ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    واعلموا أن فيكم رسول الله

    كلمات من نور
    كلمات من نور
    المدير العام
    المدير العام


    واعلموا أن فيكم رسول الله Stars12
    واعلموا أن فيكم رسول الله EgyptC
    الدولة : مصر
    رقم العضوية: : 39
    عدد المساهمات : 3309
    عدد النقاط : 5984
    العمر : 56
    المهنة : أم لأربعة من البنين ووالدهم
    تاريخ التسجيل : 10/03/2010

    .واعلموا أن فيكم رسول الله Im_msn
    1- كيف تتلذذ بالصلاة
    2- صرخة أنثى ملتزمة : بكل بساطةأريد زوجاً بكراً


    واعلموا أن فيكم رسول الله Pens

    واعلموا أن فيكم رسول الله 9710

    منقول واعلموا أن فيكم رسول الله

    مُساهمة من طرف ÙƒÙ„مات من نور الخميس أبريل 29, 2010 5:27 pm

    تتحدث هذه المحاضرة عن المعاناة التى رأها وتجرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأ صحابه رضى الله عنهم أجمعين.
    لماذا ؟ لماذا تحملوا كل هذا العناء ؟ هل لنصرة دين الله ولنشره فى مجتمعهم - مجتمع قريش- و الكافرين ؟
    لا والله ما لهذا فقط تكبدوا كل هذا العناء , وانما تكبدوه لترتاحى أنت أختى المسلمة , أنت أخى المسلم لتأ خذوا دينكم
    وكأنه لقمة صائغة لتنعموا بدينكم وتعاليمه وشرائعه دون عناء ولا كفاح ولا تعب للحصول عليه.

    فالحمد لله الذى جعلنا مسلمين

    وأقول لكم هذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و هذا ما فعله صحابته من أجل دين الله ومن أجلكم أنتم المسلمون.

    والآن

    ماذا فعلنا نحن المسلمون من أجل ديننا ومن أجل من يأتى بعدنا من المسلمين ؟

    ماذا فعلنا وقدمنا لنلقى به الله ورسوله فى آخرتنا ونقول يارب هذا ما قدمنا لديننا؟

    السؤال يطرح نفسه

    ولا زال ينتظر الأجابة


    الكاتبة أمة الله أم يوسف


    أترككم الآن مع المحاضرة





    بسم الله الرحمن الرحيم

    محاضره للشيخ: أبو اسحاق الحوينى

    المحاضرة بعنوان:واعلموا أن فيكم رسول الله ( 2 )



    ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره,ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله
    فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ,
    (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون) , (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
    وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا) , ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن
    يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) .

    أما بعد


    فان أصدق الحديث كتاب الله تعالى وان خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم , وشر الأمور محدثاتها,وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة,وكل ضلالة فى النار.
    فقد ذكرنا فى الجمعة الماضية خبر أبى سفيان لما خرج تاجرا الى الشام مع رفقة له من قريش وكان قد وصل كتاب صلى الله عليه وسلم (هرقل) أرسله مع دحية الكلبى فلما قرأ
    هرقل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجاله ان ينقبوا فى جنبات مملكته عن اى رجل يمت بسبب لهذا الرجل الذى يزعم انه نبى فقلبوا البلاد ظهرا لبطن حتى عثروا على
    أبى سفيان ومن معه بغزة وجىء بهم فقال هرقل ايكم أقرب منه نسبا , فقال أبا سفيان انا أقربهم نسبا . قال ولم يكن فى الركب من عبد مناف غيرى. فأجلسه بين يديه وقال للذين معه
    أجلسوا خلف ظهره , وانى سائل هذا الرجل فأن كذبنى فكذبوه , وبدأ هرقل يسأله الأسئلة العشرة , وهذه الأسئلة تدور حول النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وحول
    أتباعه وحول أوامره وعن الحال التى تكون بينه وبين اعدائه , وكانت اكثر الأسئلة تدور حول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فقال له: فسأله عن نسبه صلى الله عليه وسلم.
    فقال : أبو سفيان هو فينا ذو نسب.
    قال : هل قال هذا القول احد قبله قط؟
    قال : لا
    قال : أشراف الناس أتبعوه ام ضعفاؤهم؟
    قال : بل ضعفاؤهم
    قال : يزيدون ام ينقصون؟
    قال : بل يزيدون
    قال : هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد ان يدخل فيه؟
    قال : لا
    هذه هى الأسئلة الثلاثة المتعلقة بأتباع النبى صلى الله عليه وسلم , سأل عن وصفهم وسأل عن زيادتهم أو قلتهم وسأل عن أرتدادهم.
    لما قال له اشراف الناس يتبعونه ام ضعفاؤهم , قال بل ضعفاؤهم , فأجاب هرقل بعد ذلك وهم أتباع الرسل فتلك صفة كاشفة لابد من الوقوف عندها.
    لماذا أتباع الرسل يكونون من الضعفاءويكونون اكثر الناس استجابة؟
    لأن الله تبارك وتعالى بين المانع من قبول الحق فى كلام واضح ناصع قال تعالى : (كلا ان النسان ليطغى ان رآه استغنى)
    فهذه بداية الطغيان وبابه ان يستغنى المرء , ان يكون ممتلأ لا يحتاج الى أحد .

