ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    الإسلام و العروبة أمانة في عنق مجتهدي اليمن

    avatar
    محمد عفارة
    أصدقاء الموقع
    أصدقاء الموقع


    الإسلام و العروبة أمانة في عنق مجتهدي اليمن M2
    الدولة : لبنان
    رقم العضوية: : 15
    عدد المساهمات : 75
    عدد النقاط : 193
    المهنة : طول عمري و أنا أعمل في مهن لا تتناسب مع استعدادي و لا تحصيلي العلمي، الآن مسماي الوظيفي حارس، لكن أقوم بالأعمال المكتبية المختلفة
    تاريخ التسجيل : 26/02/2010

    الإسلام و العروبة أمانة في عنق مجتهدي اليمن 1210

    الإسلام و العروبة أمانة في عنق مجتهدي اليمن Empty الإسلام و العروبة أمانة في عنق مجتهدي اليمن

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الأربعاء مايو 05, 2010 6:58 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إخواني المسلمون أشقائي العرب
    السلام عليكم و السلام على من اتبع الهدى و بعد،
    يد الله مع الجماعة، و مرجع عجزنا تفرق الكلمة،
    توحيد الكلمة مبدأ العمل
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العقول (المذاهب ) أئمة الأفكار(الصحافة) الأفكار أئمة القلوب (الدول) القلوب أئمة الحواس(الأدباء و الفنانون) الحواس أئمة الأعضاء (الجنود و العمال،،"(
    عندما يتعقل حكام العرب يختاروا أحدهم رئيسا فعليا لا شكليا لمؤتمر القمة العربية، و بعد أن يصير إتحاد مجلس البرلمانات العربية هو مجلس شيوخ نافذ، لا شبح منتفي الواقعية، و تصير جامعة الدول العربية هي حكومة العرب الإتحادية، التي تجسدالإرادة القومية عندها نعرف معنى المثل الإنجليزي: "إذا وجدت الإرادة وجدت الطريقة"، الطريقة يبدعها الخيال، و خيال العرب ضعيف بسبب أن إرادتهم مبعثرة على عشرين دولة، لذا لا تأثير لها، و سيبقى الخيال العربي متشائما مسدود الأفق عاجز عن استشراف المستقبل و ابداع الحلول للمشاكل المدنية و الأمنية، الخ. طلما العرب دويلات مستضعفات بلا دولة تكون ظهرا لهم تفرض احترامها على دول العالم، و لا بد لتتحقق هذه الدولة من جهود الفقهاء العقلاء المهذبين الذي يخافون الله عز و جل، قال تعالى: "....و اتقوا الله و يعلمكم الله"...
    عندها ستتفائل الأخت سحر سامي، و يسر قلبها لغياب النقطة السوداء من فوق رأس عين العرب.


