان محظوظ بتكوين جيد كفاية، و حسن الظن بأولياء الله، يستطيع بتوفر هذين السببين أن يستوعب و يفهم بعض قليل أو كثير من أخبار الصوفي عن تجربته العميقة، استفادة مقصورة على الأخبار أو الأفكار بالنسبة إلى الفقيه، ويزيد عليها تحسين المشاعر بالنسبة للفيلسوف، أما مشاركة الصوفي في جنس حياته، فهي ممتنعة مستحيلة و ليس صعبة فقط، حتى و لو كان الصوفي أبا أو أخا، و إلا فإن المشارك هو صوفي أيضا، و تجربة الصوفية هو الوحيدة التي يصدق عليها اسم الوجودية، و كل حديث عن الوجودية غيرها هو فشر أي ثرثرة جاهل واهم مغفل.
    حقيقة عظيمة لا يجوز أن يغفل عنها مسلم
    الصوفي هو الولي، و الولاية و النبوة و الرسالة أطوار جنس حياة واحدة محلها الإمضاء الإلهي في القلب، كل رسول كان نبيا، و كل نبي كان وليا أو صوفيا، و كل ولي منطو على فيلسوف و كل فيلسوف منطو على فقيه، و كل فقيه منطو على عامل أي عابد متنسك.
    مما تقدم يلزم أن ندرك أن معظم المسلمين إنما هم في الحقيقة يتفيئون هامش نور النبي و دفئه صلى الله عليه و آله و سلم، و ليس أنهم مغمورون في ضياءه المشعشع، هذا حظ أهل بيته منه صلوات الله عليهم و سلامه و حظ صفوة صحابته و جميع نسائه رضي الله عنهم أجمعين، و فيما بعد حظ الصوفية فقط لا غير، المحظوظين وهبا و كسبا بمزيد عناية الله تعالى.
    طريق التصوف متكامل، ينتفي فيه الاختلاف، لا تسنن و لا تشيع و لا زيدية و لا أباضية جميع ألوان الإسلام ممتزجه فيه، ليس بمعنى ممارسة التلفيق، أي القراءة في مراجع مختلف المذاهب، و محاولة التوفيق بينها، في الحقيقة هذا مستحيل، و اللذين يسلكون هذا الطريق من أجل تحقيق التقارب بين المسلمين لا شك إن حليفهم الاخفاق و الخذلان. لأن المواضيع المختلفة المتضاربة مستعصية على التكامل و التصالح، مهما بلغ المنفق عليها من الجهد و الوقت و حسن النية، بل بمعنى أن الصوفي أو المتصوف يعيش وعيا متسعا طيبا، و أنه مثل النحلة لا يقع إلا الكريم من الغذاء، و يترك المزابل، و في كتب المسلمين من جميع الطوائف ما هو كريم طيب، و ربما كان مجاورا في نفس الصفحة أو حتى السطر مع الخبيث من الكلام و الأكاذيب و الأغلاط، فلا يلتفت إليه.
    كل إناء ينضح بما فيه، و كل إناء يطلب استيعاب ما هو أهل له. العقل الكريم لا ينظر في الكلام الخبيث، و الرأس الطيب لا يقبل أن الحشو بالأفكار الرديئة مصدرها الخصم رغم أنها تنفع في إدانته.
    تعريف بالعامل
    فصله: مسلم أجوف وعيه مركز في موضوعه، جرم إنسان، أي جسم قاصر فاقد لإمكانية المبادرة و التلقائية، يبقى خاملا ساكنا أو يستمر مجترا عادة جوفاء أو تقليدا مثقلا بالعواطف و العقائد، حتى يحظى بمن يؤثر فيه و يبدل حاله.
    خاصته: له سلطة شرعية تقديرية لازمة نفسه لا تتجاوزها حتى إلى أهله أو ولده. "الحق ما تلجلج في صدرك و اطمئنت إليه نفسك و إن أفتاك الناس و أفتوك"، و ليس له أن يدعو، يمكنه أن يبلغ آية أو حديث أو ينقل قول لعالم لكن من غير أعطاء تفسير من عنده، و من باب أولى التمادي و فرض رؤيته حتى على زوجه، بل إن تطفله هذا و تصرفه الفضولي يجب أن تعاقبه الدولة عليه كما تعاقب ممارس الطب تشخيصا و وصفا، حسب مكسبه العلمي من الطب و خبرته فيه، أو خلوه تماما من علم و خبرة.