    لماذا حرم الله عز وجل على من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبرأن يدخل الجنة؟

    لأنه لا يجوز لأحد أن يتكبر على الحقيقة الا الله , فهو وحده المستغنى على الحقيقة وكل من عاداه مفتقر اليه سواء كان مسلما أم كان كافرا,لا يستغنىأحدا قط طرفة عين عن ربه
    فما معنى ان يستغنى رجل يدخل الخلاء فى اليوم عدة مرات أما يستحى وهو كنيف متحرك.
    ان أبا بكر رضى الله عنه كان يقول: (انى لستحى من الله من كثرة ترددى على الخلاء) , وكان اذا خرج الى الخلاء خرج متقنعا.
    فالذى يريد ان ينتزع هذه الصفة من البشر مفتر مستحق العذاب فالأستغناء هو سبب الطغيان , ولذلك وصف الله عز وجل الأشراف بالملأ , اذا نظرت الى كلمة الملأ فى القرآن
    لا تراها الا مع المكذبين.
    (الملأ) كلمة مأخوذة من الأمتلاء مملؤ مال وشرفا وعزة ولا يحتاج الى احد وطبعا هذه من مظاهر العظمة , وكما قلت انما تنسب لبنى آدم على سبيل التنقيص لأنها ليست لهم والا فان الله عز وجل أخبرنا بأن لما بعث النبى صلى الله عليه وسلم حرس السماء وجعل رجوما للشياطين.
    قال تعالى : (لا يسمعون الى املأ الأعلى ويقذفون من كل جانب) , وقال تعالى : (ما كان ليا من علم بلملأ الأعلى اذ يختصمون) .
    بالملائكة والسموات والعظمة كلها , هذا هو العالم والملكوت الذى يوصف بالملأ الا مع المكذبين , وأنظر الى أول نبى ارسل وهو نوح عليه السلام لما دعا قومه الى الله , بما أجابوه؟
    قال الله عز وجل : (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا وما نراك الا أتبعك الا الذين هم أراذلنا بادى الرأى وما نرى عليكم من فضل بل نظنكم كاذبين) .

    فوصفا اتباع نوح بأنهم أراذل والمقصود بالأراذل هم الضعفاء أصحاب المهن انما الملأ هم الذين بيدهم المال والشوكة وهم حاشية كل ملك , هم الملأ , أكثر الناس جعجعة , وأعظم الناس فرارا عند الملمات
    أما انهم أصحاب مال.
    فخذ مثلا قول الله تبارك وتعالى : (ألم تر الى الملأ من بنى اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبى لهم أبعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله) , ثم ذكرالله عز وجل طرف كل من كلامهم (فلما قال لهم نبيهم ان الله بعث لكم طالوت ملكا ) , وأختاره وأصطفاه بم كان جوابهم؟ ( أنى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) , وموسى عليه السلام لما دعا قومه قال ( ربنا انك ءاتيت فرعون وملأه زينة وأموال فى الحياة الدنيا) هؤلاء أصحاب المال وأصحاب الشوكة انما موسى عليه السلام وصف الله تبارك وتعالى اتباعه بأنهم ذرية , (فما آمن لموسى الا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأيهم أن يفتنهم )

