الإسلام اليوم
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-50-130565.htm
نَشَرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرًا من غزة يتحدث عن الأساليب التي تتبعها الاستخبارات الإسرائيلية لتجنيد العملاء وجمع المعلومات.
يقول مراسل بي بي سي: إن الكثير من الشباب في مقاهي الإنترنت المزدحمة في وسط مدينة غزة يقضي معظم يومه على موقع "فيس بوك" الاجتماعي، كما يقول محمد صاحب مقهى الإنترنت: "أنا أدخل على موقع فيس بوك عشر ساعات يوميًّا ولديَّ أكثر من 200 صديق على الموقع".
وعلى الرغم من فوائد تصفح الإنترنت إلا أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لها رأي آخر، فهي تقول: إن عشق المواطنين واندماجهم مع مواقع الشبكات الاجتماعية يسهل من مهمة إسرائيل في تجنيد الجواسيس.
فقد حافظت إسرائيل منذ فترة طويلة على شبكات من العملاء في الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار جهودها لعرقلة أنشطة الجماعات المتشددة بحسب ما ذكر جون دونيسون في تقريره.
ونقل المراسل عن إيهاب الحسين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس قوله: إن "فيس بوك هو شيء خطير جدًّا يقوم الإسرائيليون باستخدامه لصالحهم".
وأَضاف الحسين: "كثير من الناس ليس لديهم الحسّ الأمني، يذهبون إلى مقاهي الإنترنت، ويتحدثون عبر المواقع عن كل مشاكلهم الشخصية حتى ما يحدث مع زوجاتهم أو صديقاتهم".
وأوضح الحسن أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية من ثَم تقوم بالاتصال بالشخص عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عن طريق عميل من عملائها في غزة، وتستخدم المعلومات التي حصلت عليها للضغط على الأشخاص لتجنيدهم ويصبحون جواسيس، مضيفًا: "الإنترنت يتيح لإسرائيل أن توهِم الأشخاص بأنها تعرف عنهم كل شيء".
أما رونين برجمان خبير الاستخبارات الإسرائيلي ومؤلف كتاب الحرب السرية بين إسرائيل وإيران قال: إن رصد مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت هو أقل ما يمكن أن تتوقعه من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وأوضح برجمان قائلًا: "إن إسرائيل تستخدم المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الإنترنت للتعرف على مَن يمكن أن يساعد إسرائيل".
وأضاف: "إذا قاموا بعد 50 عامًا بفتح الملفات السرية لجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد والشين بيت وجهاز المخابرات العسكرية فستجد أن الأجهزة الإلكترونية المتطورة التي تستخدمها إسرائيل الآن في قطاع غزة ستضع أفلام العميل السري جيمس بوند الأسطورية في وضع محرِج".
لكن برجمان قال: إن الطريقة التي تفكر في استغلالها أجهزة المخابرات في الوقت الحالي باستخدام المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الإنترنت للضغط أو ابتزاز عملاء غير فعّالة في تجنيد عملاء على المدى الطويل.
كما أن بعض هذه التهديدات التي ترسلها إسرائيل ليست كافية في كثير من الأحيان لحمل الأشخاص على ارتكاب مثل هذا الجرم الخطير بالتعاون معها، ولكن يمكن استخدام التفاصيل الشخصية لمساعدة أجهزة الاستخبارات في تحديد الأشخاص الذين يمكن الاستفادة منهم، وخصوصًا هؤلاء الذين لديهم علاقات جيدة مع حماس أو التنظيمات المسلَّحة في غزة.
ويضيف التقرير أن الحكومة الإسرائيلية قالت عندما طلب منها التعليق حول هذا الأمر: إنه أمر غير عملي أن تتحدث الحكومة عن أوضاع أجهزتها الأمنية والطرق التي تستخدمها.
كما أن إيهاب الحسين نفسه اعترف بأن لديه صفحة خاصة على موقع فيس بوك، ولكنه "حريص على المعلومات التي أضعها، وأقول فقط أنني متحدث باسم حماس".
برجمان كان له رأيٌ في هذا الموضوع، حيث يقول: إن السيد الحسين ربما لا يكون هو فقط العضو الوحيد بحركة حماس الذي يتواصل عبر الإنترنت وموقع فيس بوك، ويرجع هذا إلى أن طرق الاتصالات الأخرى -ولا سيما الهواتف المحمولة- يمكن التنصُّت عليها بسهولة، ويمكن استخدامها لرصد التحركات، لذلك فإن الإنترنت أصبح الخيار الأفضل لديهم.
