ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    القوة النظرية الخفية نظير إبهام اليد

    avatar
    محمد عفارة
    أصدقاء الموقع
    أصدقاء الموقع


    القوة النظرية الخفية نظير إبهام اليد M2
    الدولة : لبنان
    رقم العضوية: : 15
    عدد المساهمات : 75
    عدد النقاط : 193
    المهنة : طول عمري و أنا أعمل في مهن لا تتناسب مع استعدادي و لا تحصيلي العلمي، الآن مسماي الوظيفي حارس، لكن أقوم بالأعمال المكتبية المختلفة
    تاريخ التسجيل : 26/02/2010

    القوة النظرية الخفية نظير إبهام اليد 1210

    القوة النظرية الخفية نظير إبهام اليد Empty القوة النظرية الخفية نظير إبهام اليد

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الإثنين مايو 03, 2010 5:00 pm

    بسم الله الرحم الرحيم

    القوة الخفية

    التناظر بين قوة النباهة و إصبع الإبهام
    يعلم كل إنسان، أو معظم الناس أن في يده خمسة أصابع، معظم الناس يحسون بذلك، و ليس جميعهم بسبب أن بعض قليل منهم له ستة أصابع في كل يد، و بعض قليل من المعظم سأل نفسه أو يعرف سر إصبع الإبهام، أو لاحظ فرادته، و هي أن يواجه بقية أصابع اليد.
    و ما المثير للعجب في كون إصبع الإبهام يواجه الاصابع الأربعة الباقية؟!

    قال الشاعر أبو العتاهية في تمجيد الله سبحانه و تعالى:
    و في كل شيء له آية.... تدل على أنه واحد
    قال مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في إحصاء قوى الإنسان و هي خمس على عدد قوى الحيوان البصر و السمع و الشم و الذوق و اللمس: "النفس الناطقة القدسية لا منشأ لها، و لها خاصيتان الحكمة و النزاهة، و خمس قوى النباهة و الفهم و الذكر و العلم و العمل".
    الخطير من هذه القوى الخمس هو قوة النباهة، إنها قوة خفية هي إبهام القوى النظرية، و الإبهام يعني الغموض الذي هو نقيض الوضوح.

    قوة النباهة،
    ربما جمدت صاحبها في البلادة
    ما الغامض و المبهم في هذه القوة التي اسمها النباهة؟
    إنها تفعل و غالبا و الانسان غافل عنها أثر فعلها.
    و ما فعلها؟
    إنها تواجه القوى الأربع، و توجهها، أي قوة تريد أن تفعل، تفعل على أساس مبدأ تضعه لها قوة النباهة، و الإنسان أو معظم الناس غافلون أنهم حين يفكرون يكونون مرتهنين مقيدين بنشاط هذه القوة.
    لكن اسمها النباهة، يعني تنبه توقظ، فكيف تستغفل و تضلل؟!.
    إنها مثل كل قوة عرضة لأن تخطيء أو تصيب،
    و هي حتما تخطيء إذا لم تعط لها الفرصة لتمارس فعلها بحرية، أي بحكمة و نزاهة و قداسة و لتبين الحق.

    أثر وضع العقل و النفس،
    في تكثير أو تقليل قدرة النباهة.
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير"، و العقل يوجه النفس الناطقة القدسية فإذا كان أسيرا، فبالتأكيد، سوف يضلل الاجتهاد النظري.
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الفكر في غير الحكمة هوس".
    و المهووس لن يعط فرصة لقوة النباهة أن تنبهه الى أساليب التفكير الخطأ ليتجنبها، و إلى اساليب التفكير الصحيحة ليسلكها.

    وضع العقل الأسير و الهوى المستفحل، يكون للعقل اسم آخر هو الشيطنة أو النكراء كما قال سيدنا الإمام جعفر الصادق عليه السلام، عندما أثار عجب المسلمين بتعريفه العقل: "العقل ما عبد به الرحمن و ما اكتسب به الجنان"، بسبب أنهم يعرفون أن بعض الناس يحتالون لغش الناس و الغدر بهم، الخ. لكنه بين لهم أن الداهية ليس يوجه تفكيره بعقل بل بشيء يشبه العقل سماه بالنكراء، أو الشيطنة.