    أنت تعرف ان الذرية عندما تطلق يقصد بها الولدان كما فى الصحيحين (أن النبى صلى الله عليه وسلم وجد امرأة مقتولة فى غزوة من الغزوات فأنكر ذلك فقالوا يا رسول الله انها كانت معهم فقال صلى الله عليه وسلم سبحان الله ما كانت هذه تقاتل , ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والذرية)
    فعندما تسمع هذه الآية ( ما آمن لموسى الا ذرية) اشارة الى شدة ضعفهم حتى صاروا كالولدان لا يستطيعون دفعا ولا نصرا والملأ هم الحاشية , حاشية كل ملك لأنهم منتفعون انما أقتربوا ليزدادون وجاهة ويزدادون شوكة .
    مثلا : بلقيس لما وصلها كتاب سليمان عليه السلام انما استشارة الملأ ماذا نفعل؟
    يوسف عليه السلام عندما رأى الملك الرؤيا استشار الملأ
    فالملأ هم الأغنياء , هم أصحاب الشوكة, يستطيع بجرة قلم أن يشردك فى جنبات الأرض وأن يقطع رزقك وأن يقطع عملك . لذلك عندهم من البطر والصد عن قبول الحق ما ليس عند الضعفاء وحتى فى الأموال لما تنظر الى حقيقة اموالهم تجد فيها نفاثة وفيها رفعه.
    قال صلى الله عليه وسلم ( الكبر والبطر فى اهل الخيل والسكينة والوقار فى أهل الغنم) .
    فأنظر الى الفرق بين اهل الخيل وبين اهل الغنم ترى تباينا حتى فى وصف المال عندهم . الفقراء ليس عندهم شيئا يبكون عليه , بسبب الحاجة تجده ذليلا قريبا.

    (النبى صلى الله عليه وسلم صلى الفجر يوما ثم احتف به المسلموين والتفوا حوله على غير العادة فلما رأهم يفعلون ذلك تبسم وقال: بلغكم ان أبا عبيدا تجاء بمال من البحرين , قالوا: نعم يا رسول الله , قال : أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم انما أخشى أن تبسط لكم الدنيا فتنافسوها فتهلككم كما أهلكت من سبقكم) .

    كل الفوضى الموجودة فى أى مجتمع من المجتمعات سببها الملأ فهرقل هنا يسأل أبا سفيان ءأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ قال بل ضعفاؤهم
    وأنت اذا تأملت سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم لوجدتها كما وصفها المقداد بن لأسود وصفا دقيقا , و خبر المقداد هذا رواه الأمام البخارى فى كتاب الأدب المفرد بسند صحيح
    عن جبير بن نفير رحمه الله قالSad كنا مع المقداد بن الأسود فمر به رجل فقال : طوبى لهاتين العينين اللتان رآتا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فوالله لوددنا أننا رأينا الذى رأيت قال : فغضب المقداد فتعجبنا والرجل ما قال بأسا فقال المقداد : لما يتمنى أحدكم مشهدا غيبه الله عنه ؟ ان قوما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبهم الله على مناخرهم فى جهنم لو شهد أحدكم هذا المشهد لا يدرى ماذا يفعل فيه ربما يكفر , ربما يكون عدو لله ورسوله . ثم قال له أو قال للذين يجلسون معه : أولا تحمدون الله عز وجل أنكم خرجتم لا تعرفون الا ربكم فتصدقون ما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم , قد كفيتم البلاء يغركم , والله لقد بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أشد حالة بعث عليها نبى قط بعث الى قوم ما يريدون دينا افضل من عبادة الأوثان , وجاء بفرقان فرق به بين الحق و الباطل و فرق به بين الوالد وولده)

