ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    عروبة بعض العرب،، لا مشروع أو أقل من مشروع فاشل..

    avatar
    محمد عفارة
    أصدقاء الموقع
    أصدقاء الموقع


    عروبة بعض العرب،، لا مشروع أو أقل من مشروع فاشل.. M2
    الدولة : لبنان
    رقم العضوية: : 15
    عدد المساهمات : 75
    عدد النقاط : 193
    المهنة : طول عمري و أنا أعمل في مهن لا تتناسب مع استعدادي و لا تحصيلي العلمي، الآن مسماي الوظيفي حارس، لكن أقوم بالأعمال المكتبية المختلفة
    تاريخ التسجيل : 26/02/2010

    عروبة بعض العرب،، لا مشروع أو أقل من مشروع فاشل.. 1210

    وردة عروبة بعض العرب،، لا مشروع أو أقل من مشروع فاشل..

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الإثنين يناير 24, 2011 4:40 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عروبة بعض العرب،،، لا مشروع أو
    أقل من مشروع فاشل...
    الحمد لله رب العالمين، له الأمر و الخلق أجمعين، و صانع مصنوعات الصانعين، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و آله الطيبين المبجلين، هداة الراشدين لخير دين، و صحبه قدوة العاملين على درب الفالحين، و نساءه الطيبات امهات المؤمنين....
    عروبتان،،، مزبلة و خزانة فارغة...
    العروبة التي هي خزانة خاوية:---
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الألفاظ قوالب المعاني."، لو أمكن التواصل الحسي و الذهني مباشرة لاستغنى الناس عن اللغة و استغنى الحيوان عن النغى، كما استغنت الأشجار، فهي تتواصل مباشرة عند اللقاء، يقذف فحل الشجر فكرته (حبوب اللقاح) في أرحام الإناث فتلتقى الكلمتان الناقصتان في أفق الزهرة الأنثى، حيث تتكاملان و تصيرا كلمة و احدة (زايجوتا). في عالم الأشجار و النجوم يستحيل الكذب، و يستحيل إنكار الفحولة، و لا تزييف في الكلام، الثرثرة لا تقع في الوهم أنها حكمة و فصاحة، و الحكيم هو فحل مهاب حتما ترغب في الاستلقاء تحت بطنه كل طالب علم مستمع أو متعلم.
    عروبة العربية شبه مستحيلة، يستحيل أن يبقى الوعاء خاويا فارغا، و على افتراض إمكانيتها، كيف تقوم قومية جماعة معتمدة على مجرد الفصاحة، تنكر مطلق الأديان المنزل منها و الموضوع، رأسمالها استصحاب التراث الأدبي الجاهلي، و أيام العرب في الجاهلية و عصور الإسلام مع جحد قيمة الإسلام و العمى تماما عن تأثيره الاستنهاضي، و اهمال المصير الأخروي، و تركيز الهم في الاقتصاد حصرا و الإسراف في الكلام عن العلاقة الجدلية بين الاقتصاد و بين الوحدة السياسية العربية المستحيلة، بداهة مستحيلة بدون إثراء جوف العروبة بمعنى الاسلام. ما الذي يدفع قطر عربي ثري إلى الاتحاد مع قطر فقير، بالكاد يمكن ذلك بتبريز ملحوظ جدا لقيم وازنة للغاية مثل ضرورات معرفة الخليفة و البيعة له لصحة الاسلام، و الدعوة بكافة الطرائق الشرعية و انتهاء إلى الجهاد في حال فشلت الطرائق السلمية. أي قيمة في حسن اللغة العربية، و في مصهور العرق العربي، و في اتصال البلاد العربية، تضمن للعرب الارادة و القدرة على تماسك الأقطار الراهنة و كبح جماحها نحو المزيد من التفتت، الوحدة بدون إسلام ممنوعة حتى في الأحلام و ليست سوى هلوسة مهووس عاجز لا طائل من وراءها.