    عرض العامل: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه :"من زاد علمه على عقله كان وبالا عليه"، ربما يكون حافظا للقرآن، لكن حفظ القرآن لا يكفي لإكساب الفقاهة، بل إنه ربما يكون الحفظ قد أثقل عليه فيعوض أو ينفس ما يشعر به من عذاب ألم و مهانة باضطهاد الناس الذين قدره الله عليهم، بسب توظيفهم في مشروعه مثلا. ربما يكون العامل كاذب العمالة بمعنى أن استعداده يسمح له باستثمار أكبر، و أن المصادر تسمح له أيضا بترقية مكسبه، لكن ضغط وضع العيش يشغله عن تحصيل مبتغاه.
    حدود المرجعية الفقهية،
    المجتهد الفرد أو الاجماع المحدود
    فصل الفقيه: التعالي على القصور الذاتي، بمعنى أنه قوته المحركة له نابعه من نفسه، لكن وعيه محصور في جسمه مثلث القدرات أي المركب من أنفاسه الثلاث الناطقة القدسية و الحسية الحيوانية و النامية النباتية، لكن بتركز هذا الوعي السطحيي عند الشق الناطق من نفسه الجزئية الإنسانية.
    خاصة الفقيه: له سلطة شرعية هو حاكم شرعي اجتهادة أمارة على حدوث تكليف، و ليس أنه اجتهاد يتوصل به إلى علة التكليف بمعنى أن لا يضمن أن يصيب دائما حكمه الواقع و يصدق حتما علمه على المعلوم، و إلا لم يكن له أجر أو أجران، و حكمه علامة على تكليف غير ملزم أو غير شاغل ذمة من هم خارج دائرته الفردية أو دائرة الإجماع، أي دائرة الفرقة المتوافقة من المجتهدين، لا يجوز له إصدار الأحكام حتى الإيجابية منها لتزكية حال أو تصحيح فكر من هم خارج إقليمه الاجتهادي. من هنا يتبين أن تكفير الشيخ المفيد للصحابة فضلا عن أنه خروج من أمة محمد، هو خروج أيضا من الإنسانية أي هو حماقة و غفلة، بسبب مجافاته للمنطق السليم، بغض النظر عن الأمة التي يحدث فيها مثل هذه الدالة على رعونة نفس قبل سوء الفهم، ليس الصحابة و النساء رضي الله عنهم أجمعين من جملة طبقة الاجماع الاجتهادي الفاعل،و لا طبقة المقلدين، بل هم بداهة خارج حكم الإقليم العلمي أو إقليم الجاهليةالمجوسية الذي يستوطنه هذا الرافض المارق أمثاله.
    عرض الفقيه: جدارته أي عدالة نفسه، و صحة نظره بمعنى التزام حده و وعيه أن نفسه و معه تلامذته فقط لا غير هم محل رعايته و الله يسأله عنه و عنهم لا غير، أو فساده باغتراره و عجبه بنفسه لدرجة الظن و الوهم أن الكمال حاصل له أنه يستوعب مطلق الاسلام، ممارسته الحكم على ناس خارج إقليم الإجتهاد.
    الفقهاء أعجز طبقات العلماء،
    عن إثراء االاسلام و الدفاع عنه
    أعطي في مقالي هذا برهانا على إخفاق الفقهاء في جبه ما يجتاح فضاء الثقافة العربية من فلسفات الشرق أو الغرب، إلا إذا كان معلوما للفقهاء ما أجهلة أن واحدا من أكابر شيوخ الأزهر، أو آية عظمى استطاع أن يشتبك مع الوارد. ها أنا ذا أنقل إليكم صورة معركة خضتها مع الفيلسوف اليوناني أرسطو، ربما يبدل الفقهاء سوء ظنهم بالعارفين أصحاب الكلام الفلاسفة الإسلاميين بظن حسن، عندما يقارنوا ما اجتهادي مع ما كان يفعله صاحبهم الفقيه إبن رشد. هو استسلم و هم ولوا الدبر، و تركوا ميدان الثقافة لفلاسفة الأمم الزاحفين.