    وهذا الذى أنكره حذيفة بن اليمان أيضا رضى الله عنهما , ففى سيرة اسحاق عن محمد بن كعب القرضى أن رجلا من أهل الكوفة قال لحذيفة : (يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه قال : نعم , قال : كيف كنتم له , قال : والله لقد أجتهدنا , فقال له : يا أبا عبد الله لو كنا مكانكم ما تركناه يمشى على الأرض ولحملناه على الرؤوس , فقال له حذيفة : يا أبن أخى أكنت تفعل ذلك )ثم ذكر له واقعة رواها مسلم فى صحيحه وهى (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حصلت غزوة الخندق.. وكان الجو وقتها شديد البرودة وصفها حذيفة بقوله كان ريحا وقرا ..( والقر شدة البرد وهو أحد نفسين لجهنم كما قال صلى الله عليه وسلم : (أن جهنم أستأذنت ربها لتتنفس نفسين . قالت ربى أكل بعضى بعضا فأذن لى بنفسين فهى تتنفس مرة فى الصيف ومرة فى الشتاء , فأشد ما يجده العباد من حر الصيف هذا هو نفس جهنم فى الصيف , و أشد ما يجدون من البرد هذا هو نفسها فى الشتاء ) فى هذا الوقت تنفست جهنم حتى ان حذيفة قال فى بعض الروايات خارج مسلم " كان الواحد منا يحفر لنفسه فى الرض يلتمس الدفء " ومن علم جلد الصحابه وصبرهم على الحركه فى هذا الحر الشديد , لعرف كيف كان حجم البرد , فالنبى صلى الله غليه وسلم اراد أن يعرف ماذا يفعل أبى سفيان ومن معه , فأراد ان يرسل عينا فقال : أيكم يأتينى بخبر القوم وهو معى يوم القيامة فلم يتحرك واحدا , والصحابة كانوا يتقاتلون على ادنى من ذلك ومع ذلك ما قام أحدا حتى كرر هذا النداء ثلاث مرات وكل ذلك لا يستجيب له احد , فقال : قم يا حذيف , قال : ولم يكن بد من طاعته اذ سمانى باسمى , فقال : ائتنى بخبر القوم ولا تذعرهم علينا , قال : فمشيت كأننى أمشى فى حمام . ذهب البرد عنه ببركة الطاعة , ذهب الى هناك وجد رجل يصتلى وظهره الى النار , علم انه أبو سفيان , أخرج سهما يريد أن يضربه , قال : ولو ضربته لأصبته لكنى تذكرت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذعرهم علينا , قال : فرجعت فأخبرته خبر القوم ثم ققرت . رجع له البرد مرة أخرى بعدما أدى مهمته , قال : فأعطانى عبائته فتدثرت بها فنمت حتى أبحت , فجائنى فأيقظنى و قال : قم يا نومان ) .

    هذا مثال حذيفة بن اليمان يجيب لهذا الذى يقول له قصرتم فى حق النبى صلى الله عليه وسلم , لو كنا مكانكم لحملناه على الرؤوس فيسب الصحابة الى التقصير فى نصرته وفى القيام بحقه صلى الله عليه وسلم أعطاه مثلا لعل هذا المتبجح لا يستطيع أن يقوم مقام حذيفة فى هذا .
    فالحاصل أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث وقد أستقر فى وجدان الناس عبادة الأوثان , فلما جاءهم وفرق جماعتهم قاموا كلهم يرمونه عن قوس واحد .

    فانظر كلام بن مسعود رضى الله عنه وهذا رواه الأمام بن ماجة وأحمد بمسند حسن وصححه بن حبان والحاكم (فقال : " أول من أسلم سبع : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكروعمار وأمه سمية و بلال صهيب الرومى و المقداد بن الأسود00 يقول00 أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بقومه واما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائر هؤلاء فأن المشركين عذبوهم وألبسوهم أدراع الحديد والقوا بهم فى الشمس 00 وشمس مكة تغلى منها الدماغ وأنا أبين لك شدة الحرارة شمس مكة00
    فى صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ".. يعنى بتوقيتنا تكون فى حدود الساعة التاسعة أو العاشرة وفى هذا الوقت يشتغل الناس , والناس فى مزارعهم ووظائفهم فقل من يعبد الله عز وجل فى هذا الوقت لذلك فهى صلاة مخصوصة أسمها (صلاة الأوابين) , موعدها حدده النبى صلى الله عليه وسلم , قال حين ترمض الفصال .. والفصيل بن الناقه الذى فصل عنها أى فطم , وهو لا يحتمل حرارة الرمل , لا يستطيع أن يثبت بقدميه على رمضاء مكة وهم كانوا يلبسونهم أدراع الحديد .. أى بذلة من حديد ويرميه فى الشمس حتى يكويه الحديد.. قال: فكل أجابوهم على ما أرادوا الا بلالا هانت علبه نفسه فى الله فأسلموه لغلمان مكة يمشون به فى الشعاب يلعبون به وهو يقول أحد أحد ).