    العروبة التي هي مزبلة:---
    هي العروبة البغي، التي لا ترد يد لامس، بعوض ما أو بدونه، هي جاهلية حديثة يزينها الشيطان و مطاياه بزخرف القول بتسميتها بالعلمانية و الحداثوية، الخ. عروبة الجاهل الذي يتردد بين سذاجة اللاإنتماء الفضفاض الذي يستقصي جميع العقائد الاسلامية المذهبية و هي في الحالة الهلامية المائعة و يستقصي العقائد محلية الوضع مثل الإيزيدية و المستوردة من الشرق من بوذية و طاوية و المستوردة من الغرب اشتراكية و ليبرالية و حتى فوضوية حسب الموضة الدارجة الرائجة في الغرب طبعا، إذ ليس على العروبي التافه سوى الانجراف إلى المحاكاة العمياء لكن الأمينة و أحيانا المزايدة.
    الكمال و الاستقامة،،، طريقهما الاعتدال و التوسط،،
    بين انتفاء الانتماء و بين التعصب
    في حال مواتاة الزمان لهذه الفصيلة من العروبيين، قد أخبرنا التاريخ ماذا يصنعون. محتوم انقلابهم إلى التطرف المعاكس، يجدهم الناس تضيق نظرتهم، و يفتعلون تناقضا بين العروبة و بين الاسلام، و يتخصصوا في التعصب ضد الإسلام الواضح، لا يقبلون بأكثر من إسلام هلامي، غامض المعنى، ساذج الشكل كوجه الصبي المولود الذي لما يستقر لون عينيه بعد، إسلام بدون ملامح لا يعرف نوعه إلا بالاطلاع على فرجه، إسلام لا لون له و لا طعم و لا رائحة، ليس أنه ماء أو حليب يروي، وظيفته كحد أدنى المهادنة و التخاذل، و وظيفته كحد أعلى تبرير كل شيء حتى ما يضره و ينفيه، إسلام، لا قلب له ينكر الشنيع، أو يعرف الجميل، و لا عقل له يروي الظمآن بعلم و لا نفس له يشبع المتضور بعمل صالح.
    تجميد الشخصية عند سذاجة الطفولة
    اللامنتمي مخلد في العدم، إنه في حال جمود و برود، بعيد عن التمتع بحال الكمون و الدفء، لا يصحبه الشوق و التحفز إلى الوجود، و هو غافل عن تعينه، لا يعي حدوثه، و أعجز عن تمييز ذاته من غيره. لا قيمة له بالمرة و لا زنة، لا ينفع صديقا و لا يضر عدوا، بسبب أنه أصلا بلا ماهية، لا وجه و لا عنوان حتى يتعرف على شبيه له يصادقه و يأتلفه، أو ينكر حقيقه ضد فيخالفه، و يبقى منه على حذر، مخافة أن يخصمه و يضره، و بدلا من التحفظ و الحذر بنفسه يغرر و يدفعه عجزه إلى الاطمئنان إليه.
    حال إهمال الايمان و تركه ضائعا في صحراء الانتماء، بين عرافج العقائد الغامضة و طراريثها، الذائبة في هوية الرمال الجافة و اليابسة و الباردة، لا يصدق عليه سوى وصف اللاإنتماء، تبقى هوية العروبة مجردة بدون غلاف قومية محرومة من وجه أو ماهية أو عنوان أو دعوة واضحة، و بالتالي ينتفي المشروع حتى على مستوى الشوق و الخيال، و من باب أولى مستوى الممارسة فلا فاعلية و لا تأثير، حتى في الذات، بمعنى كشف هذه الذات الفجة بالاختيار الساذج أو اضطرارا و قسرا و عرضها كألعوبة، قاصرة لا تستطيع مقاومة و لا ممانعة، من شاء توظيفها في مشروعه لا يجد مشقة، و نجاحه ميسور.
    حضارة الانسان ثلاثة مجالات دين و اجتماع و اقتصاد،،،،و كل مجال متعدد الجهات....