    واضح أن الرجل هياب، و ليس هذا فقط، بل إنه يظن أنهما يريدان سلبه الأمان العلماء الأولياء و الشعراء بالمناسبة الشاعر هو العالم الذي علمه مليء بالمشاعر، و الأصح الذي علمه يعكس مشاعره، و الشاعر بمعنى ناظم القصائد، هو مصطلح عرفي.
    لا أحد يطلب من الفقيه التخلي عن المعني السطحي القريب الذي يعطيه له العرف و المعجم و العلم الظاهري المحلي أو الوارد من الشرق أو الغرب، بل إن الولي أو الشاعر يحتاج إلى هذا العلم الرسمي حاجة الثمرة إلى قشرتها، البطيخة بلا قشرة و شحمة لا شك تفسد، و من عنده الاستعداد العميق بدون العلم الرسمي يصير إلى حال شبيه بحال ديوجين معاصر أرسطو الذي سماه اليونان و أصحابه بالكلاب، كما أن الشاعر الذي لا يصون حاله و علمه بالعلم الرسمي يصير إلى حال يصدق عليه قوله تعالى: "و الشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون يقولون ما لا يفعلون"، المطلوب من الفقيه محاولة الغوص في تكوينه ليستطيع الإنفعال و التأثر بكلام الله و ليس غير، أي مطلوب منه التشبه بسيدنا الشاعر محمد إقبال و سيدنا الأديب سيد قطب، الخ. هؤلاء في الحقيقة من جنس الفلاسفة أو أصحاب الكلام أو العارفين، أظن لو أنهم عرفهم الناس بهذه الأسماء كانوا هجروا أشعار إقبال و ظلال القرآن، لكن ماذا يغير من حقيقة محتوى الوعاء إذا تبدلت الورقة الملتصقة به. لكل أمة فلاسفتها اللذين لهم موضوعهم الخاص، إبن رشد ليس فيلسوفا، مجرد ترجمة الفلسفة الواردة لا تجعل المترجم فيلسوفا، في الفقه الشيعي لا يجوز للفقيه أي يقلد غيره، التقليد دليل على تطفله و عدم جدارته، من المواقف: "للوقفة علم ما هو بالوقفة، و للمعرفة علم ما هو بالمعرفة"، أي حقيقة إبن رشد أنه ظل فيلسوف، و ظل فيلسوف أجنبي أيضا، و ليس أنه فيلسوف عربي إسلامي، أي أنه يعلم الفلسفة و ليس يعرفها، و الفلسفة التي يعلمها هي فلسفة اليونان و ليست الفلسفة الإسلامية، لذا هو جهل عظيم وصفه بالفيلسوف المسلم أو العربي أو أنه الفيلسوف التنويري، الفيلسوف التنويري هو الذي يشع إسلاما، و ليس العقل السلبي المنفعل المنبهر الذي يستقبل الوارد من الفلسفات الشرقية أو الغربية ثم يعكسها كما هي.
    كان يمكن لإبن رشد تقويم فلسفة أرسطو لو أنه مارس وظيفته كمسلم، قال تعالى: "و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، و يكون الرسول عليكم شهيدا". مثلا يتصور أرسطو أن الفضيلة حد يتوسط رذيلتين، و هكذا يفهم أرسطو أن الشجاعة تتوسط الجبن و التهور. و الجود يتوسط البخل و السرف، لكن يفترض بإبن رشد و هو الفقيه أنه بلغه شيء من علم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، أو علم أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: " كن مقدرا و لا تكن مقترا، و كن سمحا و لا تكن مبذرا"، و قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام: "إن للحزم مقدار فإذا زاد فهو جبن، و إن للشجاعة مقدار فإذا زاد فهو تهور، و إن للإقتصاد مقدار فإذا زاد فهو بخل. و إن للجود مقدار فإذا زاد فهو سرف"، من كلام أهل البيت عليهم السلام يتبين بسهولة أن الأخلاق ليست مثلثات، بل هي ثنائيات أي إشكاليات، و نخلص إلى أن أرسطو قد ضيع نصف الفضائل بفهمه للأخلاق، هنا ضاع الحزم و الإقتصاد، بسبب حشر شبيه الجبن أي الحزم مع إشكالية الشجاعة التهور، و ضاعت فضيلة الإقتصاد بسبب حشر رذيلة البخل في إشكالية الجود و السرف.