    ماذا تفعل قوة العلم؟
    و كيف تهديها قوة النباهة؟
    إنها تعرف الشيء، تحده أو ترسمه، أي تعين ماهيته أو تبين آثاره، و النباهة تهديها بأن شرط صحة التعريف هو أن يكون جامعا مانعا. تعريف جامع أي يستقصي عناصر ماهية الشيء، و تعريف مانع أي يكون خالصا من حشو خبر ليس يصدق على ماهيته.
    عرف أرسطو الإنسان بأنه حيوان ناطق، و هو تعريف باطل، غير صحيح، بسبب أنه فاقد لشرط الصحة.
    لأن الإنسان ليس حيوان، لكنه منطو على حيوان، كما أن الحيوان منطو على نبات، أي على بطن و فرج.
    و هو تعريف معيب عيبا مشينا فاحشا، بسبب أنه ناقص غير جامع، الانسان كائن مقدس أيضا، و ليس ناطقا فقط. و إلا كيف يمكن تفسير ميله إلى النسك و العفة و الحلم و الورع، الخ، بداهة إن الاعتماد في جمع القدسية إلى تعريف الانسان هو النص الأهلي، و هذا التساؤل من بركة النص و هو الدافع إليه.
    ماذا تفعل قوة الذكر؟
    و كيف تهديها قوة النباهة؟
    قسم أرسطو الموجودات إلى جواهر و أعراض، ثم قسم الجواهر إلى جوهر عام و شخص جوهر، مثلا الإنسان جوهر عام، لكن عنترة بن شداد مثلا هو شخص جوهر، طبعا في هذه القسمة فجوة لآن عنترة من العرق الأسود، أي بين الجوهر العام و شخص الجوهر طبقات، على كل لم يغفل أرسطو عن هذه الحقيقة، إنما أراد تبسيط الطرح.
    و عندما جاء لقسمة العرض لم يتبع نفس التفريع، قال السواد شخص عرض، لكن العرض ليس طبقة واحدة، الخضار شخص عرض لكن الخضار متشابه بمعنى أنه عشرات الدرجات، أخضر فاتح و أخضر مدهم، معنى هذا أن اللون الأخضر هو عرض عام و ليس شخص عرض، و اللون الأخضر مع اللون الأزرق أخلاط باردة متباينة، هنا العامية اللون البارد واضحة، و الألوان الباردة و الحارة جماعات لونية مختلفة، هنا عامية اللون الظاهر أشد وضحوحا أي جلية.
    خطأ أرسطو أنه قوة النباهة عنده كانت كسولة عندما قسم الموجودات، أو عندما انتقل لقسمة الأعراض، فهو اعتمد في تقسيم الموجودات العرضية على أساس آخر مختلف تماما.
    في قسمة الجواهر اعتمد على أساس تقييد المطلق، أو تفصيل المجمل و تفريعه إلى أنواع، بينما في قسمة الأعراض اعتمد على أساس العلة و المعلول. قال إن العرض العام هو ما يحمل على شيئين، أي يحمل على موضوع و يكون أيضا في موضوع، مثل العلم، يحمل على الكتابة و على النفس. فهو حال في النفس قوامه بها، و يحمل على الكتابة باعتباره جزء جوهر منها، يعطى في جواب ما هي الكتابة.


    ماذا تفعل قوة الفهم؟
    و كيف تهديها قوة النباهة؟
    سبب إخفاق أرسطو في قسمة الموجودات العرضية، أنه استعمل قوة الفهم في تعريف العرض العام، بدلا من أي يجعل العرض العام اسما لمعنى مستمر في أشخاص أعراض متشابهة، مثلا اللون البارد عرض عام، و اللون الأزرق أو الأخضر شخص عرض، خطأ أرسطو أنه جعل العرض العام اسما لمركب من محمولين من طبقتين معا، أي أسما مسماه علة هي الحال و أيضا معلول لها هو مال.
    فعل قوة الفهم التفسير، تبين طريقة الحدوث، كيف يصنع المقال مثلا؟
    الطفل الذي يكون فيما بعد كاتبا، لا بد ان الله خلق فيه الإستعداد أو الموهبة، أي و هو طفل تكون صفة العلم فيه قوة كامنة أو معدومة، ثم تنتقل الصفة إلى الوجود، تصير نعتا أي حال شوق يوتر نفسه، يشعره بالحاجة للتعلم، فيتسلح بصورة منطقية لتنظيم المادة من الأخبار الحاصلة له، و هكذا ينتج ما يسمى علما أو مقالا أو كتابة.
    بهذه الطريقة يفهم ارسطو كيفية الوجود، و هو لا شكل موفق في فهمه، لكن خطأه أنه يطلق اسما واحدا هو العرض العام على جملة الحال في النفس من الحاجة للتعلم إلى المعاني أي صورة المنطق و فعل النظر و مادة الأخبار و أيضا على المخطوط باليد أو الكتابة.