    كيف تقوم قومية جماعة؟
    : "في البدء كانت الكلمة"، من العبارات النادرة التي بقيت سالمة، لم تمتد له يد التغيير، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العقول أئمة الأفكار، و الأفكار أئمة القلوب، و القلوب أئمة الحواس، و الحواس ائمة الأعضاء".
    بين الأمم لا يتسبب العقل الفطري الموهوب بمشكلة، بل هو رابط جامع للناس، و بين جماعات الأمة الواحدة لا يتسبب العقل المكتسب الأممي الذي بينه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، بمشكلة، بل هو رابط بين المسلمين، و حتى مع الاحتكاك بأمم الشرق و الغرب لا يكون هو المتسبب بالمشكلة الثائرة، بل سوء الفهم و الوهم أنه حضارة بديلة و ليس بعدا من الحضارة الإنسانية يكمل أبعاد الاجتماع و الاقتصاد، و أنه بديل فقط عن المتقادم من الأديان المنزلة و الوضعية المزيفة.
    بقي العقل الضيق الذي يصطنعه العلماء المراجع من مجتهدي المذهب الواحد، الخطورة في العقل المذهبي ليس ضيقه بل لا بد أن يكون ضيقا حتى يصلح لتقييد المطلق، : "إذا حصرت لم تعلم، و إذا لم تحصر لم تعمل"،
    الاغترار حتى توهم الكمال،،،،
    هو سبب الحرب بين الأمم،، أو بين جماعات الأمة...
    سبب المشاكل بين جماعات الأمة الواحدة، يشبه سبب المشاكل بين أمم الاسلام والشرق و الغرب، هو القصور عن تمييز المكمل من البديل، و عن تمييز الحق من الباطل.
    تثور المشاكل بين الأمم و الحروب، عندما تتوهم أمة ما واتاها الزمان مدفوعة باغترارها، أن حضارتها الجزئية تختزل حضارة الانسان كلها، و يفوتها الانتباه العلم بأنها مبدعة في واحد فقط من مجالات الحضارة الإنسانية، و تعجز عن إدراك ضرورة اقتباس الحق الأصيل من منتجات سائر الحضارات حتى تكتمل حضارتها، فتقوم بتكميل حضارتها ببدائل باطلة مزيفة من انتاج تطفلها و تعبثها في غير مجالها الحيوي الخاص.
    و تثور المشاكل بين جماعات الأمة الواحدة و الحروب، عندما يتوهم كل طيف منها أنه يختزل كامل بياض الأمة، و ليس أنها كما هي حقيقة الواقع جزء مكمل لسائر أجزاء الامة، فيعامل إخوانه أن أنهم بدائل مزيفة باطلة، تهدد وجود الأمة المختزلة فيه.
    أي يرسخ في وهم الجماعة المتعصبة قناعة تفردها بالتزام الحق، و أن فقهائها المجتهدين وحدهم الموفقون إلى الصواب، أي أن اجتهاداتهم لا غير هي وحدها الملزمة للمسلم أن يعمل بها، حتى تبرأ ذمته المدينة من المشاغل الشرعية.
    المجال الثقافي الأممي الموحد،،،
    و جريمة محاولة المستحيل...
    و أخطر أسباب الفرقة في أمة الإسلام السطو على مجال الطاقة الأممي الموحد، و قسمته و توزيعه حسب منظور جاهلي مستصحب. و هي المغالطة العظمى التي ركبها المجوس لضرب الإسلام و أمه محمد صلى الله عليه و آله و سلم.
    مارتن لوثر بفعل أخلاقي لفق دينا، عندما جمع ما يستحيل جمعه أي التوراة و الانجيل في سجل واحد، ليوحد بني إسرائيل.
    بينما فقهاء الإسلام فعلوا المستحيل المعاكس، قسموا الاسلام ليفرقوا بني يعرب،....