    تحرير قضايا التقارب بين جماعات الاسلام أول طريق إحياء أمة محمد
    ماذا ينقص جامعة الدول العربية حتى تكون الحكومة الإتحادية للعرب؟ أي حتى تكون مؤثرة و ليس مجرد شبح أو شكل لا خير فيها زيادة عن لعبة، الذي ينقصها هو المعنى أو المضمون أي حال الارادة القومية التي تتجسد فيها و تغنيها من تفاهة و حقارة، هي الآن ليس أكثر من ثمرة جميلة ضخمة بلا نكهة و كأنها تؤكل في الأحلام لذا لا أثر لها في الحياة القومية مغذي و لا طبي.
    و ما السبيل إلى انتعاش إرادة العروبة؟ ليس سوى الأفكار الواضحة منتج للحماسة و منعش للنفس بالأمل و مشبع لها بالثقة، و إنتاج الأفكار الواضحة التي تنير درب السياسة، يتطلب عقلا جديدا، يرث المذاهب المتقادمة المجافية للعصر. عقلا حديث الزمان يستمده مجتهدو الأمة من المصادر الشرعية المتعالية على ظروف الزمان و المكان و أعراف الأقوام، و لهذا السبب أي توفر الطلاقة و التعالي على الظروف، تصلح المصادر الشرعية للنزول في كل عصر من الزمان, و كل مكان علم، و كل عرف قوم مهما بعدت حقيقة معدنهم عن حقيقة العروبة. قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلا بعدي أبدا، كتاب الله و عترتي أهل بيتي".
    ما هو هذا العقل الجديد الضروري لانتاج الفكر المثير المنعش للعروبة.؟!
    إنه تسوية للتراث أو تصفية للمذاهب الموروثة، من شوائب الارتداد إلى أديان إسرائيل المتمثل في النصب و الرفض، لا يحسب حسن ظن سخي حاتمي نسبة العرب المهذبين زيادة على المعشار، و الباقي رعاع أنجاس سكان حجر الضب، مرتدون نواصب على طريق اليهود باخسون قدر أهل البيت و روافض على طريق النصارى يسيئون إلى رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم في نساءه و أصحابه، بل إنهم يتجرؤون و لا يتورعون عن الرد على الله سبحانه و تعالى. كيف يمكن أن تحيا العروبة و تنتظم في دولة قومية و نسبة الأموات من مادتها مرتفعة لهذه الدرجة.
    مؤتمر القمة العربي أجوف بلا معنى لذا هو منتف الأثر، ينقص العرب اليقظة التي تتجسد فيه، و تحيله إلى غنى الحياة، بعد حقارة العدم.
    يوجد شبح إتحاد مجالس عربية كان من شأنه لو محل معنى حياة، أن يكون عقلا أو مذهبا يوجه الإدارة و الصحافة، لكن كيف يستطيع و هو جيفة جوفاء، ليس فيه وجود أكثر من مومياء.
    جيوش العرب أموات، لا روح جهاد فيها، فكيف يمكن أن تؤثر في جسم عدو أذى أو في نفسه إرهابا، فن العرب و أدبهم جاهلية تسمى بالعلمانية و التنويرية و هي ليست سوى نفايات ملتقطة من مستوعبات الأمم التي تحتاج إلي العرب ليطعموها كريم المأكل، فإذا بهم يجدون العرب يرممون عندهم. قال تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ"
    مدارس العرب خاصة الرسمية منها أرحام تنتج أجنة من جميع أصناف البهائم، أو أدنى رتبة يفخرون بضياع حقيقتهم الاسلامية، و بشكل لسانهم العجمي الشنيع، مدارس الاسلامين غير كافية لإنتاج جنين واحد من الصنف العربي الاسلامي.