    التنبيه العظيم للفهم
    مبادئ الوجود الخمسة من وجود الصفة بالقوة، و حال الحاجة أو الإرداة النفسية، و الصورة الخيالية و الفعل بقوة النظر و عضو اليد، و المادة من الأخبار الألفاظ، و أخيرا الموجود بالفعل أي العلم كمعنى و العلم ككتابة مخطوطة، تفسر عمل الكاتب معزولا، لكن لا تفسر محلة من التاريخ. أي علاقته بمن جاء قبله أو بمن سوف يجيء بعده.

    من بين مفهومي فيشته و شلنج نخلص إلى سنن السيرورة
    1. الذات المطلق الله سبحانه و تعالى يندب ذاتا محدودا لتجربة
    2. الذات المحدود محمد صلى الله عليه و آله و سلم يجتزئ منه سلطانين إثنين، أو قضية و نقيض، عمل و علم.
    3. الشق الأول... قضية الإقتدار.... خلافة الصحابة
    4. الشق الآخر .... نقيض الاقتدار الحجة و التبرير و الإقرار و التقرير
    5. الفعل الاخلاقي الذي يوفق بين النقيضين أو السلطانين ... عهد علي صاحب البيعتين، بيعة الولاية و بيعة الخلافة.

    الإقتدار و النقيض الحجة متصاحبان، و ليس أنهما سرد.
    أي بروز القضية و نقيضها مرحلة واحدة، تلي مرحلة الرسالة، أو الذات الأممية المحدود و المرحلة الثالثة هي القضية الباطنة تظهر و تكتمل بانطواء القضية الظاهرة النقيض تحتها.

    تصاحب معاني المشترك المتصالح
    في العبارة الواحدة
    حل عني!
    قال لك أخوك، فكم معنى تفهم من أمره لك بأن تحل عنه؟
    هل فقط تفهم معنى أخباره لك عن شعوره بالملل منك و الضجر و أنه يريدك أن تفارقه؟
    أو تفهم أنه يطلب مساعدتك في الجواب على مسألة تصعب عليه؟
    ماذا يمنع أن تفهم المعنيين الإثنين معا؟!!
    إذا كنت لا تستطيع أن تأخذ من قول أخيك سوى معنى واحد فقط لا غير.
    أي إذا كانت الكلمة من نوع المشترك، و رغم ذلك تمتنع عن استفادة أكثر من معنى واحد منها، فمعنى ضيقك هذا أن قوة نباهتك بليدة، و لا يعول عليها.
    المشترك من الكلام أنواع كثيرة، لكنها تتوزع على جنسين إثنين، جنس مشترك متصالح، و جنس مشترك متمانع، من المتمانع نوع الأضداد مثل كلمة جون و تقال للونين الأبيض أو الأسود، الباذنجانة مثلا إما أن تكون سوداء أو بيضاء، أي نوع الأضداد من المشترك المتمانع، و من المتمانع نوع المشترك المنقول مثل كلمة الحــــِــب هو الوعاء الفخار و هو الحامل الخشبي، و النهر هو الأخدود و هو الماء الجاري فيه.
    و جنس المشترك المتصالح ربما تعاقبت معانيه في السياق ، بتكرار ذكره أو بإنابه الضمير عنه قال تعالى: " وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ"، هنا كلمة ساعة تكررت، و كل مرة أعطت معنى مختلف.
    المشترك المتصالح ربما تكرر بضميره و كل مرة يعطي معنى مختلف،
    قال تعالى: "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"

    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إذا نام المرء خرج روحه من بدنه، و إذا مات خرج نفسه من بدنه"
    كلمة الأنفس مشترك متصالح سردي، مثل كلمة الساعة، لكنها مستعملة مرة واحدة و في المرات التالية مستعمل ضميرها، و كل مرة تعطي معنى مغايرا. مرة أنفس و مرة أرواح، و الأنفس أعيان ملكوتية ظلمانية، و الأرواح أنفس نورانية، إستعملت الأنفس مطلقة و كل مرة تقيد تقديرا إما بقيد الظلمة، أو بقيد النور.

    اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا.......الأنفس
    وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا............... الأرواح
    فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ..............الأنفس
    وَ يُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى..... الأرواح

    المشترك المتصالح، عرضه الرشق، أي أعطاء أكثر من معنى دفعة واحدة.
    أهل البيت هم النساء بنصر السياق و هم أهل الكساء بنصر المناسبة، و كلمة أهل البيت مستعملة في القرآن في آية التطهير لتعطي أكثر من معنى دفعة و احدة بتعدد الأدلة من سياق و مناسبة، قال تعالى مخاطبا نساء النبي محمد صلى لله عليه و آله و سلم: "وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَ أَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَ آتِينَ الزَّكَاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا # وَ اذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا".
    هل الله سبحانه و تعالى مضطر إلى أن يخص بإرادته إحدى الجماعتين، إما أن يطهر نساء النبي أو يطر أهل الكساء، و أي شيء يمنع الله أن يطهرهما معا، بل و أن يطهر خلقه جميعا و يذهب عنهم الرجس؟!
    السياق يدل على أن المقصود من إرادة الله هم نساء النبي، و ضمير الذكورة من كلمة منكم لا تساعد من يزعم أن جزء الآية معزول بانصراف عن نساء النبي و التفات إلى أهل الكساء، و البرهان الآيات الكريمات: "وَ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى # إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى"، و لم يكن مع موسى غير صاحبته، التي خاطبها بامكثوا و آتيكم. و هذا الضمير هو المؤكد أن المقصود هم نساء النبي، لأن الأصل في الخطاب أن يستعمل فيه ضمير الجمع و الذكورة، أيا كان عدد أو نوع المخاطب، و العدول إلى تثنية الضمير أو تأنيثة لا يكون إلا لضرورة رفع الوهم و الإحتراس، لما كان السياق يفرض و يلجيئ القارئ إلى الفهم أن الخطاب مستمر في التوجه إلى نساء النبي و أن لا انصراف و لا التفات، فليس ما يدعوا إلى استعمال ضمير النسوة.

    قال تعالى: " وَ لَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا، أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ "،

    و قال عز و جل نقيض ذلك أيضا: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.... قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَ مَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا..... وَ لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

    لكن لما كان النبي دعا الله سبحانه و تعالى بأن يذهب الرجس عمن شملهم بكساءه و هم سيدة سيدات نساء العالمين ابنته فاطمة و صهره علي و الإمامان الحسنان، فليس يتصور مسلم أن يرد الله دعوة حبيبه في أعز أمنية عنده، و استجابه الله هي مستغنية عن ذكرها في القرآن، بل إن ذكرها يصغرها، و يشعر كأن استجابة الله سبحانة و تعالى احتمالا و ليس يقينا.
    فقط قوة العلم تستعمل في التعريف
    خطأ استعمال قوة الفهم في التعريف، و الفهم هو التعليل، أي البحث عن العلة و المعلول، أو السبب و النتيجة، و حتى عندما تلحظ قوة الذكر التشابه بين أشخاص جوهرية أو عرضية فإن وظيفتها تنتهي عند لحظ التشابه و تدريج المتشابهين، ثم يجيء دور قوة العلم لتقوم بتعريف الجوهر العام أو العرض العام أي نوع هذه الأشباه، بأن تصف المعنى المستمر في الأشخاص المتشابهين، و أيضا عندما تجمع قوة الذكر الأنواع بلحظ تقاربها في الصفات و ترتبها في جدول بطريقة ما تصاعدية مثلا، تعريف الجنس الجامع للأنواع هو مهمة قوة العلم التي تقوم بالبحث عن المعنى المستمر فيها، و المعنى المستمر هو معرفة جنس الأنواع.

    قوة الذكر تلحظ المجمل و تحززه

    قوة الذكر تقوم بالعمل المعاكس أيضا، أي بالتنزل من المعنى الواسع إلى المعاني الضيقة، تلحظ الاختلاف في الجنس من الجواهر أو الأعراض، فتحزز الجنس و تفصله، لتقوم قوة العلم بالبحث عن المعاني الضيقة التي تصف الفصول.