برجمان يرى أن هناك سببًا واحدًا للجوء المخابرات الإسرائيلية لمراقبة مواقع الشبكات الاجتماعية لمحاولة تجنيد أشخاص لصالحها، وهو أن "المصدر التاريخي" للعملاء انتهى ولم يعُدْ موجودًا الآن.
فحتى قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000، كان الآلاف من سكان قطاع غزة لديهم تصاريح لدخول إسرائيل كل يوم للعمل، وهؤلاء الناس كانوا على اتصال مباشر مع الإسرائيليين، وكان ضباط المخابرات الإسرائيلية يقتربون منهم ويطلبون تعاونهم، لكن في هذه الأيام تكاد تكون الحدود مغلقة.
فالآن يكاد يسمح بالكاد للفلسطينيين من المرضى الذين يجلسون على الكراسي المتحركة الدخول إلى إسرائيل طلبًا للعلاج.
خالد من سكان مدينة غزة رفض الإدلاء باسمه بالكامل، وقال: إنه كان أحد الذين طلبت إسرائيل منهم معلومات عن حركة حماس والجهاد الإسلامي، "سألوني عما إذا كنت أعرف أي شخص في الحي الذي أسكنه من أعضاء الحركة".
ويتابع مراسل هيئة الإذاعة البريطانية قائلًا أن خالد الذي ذهب إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبي بعد تعرضه لإصابة في العام الماضي في الصراع مع إسرائيل أوضح أنه لم يمرِّر معلومات للإسرائيليين لم يكونوا على علم بها فعليًّا، لكنه أعطى فكرة عن كيفية تعامل ضباط المخابرات لتجنيد العملاء وقال: "إنهم يقولون أنهم يعرفون كل شيء عنك، ولكن في الواقع ليس لديهم سوى المعلومات التي سبق وتَمَّ نشرها على الإنترنت".
وأضاف خالد: "إن موقع فيس بوك غير آمن لنشر مثل هذه المعلومات، وأعتقد أنها تسمح لإسرائيل بمتابعة تحركاتنا".
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-50-130565.htm
نَشَرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرًا من غزة يتحدث عن الأساليب التي تتبعها الاستخبارات الإسرائيلية لتجنيد العملاء وجمع المعلومات.
يقول مراسل بي بي سي: إن الكثير من الشباب في مقاهي الإنترنت المزدحمة في وسط مدينة غزة يقضي معظم يومه على موقع "فيس بوك" الاجتماعي، كما يقول محمد صاحب مقهى الإنترنت: "أنا أدخل على موقع فيس بوك عشر ساعات يوميًّا ولديَّ أكثر من 200 صديق على الموقع".
وعلى الرغم من فوائد تصفح الإنترنت إلا أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لها رأي آخر، فهي تقول: إن عشق المواطنين واندماجهم مع مواقع الشبكات الاجتماعية يسهل من مهمة إسرائيل في تجنيد الجواسيس.
فقد حافظت إسرائيل منذ فترة طويلة على شبكات من العملاء في الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار جهودها لعرقلة أنشطة الجماعات المتشددة بحسب ما ذكر جون دونيسون في تقريره.
ونقل المراسل عن إيهاب الحسين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس قوله: إن "فيس بوك هو شيء خطير جدًّا يقوم الإسرائيليون باستخدامه لصالحهم".
وأَضاف الحسين: "كثير من الناس ليس لديهم الحسّ الأمني، يذهبون إلى مقاهي الإنترنت، ويتحدثون عبر المواقع عن كل مشاكلهم الشخصية حتى ما يحدث مع زوجاتهم أو صديقاتهم".
وأوضح الحسن أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية من ثَم تقوم بالاتصال بالشخص عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عن طريق عميل من عملائها في غزة، وتستخدم المعلومات التي حصلت عليها للضغط على الأشخاص لتجنيدهم ويصبحون جواسيس، مضيفًا: "الإنترنت يتيح لإسرائيل أن توهِم الأشخاص بأنها تعرف عنهم كل شيء".
أما رونين برجمان خبير الاستخبارات الإسرائيلي ومؤلف كتاب الحرب السرية بين إسرائيل وإيران قال: إن رصد مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت هو أقل ما يمكن أن تتوقعه من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وأوضح برجمان قائلًا: "إن إسرائيل تستخدم المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الإنترنت للتعرف على مَن يمكن أن يساعد إسرائيل".