    الإسلام هو الحل، حقا!
    و لكن... طالما أن الإسلام مضيع يستمر الحل ممتنعا.
    يزداد العرب حياة كلما ازدادوا عروبة و إسلاما، و كلما تخلصوا من آثار العجم و إسرائيل، العجم فرس و ترك، و إسرائيل يهودية و نصرانية،
    كيف يخرج السني الناصب من الردة إلى اليهودية و يدخل نور الاسلام؟
    كيف يخرج الشيعي الرافض من ظلمات الردة إلى النصرانية و يدخل نور الاسلام؟
    الطريق معروف لا يجهله مرتد، ربما يكون وعرا و غير مكشوف للنظر كفاية، لكنه غير مجهول، حتى لو انقلب المسلم رأسا على عقب و انحط دون البهيمة رتبة و صار شجرة بعد أن كان إنسانا، و ألف الزنا بل و صار مجاهرا به مفاخرا، يبقى معلوما لديه أنه عاص، و أن الله ينهاه عنه. و هو حال من يسيء إلى رسول الله بسب صحابته و قذف حبيبته، لا يمكن مهما انحط أن يظن أن الاساءة إلى رسول الله يرضي الله عنه. و مهما بلغ المرتد السني إلى اليهودية في تعطيل دور أهل البيت يبقى عالما أن ميزة أهل البيت أنهم أفقه الناس في دين الله و أنهم حجج الله و يبقى غير مطمئن إلى الحكم الإجتهادي في القضية لا نص فيها، ما لم يتم استنفاد طاقة الوحي بعد العرض على آي القرآن الكريم و أحاديث الرسول بالإستئناف إلى آثار أهله حجج الله، خاصة في القضية المثيرة للإختلاف و حتى القضية المتفق عليها بالاجماع، لرفع الاختلاف، و تزكية الإجماع.
    استمرار حال الموت القومي سببه قصور العمال، و انحطاط الفقهاء إليهم.
    أصلا لا يعاني طبقة الصوفية و لا ظلهم المتصوفة من عذاب موت الفرقة، فهم لا يزالون على المحجة البيضاء، و ليس مصدر أية مشكلة للإسلام و العروبة.
    المشكلة صغيرة مع الفلاسفة و المتفلسفة بسبب أنه مشبعون بالشعور القومي و يقبلون الاحتكام إلى مجالس الإجتهاد، و يقرون بحق الإختلاف، و يحتملون صواب الخصم و خطأهم. و يصدق عليهم المثل: "إذا عز أخوك فهن".
    المشكلة كبيرة مع الفقهاء بسبب إنهم لا ينتبهون إلى ضرورة التناهي إلى حدهم، رغم علمهم أن اجتهاداتهم ليست مضمونة الصحة، إنهم لا يحصرون إطلاق أحكام الكفر و العصيان على اتباعهم لسوء اعتقاد أو ترك صلاة، أو تهاون في عبادة أو تقصير في معاملة، بل يتدخلون في الأقاليم الإجتهادية الأخر، غير المكلفين برعايتها بسبب استجابتها لدعوة غيرهم من المجتهدين من لون إسلامي مختلف، و يقذفونهم بالتقديرات السلبية رغم أنهم ليسوا من مقلديهم و لا مشاركين لهم في إجماعهم.
    الشيخ الأكبر إبن عربي قدس الله سره وثق دستور وحدة المسلمين، على أساس تسوية مؤقتة، لكن لا يجوز حصول القناعة بها، بسبب أنها غير كافية لأن المطلوب من الهمم العالية هو تحقيق أقصى الممكن و ليس أقل من تمام الوحدة أي الاتفاق على الحكم في كل قضية بالإجماع، مثلا في حال سيطرة الشيعة في بلد ما يجوز تعطيل الإجتهادات السنية في قضايا الأموال و الفروج،،، و يتوجب على السني الامتثال للأحكام الشيعية، و يتوجب على الشيعة الحاكمين الاعتراف به أخا يصح مصاهرته و قبول شهادته، و يخدم في الجيش و الدولة بدون تحفظات أو شك في ولاءه، و هو أمر ليس متحقق منه شيئا في إيران المجوسية.