    قوة النباهة توقظ نفسها
    إصبع الإبهام طبقتان، و قوة النباهة طبقتان، في حال إدراك الناظر بلادة قوة نباهته، فعليه الغوص فيها و التعمق، إلى السلامية القريبة من الكف، فإن النشاط في الأعماق، و البلادة قرين السطحية.

    نبه نباهتك، اجعلها تنتبه!
    كيف تتقبل قول علماء الهندسة أن الخط المستقيم يمتد إلى ما لا نهاية، الخط محدث و كل محدث محدود، و الطلاقة صفة يتفرد بها الله سبحانه و تعالى، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله عز و جل: "الذي ليس لصفته حد محدود". و الخط حد، و هو محدود أي لا بد أنه منته، مصيره النفاد مهما امتد.
    و كيف تتقبل قولهم أن الخطان المتوازيان لا يلتقيان، هما خطان ينتهيان لا شك، و ما معنى التوازي إنه حد حرج انتقالي بين الاختلاف أو التباعد، و بين الاتفاق أين التقارب، و النتيجة أن التوازي يستمر أقصر مدة من عمر الخطين.
    و كيف تتقبل قولهم أنه من نقطة واحدة لا يمكن إسقاط أكثر من عمود و احد على الخط المستقيم؟ و أنت ترى عمودين، عمود ماء و عمود نور يسقطان من الحنفية على الأرض.
    كيف تتقبل قولهم أن النقطة كائن هندسي لا أبعاد له، فكيف إذا استظرفه المكان و هو غير معدود، إعلم أن الرتب أربع مثلا العدد آحاد و عشرات و مئات و ألوف، و الكلام مفرد و جملة و فقرة و مؤلف، و هي رتب بسائط، بعدها رتب مركبات آحاد ألوف، و عشرات ألوف،الخ.
    و بالمثل النقطة هي مفرد هندسي و الخط جملة، و المساحة فقرة، الحجم مؤلف.
    الخلاصة أن الأبعاد أربعة و ليس ثلاثة، و أن النقطة له بعد واحد و هي معدودة أو لها مقدار. كما أن الرقم له مقدار، و ليس أن المقدار يبدأ من أعداد العشرات.
    كيف تتقبل قولهم أن الخط المستقيم هو أقرب مسافة بين نقطتين؟
    إذا تراخت المسافة بين النقطتين، كيف يحافظ الخط على استقامته، هل هو ولي من أولياء الله؟؟!!

    قوة العمل
    أشك أن قوة العمل، أي خامس قوى الإنسان هي اليد و سائر مفردات أو أعضاء الحيوان أي القدم و اللسان و البطن و الأنف و الذيل فهذه عضاء الحيوان أو النفس الحسية الحيوانية الذي ينطوي عليه الإنسان أي النفس الناطقة القدسية.
    ربما يقال إن الحيوان له جناحان يطير بهما، أو قوائم أمامية او زعانف لا تختلف كثيرا عن القوائم أو الزعانف الخلفية، الحيوان له لسان ينغو غير مبين.
    صحيح لكن الإنسانية إرتقت بكل شيء انطوت عليه، الجهاز الهضمي للإنسان ليس سوى طحلب أو الشق النامي من الشجرة، و هو حيوي جدا يتحرك و الشجرة لا تتحرك جذورها و أوراقها، و بالمثل وجه الإنسان هو في الحقيقة وجه حيوانه لا وجهه، و هو أحسن كثيرا من وجه أجمل حيوان مستقل، أي ليس ضمن إنسان.
    كيف شق رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم القمر؟، كيف حمل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه باب قريظة على ظهره و تسلق عليه الجند؟ هل بقوة العمل.
    و كيف لا يستطيع الناس بقوة العمل هذه أن يقوموا بمثل هذه الأعمال الخارقة؟
    ليس فقط قوة العمل هي الخارقة، عند النبي و وزير كلامه، بل بقية قوى النطق أيضا خارقات، و لا يتصور أن تتفاوت قوى الشيء تفاوتا كبيرا جدا، بمعنى أن علم الرسول عظيم جدا، كذلك عمله يكون عظيما جدا، و على قدر علم الإنسان يكون شدة عمله أو يتقارب علمه و عمله في القوة شدة أو ضعفا.

    التلميذ....
    محمد سعيد رجب عفارة
    الإثنين 03 05 2010

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 7:55 am