    إشاعة تفرقع و تذبل ثم تعود للفرقعة، و هي الزعم بوجود قرآن فاطمة صلى الله عليها و سلم مواز لقرآن السنة، و لا يخفي الشيعة موقفهم بالغ السلبية من الخلفاء الراشدين، هل الدولة التي حكمها الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم أجمعين تخص السنة فقط، هل فقط أن نفعها السياسي عاد على جماعة السنة خاصة، لو أن الثورة المضادة للمرتدين انتصرت، أو تمكنت الممالك الثلاث الفرس و الروم و الحبش المحدقات بالدولة الوليدة من وأدها هل كان سيوجد فيما بعد و للآن مسلمون من اي لون سنة أو شيعة؟ و هل سلاطين الحجة أهل بيت خاتم الرسل صلوات الله عليهم و سلامة، هم مراجع عليا للشيعة فقط، كيف تمكن الفقهاء من قسمة ما يستحيل قسمته؟
    بلغ كيد الروافض للإسلام حتى لقد رفعوا من شأن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى رتبة النبوة، و أبلغوا السنة بغاية ما وصلوا إليه في هلوستهم الشيطانية، حتى النبوة حاولوا قسمتها و توزيعها بيننا و بينهم، و هي الخرافة التي صعقتني مرتين، مرة منذ أربعين سنة عندما قابلت إبن خالتي الغلام لأول مرة، و فوجئت به بشتم سيدنا أبا بكر الصديق، و عندما استنكرت عليه ذلك برر الشتم بأن الصديق ذبح النبي. في المرة الثانية ثارت مشكلة بين شخص فلسطيني كنت أحلق عنده و بين زوجته، فقال له عمه اللبناني "نبيكم ذبح نبينا".
    ما الحل كيف السبيل لتوحيد الاسلام،،،
    حتى يتحد العرب؟
    الفطنة تلحظ أن الخلاف بين السنة و الشيعة رغم شدته يبدو أنه سطحيا و عرضيا، كيف؟ هل يعتقد الشيعي يقينا أن سيدنا أبو بكر الصديق قد ذبح النبي، أم قوله هذا مجرد شتيمة كبيرة، لو كان الاعتقاد يقينا لا ظن فيه، فكيف يجيز لنفسه مصاهرة السني، او مناسبته؟.
    أرى الحل الأمثل هو شنق آية الله العظمى بجوار فضيلة الشيخ الأكبر في ساحة أكبر ميدان عربي. لا أدرى أيهما أوسع ساحة الشهداء ببيروت أم ميدان التحرير في القاهرة؟!
    الطريق لوحدة العرب،،،
    جمع شظايا الإسلام...
    و ليس بتبريد الأديان و تذويبها في موائع الجهل و الغفلة. نعم الشراب شراب العروبة، حليب أمنا العربية المشبع، ممزوجا بعسل الإسلام الشافي، فما حاجة العرب لإفساد هذا المزاج الكريم الطيب و المبارك بإضافة القطران و البول و سائر الأوساخ و النجاسات، بحجة الحفاظ على تماسك العرب مع شركائهم في استيطان البلاد العربية.
    فضاء إبداع العروبيين الصدق، و فضاء إقتباساتهم
    العروبة هوية العرب السنة، هوية لا يشوبها التداخل مع الغيرية العجمية، و الإسلام كله ماهية العرب، ماهية كاملة غير منقوصة، بسب استعمال الغربال الضيق العجمي، كل الاسلام غير منقوص هو وجه العرب و عنوانهم و موطنهم الثقافي، و القومية العربية دعوة لتنقية تاريخ الاسلام من المجوسيات، ليكون للعروبة تعريف مانع من الامتزاج مع غير قومية، و ليكون للإسلام تعريف جامع، مستقصى لجميع مكونات مجاله الموحد الثقافي من رسالة و ولاية و خلافة.
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الله واحد لا يقبل القسمة في معنى أو وهم أو واقع"، صحيح أن من أسماء الله تعالى الحسنى الحي و العالم و المريد و المقتدر، الخ. لكن الله سبحانه و تعالى كله حي، كله عالم كله مريد كله مقتدر، لا يتجزأ و لا يتبعض و لا يتفاوت في ذاته، و ليس كما المخلوق متجزئ إلى حدود كل حد مختص بصفة مختلفة.
    رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أهل بيته أزواجه خاصة عائشة و أم سلمة رضي الله عنهما، و آله و أصحابه خاصة الخلفاء أصل واحد غير قابل للقسمة و التوزيع، : "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"،
    من يريد التحزب الاسلام هو اللعين زعيم حزب لعين فلا يبحث عن زعيم لحزبه بين أصحاب النبي أو أهل بيته، فليس أحدهم يخص جماعة من المسلمين دون سائر الجماعات.
    أصل واحد هو للمسلم نسبه الإيماني و حسبه العلمي و نشبه السياسي.
    صحيح أن كل صفة من حياة و علم و إرادة و قدرة تتركز و تغلب على شخص أو أكثر من أشخاص المجال الثقافي الموحد، و أن هذا المجال متفاوت في ذاته، بمعنى أن أهل البيت أعلم، و أن صحابة الرسول أقدر، و أن الرسول آصل من الجميع، لكن كل من الرسول و الآل و الصحابة هو أصل جدير أن يفخر المسلم بالانتساب إليه و الانتماء، و مرشد هادي في التعلم و مقتدى في العمل الصالح.
    أما فضاء الاقتباس فيعني أن بضاعة العرب هي الدين و الشريعة، بمعنى إن الطبيب إبن النفيس و الرياضي إبن الهيثم مهما كانوا أبدعوا فهم في مجال الآخرين، و لا يجوز أن نفاخر أوروبا بهم، فخرنا محمد بن إدريس الشافعي و أمثاله الذين أبدعوا في التشريع، و صيانة الاعتقاد بالسلف كله، و بالتالي حفظ وحدة الاسلام.
    من هذه النقطة يصح الانطلاق لعروبة مثمرة غير عقيمة.
    نحن مرآتكم يا شيعة،،،
    أنظروا إليكم فينا تبصروا جنوكم...
    في القرن الميلادي الماضي اخترع الجاهليون العروبيون تناقضا عجيبا بين الاسلام و العروبة، كان لكي يكون المسلم قوميا جيدا، عليه إما أن يكون ملحدا أو مسلما سيئا، مسلما بالاسم فقط مهلهل الدين، حتى لا يستفز شقيقه العربي المسيحي، و حتى لا يبرر بتدينه المشروع الصهيوني.
    لهذا الدرك انحط أبوا العروبي الأجوف الغباء و الغفلة.
    في هذا القرن يضع الشيعة الإسلام مقابل العقل، لا شك أن أمة الاسلام مكشوفة بسبب ضعف معسكرها، لكن ما الحل؟ و كيف السبيل لاستنهاض الأمة و توكيد وجودها، لكن ما دور العرب في هذه المهمة الخطيرة، و هم بحكم أنهم مادة الاسلام الأولى و أن لغتهم وعاء كلام الله و رسوله و أهل بيته سلاطين العلم، و أنهم الأقدر من سائر الأمم على بدء الخلاص من وضع الاستضعاف، هم أول من يتوجب عليهم من المسلمين التصدر لهذه المهمة و التزعم.
    وضع زعيم الحزب القومي السوري انطون سعادة تصورا إقليميا يصلح الانطلاق منه لتحقيق معسكر إسلامي متحرر، بل إن العرب يعيشون تصور هذا الزعيم، و إن ببطء شديد. و مجلس تعاون الخليج العربي هو أنحج التطبيقات لهذه النظرة الإقليمية، و نظريا دول المغارب تسير على هذا التصور. أما الوضع في النيل فإنه يزداد سوءا بتفتت السودان بدل اتحاده مع مصر و ليبيا. و الوضع في إقليم الفرات يبدو أنه الأسوأ.
