حركة خفية
قادتني إلى مكانه من خلف الستار حيث كان يقبع بين زجاج النافذة المغلق
وشباك النافذة الموارب، بنى عُشه مُشبكاً بكل مهارة وتؤدة وذكاء يصعب على
الجنس الآدمي أن يُشكّل مثله بنفس الإتقان، الأعواد المكونة للعش تكاد تكون
متشابهة المقاس ومتقاربة الصلابة ومتساوية الطول، تم تشبيكها بدقة نساج
ماهر يصعب أن تنفرط، تقدمت بهدوء نحوه أرقب مايحدث، ينظر إليّ نظرة شك وخوف
أن يتم في لحظة تهور آدمية غبية هدم ماتعب في بناؤه وسهر الليالي في
إنشاؤه في خلسة من أصحاب النافذة، أكاد ألمح في نظرته إستجداء ألا أقوم بأي
تصرف همجي معهود عنده من بني البشر، وكنوع من أنواع الإستعطاف إزاح بعض
ريش بطنه ليريني أنه يرقد على بيضتين هما سبب إستسلامه وعدم طيرانه وكأنه
يستحلفني أن أستخدم عقلي وأستفتي قلبي
تكملة الموضوع : مدونة حكاوى آخر الليل