    فأنا أريد أن أقف معكم مع الذى مكنه الله بقومه ماذا فعلوا فيه حتى تعلم ما الذى فعلوه باللذين ليس لهم عشيرة؟

    فأنظر مثلا ماذا فعلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

    ثلاثة من الصحابه سألوه سؤالا وحدا أو سئل سؤالا واحدا عائشة رضى الله عنها سألته سؤالا مباشرا وسئل عبد الله بن عمرو بن العاص وسئلت أسماء بنت أبى بكر رضى الله عن الجميع, قالت عائشة للنبى صلى لله عليه وسلم كما فى الصحيحين : يا رسول الله هل أتى عليك يوما كان أشد من أحد ؟ قال نعم , لما ذهب الى بن عبد يليل بن عبد فلان فى الطائف وذهب ليستنصر به , قال : فما أجابنى فرجعت وأنا مهموم فلم أستفق الا وانا بقرن الثعالب .. وهذا مكنا يبعد عن الطائف عدة كيلو مترات .. قال : فرفعت بصرى الى السماء فاذا سحابة أظلتنى واذا فيها جبريل عليه السلام , فنادانى فقال يا محمد ان الله سمع ما قال لك قومك وما ردوا به عليك , وقد أرسل معى ملك الحبال , قال : فنادانى ملك الجبال فسلم عليا وقال : يا محمد ان ربك أرسلنى اليك لتأمرنى بما شئت فيهم لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين .." والأخشبان جبلان عظيمان بمكه كان المشركون قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم ان كنت تزعم انك نبى فباعد بين الأخشبين حتى نزرع , فقال : سبحان الله هل كنت الا بشرا رسولا .. " فقال : لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين قال : لا , بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله ولا يشرك به شيئا .


    عبد الله بن عمرو بن العاص وهذا الخبر رواه الأمام أحمد فى المسند بسند جيد من حديث محمد بن اسحاق ولعله فى سيرة بن اسحاق : أن عروة بن الزبير سأل عبد الله بن عمرو قال له : هل تذكر أشد يوما مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : نعم , قال : أجتمع كفار قريش فى الحجر وقالوا : والله ما صبرنا مثل الصبر على هذا الرجل , عادا آلهتنا وفرق جمعنا وسب آباءنا, فبينما هم يتكلمون اذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأتى فأستلم الركن ثم طاف حتى اذا أتى عليهم غمزوه , فقال عبد الله بن عمرو : فرأست ذلك فى وجهه لكنه مضى يطوف , فطاف حتى اذا أتى عليهم غمزوه , فلما طاف الثالثة وقف عليهم فقال : تعلمون يا معشر قريش والذى نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح وأشار الى حلقه قال : فلما سمعوا كلمته سكتوا كان على رأس كل رجل منهم طائر وقع .. وانما يقال على راسه الطير عندما يكون المرء ساكنا لا يتحرك لأن الطير يفزع ,اذا رأى أى حركة يطير ولا يثبت الطائر الا على شئ ساكن .. قال : فلما سمعوا كلمته أخذتهم فألانوا له القول حتى قال له أبو جهل : مهلا يا أبا القاسم أمض راشدا يا أبا القاسم , ما كنت جهولا يا أبا القاسم , فلما كان من الغد جاؤا فى الحجر و جعل بعضهم يلوم بعض , قلتم فيه أمس كذا وكذا فلما واجهكم بما تكرهون ألنتم له القول , فتحمسوا وأمتلأوا غيظا, أول ما رأوه قاموا اليه جميعا قومة رجل واحد وخنقوه بتلابيبه فجاء أبو بكر- وكان لا يفارقه - يجرى وجعل نفيه بينه صلى الله عليه وسلم وهو يبكى ويقول أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله ) .