    لكن على كل حال، المعقول أن يتحد لبنان مع سوريا، و فلسطين مع الأردن و الكويت مع العراق، لكن ليس في الصور البشعة التي فرضت على الأقطار المستضعفة، مثل الطريقة المصرية التي جربت مع لبنان، لا شك إن لبنان أكبر كيانا و أعظم شانا من تنزيله إلى مستوى قرية في صعيد مصر ، يتحكم فيه المركز، فرئيس جمهوريته ما كان يجوز أن يعامل كعمدة طالب الرضا، و قائد جيشه ليس شيخ الخفر المهزأ. و الأبشع من هذه الوحدة هي الوحدة الاندماجية التي فرضها العراق على الكويت بعد اغتصابها، في مرحلة تالية يمكن تقوية مجالس التعاون الفراتي و الخليجي و المغاربي و النيلي تمهيدا لتصيير جامعة الدولة العربية حكومة اتحادية، و تطوير مؤتمر القمة ليكون هيئة مناسبة لمبايعة اصلح أعضاءه ملكا على جميع العرب، منوط استمراره في الحكم بصلاحيته و جدارته، و تطوير اتحاد البرلمانات العربية، لتمارس التشريع لصالح جملة العرب.
    أما غير المعقول فهو سير حزب الله اللبناني في مشروعه السياسي، الذي يزيد الاسلام تشوشا و العروبة تفككا، جيد خطته إنهاء الحالة الأمريكية الاسرائيلية في لبنان، فليس أحد في لبنان و لا غيره يرتضي لنفسه الاستضعاف، و أن يكون مطية للاستكبار، لكن المرحلة الآخرة من المشروع أي إخضاع لبنان لسلطة فقيه إيران السياسية بحجة أن هذا الفقيه أمره ملزم شرعا و طاعته مبرئة للذمة، بسبب أنه نائب سيدنا المهدي عليه السلام، هو مشروع لا يمكن أن يصدق عليه وصف الاسلامي، لأنه غير معقول. و إذا هو رغم أنه غير معقول استمر الحزب الاصرار و العناد على أنه مشروع الأمة الإسلامية، فمعنى هذا أن الاسلام نقيض العقل.
    في المقابل من يستطيع أن يمنع جماعة السنة في لبنان من التحرك لتجنيد مائة ألف شاب متحمس و متهور و طائش، لتنفيذ المرحلة التالية من المشروع الإسلامي، باعتبار أن المرحلة الأولى هي متحققة فعلا، أي ليخضعوا لبنان لحكم الصدر الأعظم الطيب رجب أردوغان، شاء من شاء و أبى من أبى، باعتبار أن رئيس جمهورية تركيا الاسلامية هو خليفة رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و كلمته نظام، و أمارة على وجود تكليف شرعي، لا تفرغ ذمة المسلم من المشاغل إلا بالسمع له و الطاعة.
    لم يكن السنة يوما جزء من حالة التحاق بالغرب، كما يتوهم الشيعة، لم يكن السنة يوما جزءا من الحالة الأمريكية أو الفرنسية، دائما كانوا جزئا من الحالة القومية العربية سورية أو مصرية أو سعودية، أما اتهامهم بأنهم جزء من الحالة الإسرائيلية فهو عهر موصوف.
    لكن تمييع الهوية و العمى عن مغايرة كيانها للآخرين بسبب الاشتراك معهم في ماهية ثقافية واحدة، لا يقل عيبا مشينا عن حالة الانبهار بالغرب ا لأمريكي الفرنسي، بسبب استمرار الحاجة للاقتباس منه في مجال علوم الطبيعة و فنونها.
    لكن هل يجوز قبل أن يتعلم الأعاجم العربية، أن يفكر العرب لا كيف يتبعوا إيران أو تركيا، بل كيف يعيدوا دعوتهما إلى الإسلام الصحيح بعد أن قد شوهاه، حديثا بنظام ولاية الفقيه، و قديما بنظام مفتي الديار.
    تتوفر في أكثر من بلد عربي واحد فرصة،،،
    للصعود إلى مستوى الإسلام الشريف...