وأضاف: "إذا قاموا بعد 50 عامًا بفتح الملفات السرية لجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد والشين بيت وجهاز المخابرات العسكرية فستجد أن الأجهزة الإلكترونية المتطورة التي تستخدمها إسرائيل الآن في قطاع غزة ستضع أفلام العميل السري جيمس بوند الأسطورية في وضع محرِج".
لكن برجمان قال: إن الطريقة التي تفكر في استغلالها أجهزة المخابرات في الوقت الحالي باستخدام المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الإنترنت للضغط أو ابتزاز عملاء غير فعّالة في تجنيد عملاء على المدى الطويل.
كما أن بعض هذه التهديدات التي ترسلها إسرائيل ليست كافية في كثير من الأحيان لحمل الأشخاص على ارتكاب مثل هذا الجرم الخطير بالتعاون معها، ولكن يمكن استخدام التفاصيل الشخصية لمساعدة أجهزة الاستخبارات في تحديد الأشخاص الذين يمكن الاستفادة منهم، وخصوصًا هؤلاء الذين لديهم علاقات جيدة مع حماس أو التنظيمات المسلَّحة في غزة.
ويضيف التقرير أن الحكومة الإسرائيلية قالت عندما طلب منها التعليق حول هذا الأمر: إنه أمر غير عملي أن تتحدث الحكومة عن أوضاع أجهزتها الأمنية والطرق التي تستخدمها.
كما أن إيهاب الحسين نفسه اعترف بأن لديه صفحة خاصة على موقع فيس بوك، ولكنه "حريص على المعلومات التي أضعها، وأقول فقط أنني متحدث باسم حماس".
برجمان كان له رأيٌ في هذا الموضوع، حيث يقول: إن السيد الحسين ربما لا يكون هو فقط العضو الوحيد بحركة حماس الذي يتواصل عبر الإنترنت وموقع فيس بوك، ويرجع هذا إلى أن طرق الاتصالات الأخرى -ولا سيما الهواتف المحمولة- يمكن التنصُّت عليها بسهولة، ويمكن استخدامها لرصد التحركات، لذلك فإن الإنترنت أصبح الخيار الأفضل لديهم.
برجمان يرى أن هناك سببًا واحدًا للجوء المخابرات الإسرائيلية لمراقبة مواقع الشبكات الاجتماعية لمحاولة تجنيد أشخاص لصالحها، وهو أن "المصدر التاريخي" للعملاء انتهى ولم يعُدْ موجودًا الآن.
فحتى قيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000، كان الآلاف من سكان قطاع غزة لديهم تصاريح لدخول إسرائيل كل يوم للعمل، وهؤلاء الناس كانوا على اتصال مباشر مع الإسرائيليين، وكان ضباط المخابرات الإسرائيلية يقتربون منهم ويطلبون تعاونهم، لكن في هذه الأيام تكاد تكون الحدود مغلقة.
فالآن يكاد يسمح بالكاد للفلسطينيين من المرضى الذين يجلسون على الكراسي المتحركة الدخول إلى إسرائيل طلبًا للعلاج.
خالد من سكان مدينة غزة رفض الإدلاء باسمه بالكامل، وقال: إنه كان أحد الذين طلبت إسرائيل منهم معلومات عن حركة حماس والجهاد الإسلامي، "سألوني عما إذا كنت أعرف أي شخص في الحي الذي أسكنه من أعضاء الحركة".
ويتابع مراسل هيئة الإذاعة البريطانية قائلًا أن خالد الذي ذهب إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبي بعد تعرضه لإصابة في العام الماضي في الصراع مع إسرائيل أوضح أنه لم يمرِّر معلومات للإسرائيليين لم يكونوا على علم بها فعليًّا، لكنه أعطى فكرة عن كيفية تعامل ضباط المخابرات لتجنيد العملاء وقال: "إنهم يقولون أنهم يعرفون كل شيء عنك، ولكن في الواقع ليس لديهم سوى المعلومات التي سبق وتَمَّ نشرها على الإنترنت".
وأضاف خالد: "إن موقع فيس بوك غير آمن لنشر مثل هذه المعلومات، وأعتقد أنها تسمح لإسرائيل بمتابعة تحركاتنا".