    وفى مسند وفى مصنف أبن أبى شيبة من حديث عمرو بن العاص والد عبد الله فى هذه الواقعة سألوا عمرو بن العاص عن أشد يوم رآه النبى صلى الله عليه وسلم قال : كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى فأبو جهل وضع ثوبا فى رقبة النبى صلى الله عليه وسلم وجذبه جذبة حتى جثى بها على ركبتيه واجتمع الناس حوله , قال عمرو : حتى قلت انه مقتول , فجاء أبو بكر وخلصه أيضا.

    حفظ بن حجر يقول أن كل هذه مواقع متعددة , رآه عمرو بنالعاص مرة ورآه عبد الله بن عمرو بن العاص مرة ورأته أسماء مرة . قصة واحدة ومتعددة وفى كل مرة أبو بكر يخلصه ويقول أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله .
    ذاك رسول الله الذى منعه الله بقومه فما بالك بمن دونه ممن لا يملك قوما ولا حولا , والعجيب و المدهش أنهم يزيدون .
    اذن فلماذا يزيون ؟
    فالمفترض أن هذه الصور القاتمة تجعل هذا الأنسان يفكر ألف مرة قبل أن ينتمى الى هؤلاء ويصبح غرضا لأهل الشوكة , لكن تحت زيادتهم معنى آخر.

    وأيضا من أنواع الأذى الذى منى به رسول الله صلى الله عليه وسلم , ما رواه أبو هريرة رضى الله عنه من حديث
    عبد الله بن مسعود وهو فى الصحيحين ورواه مسلم من حديث أبى هريرة أن أبا جهل قال : أيعفر محمد جبهته بين ظهرانيكم قالوا: أجل قال : والله لأطأن عنقه فلما رآه أبو جهل يسجد ذهب اليه ليدوس عنقه برجله , فلما أقترب منه فاذا هو يفعل هكذا: يرجع الى الخلف وهو يدفع بيديه شيئا والملأ ينظرون فقالوا : مالك يا أبا الحكم , قال : ان بينى وبينه لخندقا من نار , رأيت هولا و أجنحة , فقال صلى الله عليه وسلم : والله لو أقترب منى لأختطفته الملائكة عضوا عضوا .

    وفى الصحيحين من حديث بن مسعود قال : كنت عند البيت والنبى صلى الله عليه وسلم , فقال أبو جهل أيكم يقوم اللى سلا جذور بنى فلان فيأتى بفرسه فيضعه على ظهر محمد وهو ساجد .. و( السلا ) هو موضع الولد من البهيمة أى المشيمة فى النساء .. فأنبعث أشقاها عقبة بن أبى معيط أتى بسلا الجذور وفيه الفرس ووضعه على ظهره فلم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم وظل سجدا , قال : أبن مسعود لو كان لى معت لمنعته .. ولكن بن مسعود لم يكن له منعة , لم يكن له قبيلة ولا أسرة , ولو أقترب لقتلوه .. فبعض الناس أخبر فاطمة رضى الله عنها فجاءت .. وهى جارية صغيرة تجرى حتى أزالت هذا من على ظهره صلى الله عليه وسلم وأقبلت على المشركين تسبهم ,
    أول ما فعل عقبة بن أبى معيط أن وضع هذا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلوا يتضاحكون حتى جعل بعضهم يميل على بعض , فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته دعا عليهم ثلاثة قال بن مسعود وكان اذا دعا دعا ثلاثا و اذا سأل سأل ثلاثا قال : اللهم عليك بقريش , قال : فلما سمعوا دعوته ذهب عنهم الضحك وخافوا , اللهم عليك بأبى جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة عقبة بن ابى معيط وأمية بن خلف , سماهم , فما سما واحدا منهم الا قتل فى بدر .

    لما المستضعفين يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسبه نسبه يؤذى هذا الايذاء
    أفلا يهون عليهم ما يرون ؟
    نعم يهون.
    هذا هو الذى ثبتهم.. ما رأوه قط فى حالة تباين حالتهم .
    لقد سمعت بعض الخطباء وهو يتكلم عن الدنيا و الأستحواذ على الدنيا وضرورة أن يكون المسلمون أغنياء , ولا مانع أن يتمتعوا بالطيبات , ثم قال : يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان موجودا عندنا الآن لركب السيارة المرسيدس.
    هذا الرجل لا يعرف من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قرأ سيرته قط , لقد كان أقلهم وأدناهم فى المعاش أيأمرهم أن يتقللوا من الدنيا وهو يركب المرسيدس , والفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم , الا تنكسر قلوبهم لما يروا الأسوة والقدوة يعيش فى رغد من العيش وهم يعيشون فى الضنك ؟!
    لقد كان يوصى دائما ان يكون قدر قوة القوى فى الجماعة على قدر ضعف الضعيف .