    رغم ضخامة المشكلة لا يجوز اليأس من إمكانية إصلاح حال الفقهاء و تقويمهم بإقناعهم بالتزام حد موقعهم الاجتهادي، لكن بالنسبة للعمال فإن إصلاحهم يتطلب قيام الدولة العربية الإسلامية أولا،
    يقول فضيلة الشيخ ماهر حمود خطيب مسجد القدس في صيدا، في مقالة بعنوان محاولة جادة للتقريب بين السنة و الشيعة كان كتبها في 18\8\2009و هو أثر دال بوضوح على ما حظاه الله به أصلا من استعداد كريم، و بعد على توفيق الله إياه إلى عيش الحالة الشاعرية و تمتيعه بالملكة الفلسفية، فهو لا يني عن المساعي الحميدة في طريق تحقيق التقارب بين جماعات أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم:
    • " ان طرحنا ينبغي ان يُرى بعين فقهيّة علميّة اولاً و ليس من خلال ثقافة العامة من كل الفُرقاء حيث يظهر بشكل واضح ان ثقافة الناس و ممارساتهم و تأثير ( الدهماء) من الناس هو في كثيرِ من الأحيان أقوى من أثر العلمآء العاملين و الحقيقيين، بل إننا نؤكد أن كثيراً من العُلماء من كافة الجهات يمتنعون عن الإعراب عن قناعاتهم العميقة خوفاً من ردات فعل (شعبيّة) تحاصرهم و تقتص منهم"
    • "سؤال ٌ نطرحه بجد: هل نعتبر التقريب امراً شرعياً أم اننا ننافق و نكذب فنطرح ذلك في المُناسبات العامة و وسائل الإعلام ثم عندما يخلو كلٌ منا إلى فريقه يحرضه على الآخر ويبيّن عوراته و يُعمّق الخلاف و يُضخّمه و يُقلّل من نقاط التقارب و التوافق؟"
    يتساءل فضيلة الشيخ ماهر حمود هل نعتبر التقارب قُربى إلى الله تعالى؟ سؤال هام و رئيسي: كيف يمكن إعتبار التقارب بين المسلمين عملاً نتقرّب به إلى الله تعالى؟ والسؤال مشروع و واقعي: و لقد وجدنا طبقة واسعة من علمآء الدين و العاملين في المجال الإسلامي يعتبرون ان تعميق الخلاف الفقهي و التأكيد على ان الحق تحتكره فئة واحدة بين المسلمين هو العمل الأرجى للتقرّب إلى الله تعالى، و بالتالي فإن الجهد كله ينصبّ عند هؤلاء على إدانة الآخر و تجريده من كل مكرمة او شُبهة حق، وصولاً إلى التكفير المؤدي إلى سفك الدمآء و الفتنة المتواصلة .
    ملاحظة فضيلة الشيخ ماهر حمود خطيرة جدا و جديرة أن ألا تغيب أبدا عن بال الطيبين العقلاء مريدي إحياء أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم، ملاحظة تبين إلى أي درجة من الخبث و الشيطنة إنحط إليها فقهاء السوء، فهم سلم أذاهم أمم الكفر كافة و سمحوا للشيطان أن يمتطيهم في طريق الموت، و ينثرهم لفيروسات أو أحصنة طرواده في الفضاء الثقافي الاسلامي، فهم القوة المعطلة لأي مشروع إحياء يسير فيه كرام الأمة و أحرارها.
    لذا فإن اختصار الطريق و مباشرة البطش بهم هو الواجب، بسبب أن شناعتهم المستفظعة حيث يتوهمون أنهم يتقربون إلى الله بعمل الشر، و ترك الخير، يحسب من السذاجة بل حتى الغباوة ضئيل احتمال استشفهائهم من أمراضهم بل الأصح إحيائهم من موتهم، لا شك أن تكلف دعوتهم إلى سبيل الرب هو جهد ضائع و عبث غير مجدي.