    في لبنان و الكويت و البحرين، الخ. تتوفر فرصة ذهبية أمام الكرام و الأحرار بداهة و ليس الزعران، من أجل ترقية الفكر و و المشاعر و الوعي و الانتماء العاطفي إلى مستوى الإسلام الشريف، لا يجوز للمسلمين إنكار حال انحطاط المستوى الذي يعيشونه، لا احد من شيعة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و لا أحد من شيعة صحابته، و لا احد يعرف رسول الله صلى الله عليه و سلم، مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي هو كان مؤهل لمعرفة خاتم الرسل اكثر من أي مسلم يعيش الآن سواء معمم، أو تابع لمعمم، أو لا شأن له بالعمامات و العمى.
    طبعا توفر هذه الفرصة هو التنوع المذهبي، لكن يصعب على الفقهاء التلاقي بسبب تدني الحيوية عندهم، فهم يتحركوا كما لو أنهم جزر أرخبيل متناثر، مهمة الارتقاء الثقافي تتطلب اجتهاد العارفين من شعراء و فلاسفة : "لا يقر العارف على فقد شيء"، بينما الفقيه يصدق عليه قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَ كَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" و قوله عز و جل: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ # مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ # مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ".
    ترقية حال المسلمين فكرا و إرادة و خيالا و ممارسة باستمرار لتضييق المسافة المتراخية بين المسلمين و الاسلام، هي مهم العروبيين و هي مجال إبداعهم العميق، أما حصر الهم في التفصح و تنميق العبارة، فهو لهو و عبث طائش على سطح الماء و عند الشط.
    الدعوة السلمية،،، عقد العروبي المحظوظ بالاسلام مع شقيقه العربي غير المسلم
    و أما مهادنة غير المسلم فهي غش له، أشبه بطبيب جراح يكاد مريضه تنفجر الزائدة الدودية فيه لتقتله، و هو يمتنع عن فتح بطنه خجلا من أن يوصف بالوحشية، مهادنة المسلم و تخاذله خيانة للإنسانية عامة و للأمة خاصة و للعروبة على الأخص، باستبقاء الحضارة الإنسانية كالهضبة لا قمة لها، و حرمانها من الحالة الدينية غير المزيفة، لا يمكن تجاهل قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام"، و قوله عز و جل: "وَ مَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، و الشقيق الذي يعاند و يستمر في رفضه الأخوة، لا يترك قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "حمل الناس بالعنف على طاعة الله تعالى منتهى الرفق"، لكن قبل العنف أو الجهاد او الإرهاب الطيب، يتوجب تجربة طرائق الحكمة و الموعظة و الجدل الحسن.
    كيف يستقيم زعم العروبي حرصه على مصلحة شقيقه غير المسلم، و هو يغشه و يكتم عنه ما يعلم حارما إياه من التمتع بخير الدنيا و الآخرة، بحجة الحرص على الحرية و عدم التدخل في الخصوصيات الشخصية، الخ. هذا على افتراض أنه عروبي مثمر ينفع نفسه على الأقل، و ليس عروبي عقيم أجوف أو أسوأ صاحب جهل مركب من أكاذيب و أخطاء مستوردة من الغرب و الشرق و محلية الصنع في مستوعب لئيم.
    العروبة اليقظة لن ترحم،،، و توشك أن تقوم و تثأر...
    أية أقلية متطاولة لسانية أو معنوية تتجاوز حدها كبقية و جسر تواصل يمر عليه الوارد و الصادر، و تتشوف للمشاغبة على الذات العربية و تزاحمها في بلادها حيث فرصتها الوحيدة للمشاركة في الحضارة العالمية لتكميلها و الاكتمال باقتباس آثار الأمم.
    العروبة اليقظة لن ترحم، و كرد فعل حتمي ستبطش و تبطش بقسوة خاصة جنوب السودان الذي تمادى في المشاغبة على العروبة و إعاقتها.
    ...................................
    أبو رابعة محمد سعيد رجب عفارة
    لبنـــــــــان..... عودة العقل العربي الجبار
    الأربعاء 19#01#2010مــــــــــــ
    المرفقات
    عروبة بعض العرب،، لا مشروع أو أقل من مشروع فاشل.. Attachmentاللـه .gif
    لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
    (6 Ko) عدد مرات التنزيل 0

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 12:59 am