    لما جاء عثمان بن أبى العاص رضى الله عنه قال : يا رسول الله أجعلنى امام قومى , قال : أنت امامهم وأقتد بأضعفهم .

    ومسألة الجوع أنه كان يجوع مثلهم فهذه مسألة متواترة , جابر بن عبد الله وهم يحفرون الخندق كما فى الصحيحين قال : أعترضتنا كدية عظيمة لا تعمل فيها المعاول.. وهم يحفرون فى الخندق وجدوا صخرة يكسرونها بالفؤوس فلا تنكس , قالوا حلها أن يكسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : جاء فجئته فقلت : يا رسول الله كدية عظيمة لا تعمل فيها المعاول , قال : فقام أرى فى وجهه أثر الجوع وقد ربط الحجر على بطنه, قال : وظللنا ثلاثة ايام ما ذقنا فيها ذواقة .
    ولما دعاه جابر لطعام عبارة عن جدى صغير و صاع من شعير وقال له جابرتعال أنت وبعض أصحابك لأن الطعام قليل ما أستطاب ذلك , فكيف يذهب هو وعدد قليل يأكلون جديا والآلاف يحفرون الخندق وهم جياع ؟! قال جابر : فلم يرعنى الا وهو يصرخ : يأهل الخندق هلموا قد صنع لكم جابر طعاما .

    وحديث أبى هريرة عند البخارى " أن النبى صلى الله عليه وسلم كان اذا جائته صدقة أعطاها لأهل الصدفة جميعا لم يرزأهم منها شيئا , واذا جائته هدية شركهم معه " .
    كان يجوع معهم ويعرى معهم ويسير على قدميه معهم , لذلك كان محله فى سويداء القلب , أنا كلما طالعت سيرته صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه معه دائما يخطر على قلبى وعقلى قول أنس ( لقد رأيت يومين , اليوم الأول : يوم دخل النبى صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا ,قال : أضاء منها كل شىء , وشهدت يوم مات فدفناه فأظلم منها كل شىء) .

    أنا أريد أن يتخيل كل واحد حجم االمصيبة والغربة التى شعر بها الصحابة يوم دفنوه صلى الله عليه وسلم ورجعوا ينفضون أيديهم كما قال أنس ما أنتهوا من نفض أيديهم من تراب القبر قال حتى أنكرنا قلوبنا , ثم يرجعون الى الحياة بدونه .
    كان أى واحد منهم يقع فى ورطة أو ملمة أو مسألة كان هو المفزع صلى الله عليه وسلم , فالذى يصبر على هذا الأذى و يثبت ولا ينكل ولا يتغير ولا يبدل مع نسبه وحسبه أفلا يكون هذا من أعظم عوامل التثبيت لمن دونه من الفقراء والضعفاء والمساكين , كل الأنبياء كانوا كذلك ما نكلوا وما بدلوا ولا غيروا ,
    لذلك الذى كان يتبعهم لا يفارقهم مهما رأوا من الأذى , لا سيما وهؤلاء الأنبياء معهم الوحى ويقولنو ان صبرتم لكم الجنة , وهذا كان من أعظم الحوافز للصحابه رضى الله عنهم أو لأتباع الأنبياء عموما وكان عاملا قويا للتثبيت.



    اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا فى أمرنا وثبت أقدامنا أنصرنا على القوم الكافرين , اللهم الحياة زيادة لنا فى كل خير , وأجعل الموت راحة لنا من كل شر , اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن , اللهم لا تجعل الدنيا آخر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا


    آمين ....... يا رب العالمين



    نفعكم الله وأياى بها
    ولا تنسونى من دعوة صالحة بظهر الغيب

    وأرجوا الأجتهاد فى نشرها ومراجعتها ولا تبخلوا بتوجيهاتكم

    اسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 6:06 am