    أهل اليمن العزيز حسب تعبير أحدهم على موقع اليمن السعيد يعيشون خير حال، حال الإنتعاش، و ارتفاع الهمة و الثقة بالنفس....
    لكن المهم أن يترجم هذا الحال الطيب الكريم إستئنافا لمجد السلف، أي سلف العرب جميعا، بأن ينعكس أثره على تراثهم تجديدا له، و عملا به ليقترب من غاية القوة و الوضوح.
    خير مذاهب الاسلام موجودة في اليمن العزيز، الشافعية و الزيدية،
    لكن الاسلام هو مذهب واحد، ليس عندنا موسى و عيسى عليهما السلام، و توراة وإنجيل، و عصران، و لغتان، عندنا قرآن واحد و رسول واحد و لغة واحدة و عصر واحد، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يضل عنها إلا زائغ" أي في إمكانه أن يعرف الحق و يعيش الإستقامة بسبب توفر منابع العلم المحفوظ، لكن رغم ذلك يجيء العيب من انحراف مزاجه و تطرف استعداده، فيضل و يبتدع مذاهب الغلو و البخس.
    الإسلام أبيض، و الشافعية برتقالية و الزيدية زرقاء، يحتاج اليمن إلى اللون الأخضر ليعيد إلى الإسلام كماله اللوني، اللون الأخضر يعني إعتدال المزاج و إستقامة النهج، و هو الكامن في المذهبين أصلا، لكن لا بد من بذل الجهود لنقل الكامن إلى الوجود، و بذلك يصير اليمن منارة العروبة. قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "إذا عز العرب عز الإسلام"، في لبنان الإسلام متباعد جدا، بسبب تأثير جاهلية الفرس المجوسية، و جاهلية الترك الأناضولية، جاهلية الفرس منحرفة تبالغ في تضخيم قدر العلماء على حساب العمل، و بالعكس جاهلية الترك، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "لو كان العلم في الثريا لطاله، قوم من هؤلاء"، و الثريا تجمع من ثلاث عشرة شمسا، أي على عدد الرسول و خلفاءه سلاطين الحجة من أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه، و الترك قومية شديدة الإرادة كثيرة القدرة، قال الشاعر: "تبغي السلامة و لم تسلك مسالكها... إن السفينة لا تمش على اليبس"، لكن الترك أمشوها على اليبس، بل على أصعب اليبس، عندما استعصى عليهم غزو القسطنطينية من البحر بسبب سلسلة الحديد الصادة، أصعدوا السفن على الجبل و فاجئوا المدينة بالغزو من الجهة التي لم تخطر على بال و لم يتصورها خيال، لكن العروبة و لله الحمد قومية متفردة بالكمال، تجمع في حقيقتها المتفردة بالاتساع الصفتين العملية و العلمية متساويتين و من غير تفاوت، و بذلك هي تتمتع بالكمال و الإستقامة و الإعتدال، و أمكانية التوسط في الأمور، و هما صفتان مجملتين في شخص رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم، مفصلتين في شخص خير الأوصياء مولاي أمير المؤمنين سلطان الحجة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، و شخص خير سلطان قدرة عرفه تاريخ البشرأبي بكر الصديق رضي الله عنه، بينما قوميات الأعاجم محدودات المواهب، تركيا تضطرها طبيعتها القومية إلى أن تختزل الإسلام في الملك، و بسبب أن الصفة العلمية هزيلة في استعدادها القومي، فهي مختصرة الوجود في شخص موظف من الدرجة التاسعة هو مفتي الجمهورية الذي يشرف عليه و يقيد ممارسته نائب رئيس الوزراء للشؤون الدينية، و على النقيض إيران تختزل الاسلام في مرشد الثورة حسب نظرية ولاية الفقيه، و بسبب أن الصفة العملية في استعدادها القومي هزيلة، فهي مختصرة الوجود في شخص رئيس الجمهورية الذي لا حول له و لا قوة، لدرجة أن مرشد الثورة يمكنه أن يتخذ قرارا يمرره من فوقه، أو حتى أن يبطل قرارا اتخذه رئيس الجمهورية المستضعف،و قد رأينا الحسن بني صدرا يقبل يد الخوميني رغم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: "لا يجوز لأحد أن يقبل يد أحد، إلا يد ولده من صلبه، أو يد زوجته عن شهوة".
    نلحظ إنحراف الأعاجم هذا عن طريق الاسلام واضحا بالمقارنة مع ما كان معهودا في عصر الخلافة حيث يجد البصير مفتح العينين الإثنتين أن التوازن بين الصفتين العلمية و العملية كان محققا، و ليس واحدة منهما متضخمة على حساب صاحبتها، إلا إذا كان يقوم بعملية إسقاط من إحدى عينيه، ليقرأ بها واقع الخلافة بطريقة كاذبة، و لقد خاض سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه حربين في نفس الوقت عالمية و أهلية، ضد الممالك السائدة الفرس و الروم و الحبشة، و ضد المرتدين، و لم يقدم تنازلا لا للداخل و لا للخارج، بالمقارنة مع لينين مثلا ندرك مدى قوة إرادة الصديق و علو همته، لم تكن روسيا في وضع صعب بالمقارنة مع وضع دولة الإسلام الوليدة و رغم ذلك قدمت تنازلات إقليمية لألمانيا، لم تكن الدنيا كلها ضد روسيا ورغم ذلك تخاذل لينين، و في الداخل اتبع سياسة وحشية بل أنه عرف الشيوعية بأنها أقسى درجات البطش، بينما الصديق كان يجد الوقت و يتسع صدره ليخدم العجوز و يجمع بين رؤوس العشاق في الحلال، و بقي مقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه محفوظا، لم يكن موظفا في ديوان الصديق و لا ديوان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و كذب الفرس المجوس في إسقاطهم و هلوستهم الذهنية التي أعجزتهم أن يعلموا الوجود العربي على ما هو عليه، توهموا و