    جمع كلمة المسلمين يكون قبل قيام الخلافة، ثم جمع يد المسلمين يصير بها.
    عبث مخاطبة العمال لتعريفهم بحقيقة الحياة العملية القاصرة، و إفهامهم بأن رعاية الواحد منهم لا تعدو ذاته، أي إن العامل له سلطة تقديرية محصورة فيه لا تتعداه حتى إلى ولده أو أخيه الشقيق أو صاحبته التي ربما تكون أفقه منه، و يتوجب عليه هو طاعتها، إن اطمنان نفسه إلى رأي نفسه هو علامة على تعين تكليف شرعي شاغل ذمته الفردية وحدها فقط، و لا يجوز له إلزام أحد غيره بها، و إلا فهو يتطفل على الفقه و يتعدى طوره.
    بينما الفقيه المجتهد، بسبب أن حقيقته غير قاصرة و أنه قوة فاعلة، نظريا و عمليا فإن مسؤوليته أو رعايته تتعدى ذاته، بمعنى أن عمله أو رأية سواء كان خطأ أو صحيحا أصاب حكم الله،- و هو بداهة أمر يستحيل العلم به-، هو أمارة على تعين تكليف شرعي شاغل ذمته و معها ذمم جميع تلاميذه و أتباعه و مقلديه و المستمعين الدائمين إليه.
    حتى تتوطد الخلافة الوليدة يحسن أن تمهل العمال و فقهاء السوء أربعة أشهر إلى أن تنشر ثقافة الحياة في المسلمين، و هي مدة كافية لإقامة الحجة على الناس، ثم يصير مساءلة الفقهاء و العمال المشبوهين، و محاسبتهم بقوة.
    ليس مطلوبا من المرتد الرافضي حتى يدخل الاسلام مبايعة الصحابة الخلفاء، فهو عمل لا محل له، بسبب أن الخلافة مؤسسة زمنية و بداهة تنقطع البيعة بتجدد العهد أي بموت الخليفة، ليبدأ عهد جديد مع خليفة تالي و يتعين التكليف ببيعة أخرى، أي إن المطلوب لدخول الإسلام هو مجرد الظن بفكرة تصحيح بيعة الصحابي و التصديق بجدارته و حقه في تولي سلطان القدرة، و العدول عن فكرة أنه مغتصب هذا الجنس من السلطان من أهل البيت، و وضوح فكرة أن أهل البيت يخصه سلطان الحجة، و أن جمع السلطانين ليس بالفرض و لا حتى بالسنة المؤكدة، إنما هو شأن تكويني و ليس تشريعي، و الثقة بطهارة نساء الرسول و انتفاء الشك في سمو أخلاقهم. و من يقاوم و يصر فلا يكفي لنصرة دين الله و إعزازه أقل من خطفه سحلا من جحور الضب إلى مقابر الارتداد الجماعية، فإذى وصلها و فيه رمق من حياة فالواجب وئده في ترابها، حتى يلفظ أنفاسه بين يدي سيدنا مالك.
    لكن ما أثار عجبي هو قول فضيلة الشيخ ماهر حموج و هو يعدد نقاط الضعف عند السنة:
    1- عدم وضوح كيفية احترام آل البيت و اعطائهم حجمهم المطلوب.
    ولم أفهم هل الغموض ينسبه لبعض السنة أي للرعاع النواصب، أم ينسبه لكرام السنة و أحرارها و في الجملة لنفسه، حقيقة تلك مصيبة أن يجهل حتى الشيوخ الفقهاء كيفية احترام آلي البيت و اعطائهم حجمهم المطلوب، معنى هذا أن نصف الاسلام لا يزال مجهولا عن جماعة السنة المليار و أكثر.