خيل إليهم بسبب انحراف مزاجهم القومي أن الصحابة نكثوا عهدهم إلى رسول الله و اغتصبوا سلطان محمد صلى الله عليه و آله و سلم، إنما هم تولوا سلطان القدرة، و بقي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله و جهه و رضي عنه متوليا سلطان الحجة، السلطان الذي لم ينكره عليه أحد من الصحابة و بقي الفاروق يناديه بيامولاي و هو خليفة كما كان صنع أول العهد يوم غدير خم عندما استجاب لأمر النبي: "من كان الله مولاه فأنا مولاه و من كنت مولاه فهذا علي مولاه"، فأسرع الفاروق إلى أمير المؤمنين مقرا مهنئا: "هنيئا لك يا بن أبي طالب فقد أصبحت و أمسيت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة"، و بعد استشهاد سيدنا عثمان رضي الله عنه، بايع المسلمون عليا، و يجب ألا نغفل عن حقيقة هذه البيعة، المسلمون أصلا في عنقهم بيعة لأمير المؤمنين، و هي بيعة تأسست يوم غدير خم، على أنه سلطان الحجة، بمعنى أن قوله شرع ملزم مكلف لهم، وهو عبارة عن سنة تقريرية قولية مستأنفة، بينما البيعة الجديدة هي مختلفة الصفة، إنها بيعة أمير المؤمنين على أنه سلطان قدرة، و هو سلطان زمني مؤقت و له مدة ينقطع بعدها، لكن بيعته على أنه سلطان الحجة مستمرة في عنق جميع المسلمين إلى يوم القيامة و غير مقيدة لا بعصر و لا إقليم و لا قوم، و هذه البيعة الجديدة من جنس بيعة الصديق و بيعة الفاروق و بيعة الملوك و الرؤساء في هذه الأيام، أي إن سيدنا علي رضي الله عنه و كرم وجهه هو الوحيد من خلفاء النبي الذي كان صاحب سلطانين و له في عنق المسلمين بيعتان إثنتان واحدة جوهرية ثابتة مستمرة و أخرى عرضية متغيرة منقطعة، و يمكن قول نفس الشيء عن سيدنا الحسن رضي الله عنه، فهو كان حجة و ملكا معا، لكن ملكه كان قصيرا جدا، و يمكن القول نفس الشيء عن طبيعة إمارة أو خلافة أو سلطان أو إمامة أو حكم ..... سيدنا المهدي المنتظر عليه السلام، فهو سيكون صاحب سلطانين إثنين و سيكون له في عنق كل مسلم بيعتان إثنتان.
    الخلاصة:---
    ما أريد التركيز عليه أنه في عنق علماء اليمن الفقهاء أمانة الاجتهاد لتجاوز حال إنشطار الإسلام إلى مذهبين و لو أنهما متقاربين، ليسعد اليمن و حتى يمكن فيما بعد تمهيد الطريق أمام المذاهب المتطرفة البعيدة عن التوسط في الأمور، و المجافية لحال الإعتدال و نهج الإستقامة بسبب فقدانها وضع اتزان القومية أو حال المزاج الاجتماعي السوي، أي التي يعيبها الغلو و البخس في تقدير الناس و الرجال، بسبب تضخيم صفة و تقزيم صفة، لكن بدلا من ذلك يلاحظ العربي خارج اليمن جنوح فئة من الزيدية نحو التطرف تحت تأثير الجاهلية الفارسية المقنعة بوجه الإسلام المشوه، فقط شاهدت و سمعت رد زعيم الخروج الحوثي حين سأله السائل عن موقفه من الصحابة رد لا نحبهم و لا نكرهم......، هل هذا ما يستحقه رسول الله في صحابته الرجال الكرام الذين رباهم و علمهم مدة عشرين سنة، هل يمكن صنع رجال أجدر منهم، و أحق بالحب و الإحترام، و من هم من أي سلالة هذه فائقة الجودة، و من يكون المربي المعلم الذي يفوق خاتم الرسل جدارة، ماذا كان وضع اليمن في التاريخ لولا وقفة الصديق المشرفة، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحكي فضل أبيها على العرب و المسلمين: "تولى الإمارة، و اضطرب حبل الاسلام فأمسكه من طرفيه"، لو كان الصديق أخفق كان اليمن بعدها نصرانيا و إقليما ملحقا بالحبشة، و كان حظ القرآن في أحسن الأحوال أن يعلق على جدران الكعبة بجوار القصائد العشر، و كان أهل البيت خبرهم في الأجيال مثل بقية فصحاء العرب الناثرين أو الشعراء المفلقين، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله و جهه ورضي عنه: "تقبل إصابة الآراء بإقبال الدول، و تدبر بإدبارها"، لاحظوا دقة تعبير الأمير عليه السلام، الآراء التي جوهرها أنها صحيحة لا تنتشر من تلقائها، إن تمتعها بالصحة المنطقية لا يكفي كي تنتشر، بل يعرض لها أن تدبر رغم إصابتها الثابتة، إذا هي مخذولة لا سند لها من سلطان القدرة مبسوط اليد في الأرض، و هو الناصر الذي تحتاجه لتنتشر. بغير هذا الشرط تبقى الآراء الصائبة حسنة الصياغة موضوع الأدباء و المثقفين، لا شريعة دولة و ثقافة شعوب و قبائل في مشارق الأرض و مغاربها.
    و هل واجب الرجل تجاه أمه سلبي، أي فقط ترك سبها و لعنها و قذفها، ليفي بحقها عليه، هذا خير الأشرار، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "خير الأشرار ترك الشر، و شر الأخيار ترك الخير"، إن الرجل ليستشيص غضبا إذا ذكرت أمه الخاطئة بسوء، فكيف إذا كانت طيبة طاهرة مبرئة بكلام من رب العالمين و الخامسة ترتيبا بين سيدات نساء العالمين. قال تعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم".
    في اليمن سلطان قدرة، عليكم أيها العلماء من المذهبين الشافعي و الزيدي تأسيس سلطان الحجة، لتوجيه الدولة و الشعب إلى الصواب، و بذا تجعلوا من اليمن منارة للعرب، في هذا الليل العجمي الذي طال.

    التلميذ......
    محمد سعيد رجب عفارة
    الخميس 06 05 2010

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 6:34 am