    بداهة نجهل من حقيقة اللون الأبيض على قدر ما نجهل من ألوان، و نجهل من فضل رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم على قدر ما نجهل من أهل بيت و صحابة، رسول الله رحيم و شديد في الدين و فقيه فيه و حيي و صادق و عالم بالحلال و الحرام و أمين.
    لكن كما أنه يستحيل معرفة اللون الأبيض و هو مجمل، و لا رد من تحليله أو تفصيله لنتبين حقيقتته بوضوح، كذلك كمال الرسول يبقى مستعصيا على الإدراك حتى نعرف صحابته، فكل خصصه الله بميزة يبرزها، فيراها الناظر بوضوح.
    قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم، يصف أهل بيته و صحابته، و هو في الحقيقة يصف نفسه: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، و أشدهم في دين الله عمر، و أفقههم في دين الله علي، و أصدقهم حياء عثمان، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و أصدقهم لجهة أبو ذر، و أمين هذا الأمة أبو عبيدة الجراح."
    نصف الاسلام هو تصحيح خلافة الصحافة و احترام الرجل أمه و حبها و حسن الظن فيها و نصفه اعتناق بيعة أمير المؤمنين كسلطان حجة، و هي بيعة من جنس تصديق رسول الله و الاعتقاد برسالته، أي أمر مستمر إلى يوم القيامة، أنا أصحح بيعة أبي بكر الصديق كسلطان قدرة، لكن الآن لا أبايعه، و لا أبايع أحد، حتى يؤتي الله عز و جل رجلا ملك العرف، عندها تنشغل ذمتي ببيعة لسلطان قدرة، لكن ذمة كل مسلم مشغولة بالبيعة لأمير المؤمنين كسلطان جحة، و بعد عثمان كان ذمم المسلمين مشغولة ببيعة آخرى لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب على أنه سلطان قدرة أيضا، ذهبت هذه البيعة باستشهادة و بقيت البيعة له بالولاية بعد استشهاده.
    قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم لأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه و رضي عنه: "أبى الله أن يموت طلحة إلا و في عنقه بيعتك"، أي بيعة سلطان القدرة، و إلا من غير المنطقي التصور أن طلحة خلغ بيعة علي كسلطان حجة من عنقه، فهذا كفر، و رد على رسول الله كلامه: "أفقههم في دين الله علي".
    الناصب المشاقق أي الزائع عن الجادة البيضاء و المرتد لليهودية يدخل الاسلام بما يلي:-
    1. قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "أهل بيتي معرفتهم تنقذ من النار، و حبهم فرض و حبهم يدخل الجنة"
    2. قول أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه و رضي عنه: "نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد"

    أي ما لم يعتقد المسلم فضل أهل البيت على العالمين، و يخصصهم بحب زائد، و يعتقد بوجوب الرجوع إلىهم عند الحكم في كل قضية عبادية أو عملية، و خاصة عند اختلاف الإجتهادات، و حتى عند حصول الاتفاق و الإجماع لتزكية الاجماع، فليس له في الإسلام نصيب.
    الكلور وحده لا يصنع ملحا، و أيضا الصوديوم وحده لا يكفي، و التسنن وحده ليس إسلاما، بل هو ردة إلى اليهودية و التشيع وحده ليس إسلاما بل هو درة إلى المجوسية أو النصرانية.

    لا بد من وجدان الاسلام في الحياة القومية، فهو معنى الوجود، ليترسخ حال الانتعاش و ثقة العرب باجتماعهم، و لن يلج النور الرافع في مؤسسات العروبة طالما بقي الاسلام مضيعا، و حتى لو اتحد العرب تحت سلطان قدرة و صارت جامعة الدول العربية دولة إتحادية و صار اتحاد المجالس العربية مجلس شيوخ دولة الإتحاد، و دمجت الجيوش العربية في جيش واحد، ستكون دولة شكليه، ضعيفة الهز و الهرتز، منخفضة الجهد و الفولط. ضيقة الطريق و الأمبير، قاصرة عن فرض إرادتها و احترامها، عاجز عن مقاهرة العالم.
    التلميذ....
    محمد سعيد رجب عفارة
    الثلاثاء 10 05 2010

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 3:27 pm