بسم الله الرحمن الرحيم
ذهب إلى الحرب أعزلا، إبن رشد
##ألقاب عظيمة و كنية و تأل على الله،
و هزيمة المنبهرين ضخمة و مستمرة##
يذكر شذاذ خير أمة أذناب الأمم إبن رشد مضخما، و قد اعتادوا على ترداد عبارات لازمه عند النقل عنه، ينحلونه الألقاب العظيمة، و ذكر كنيته و الزعم أن الله سبحانه و تعالى راض عنه أو يدعون له بذلك رغم معصيته الكبيرة و غفلته، يقولون قال الفقيه الأجلّ العالم المحصل أبو الوليد بن رشد رضي الله عنه، و مما نقلوا عنه مما يبين دنو همته و استسلامه لعدوه الثقافي قوله: الغرض في هذا القول تلخيص المعاني التي تضمنتها كتب أرسطو في صناعة المنطق و تحصيلها بحسب طاقتنا، و ذلك على عادتنا في سائر كتبه، و يلقبونه أيضا بالشارح الأعظم، بديهي لا يقصدون أنه شارح القرآن أو الحديث.
أراد إبن رشد تحصيل المنطق و هو الرأسمال الآلي النظري، يتوسل به العقل و القوى النظرية، عند النظر في مفردات علم ما من أجل تنظيمها. فكيف كان تدبير عقله؟ هجر المصادر الشرعية، و فيها هذا العلم صحيحا تاما، مجردا و مستعملا في تنظيم علوم شتى، و لجأ إلى علوم ناس لا تقاس بعلوم المسلمين، لا ليقوم بواجب الشهادة عليهم، بل لاتخاذ فلاسفتهم معلمين له.
##الفلاسفة يضعون شرط الصحة،
و يقصرون عن توفيره في تحديداتهم##
ما يلي معرفة الفلاسفة بالحيوان و الإنسان:: ................
حد الحيوان: جسم متغذ حساس
حد الانسان: حيوان ناطق
رغم أنهم شرطوا في صحة التعريف أن يكون جامعا مانعا، يفتقد هذا الشرط تحديدهم الحيوان أو الإنسان، يلحظ المطلع على علوم الاسلام بسهولة عجزهم عن استقصاء حقيقة الشيء المطلوب حده، كما لا يسلم الحد الذي صاغوه من دخول ما ليس منه.
الفقيه الأجل و العالم المحصل نراه متقبلا لهذه العلوم التي يعيبها الخلط و النقص، مأخوذا بها معجبا منبهرا، و السبب أنه ذهب إلى الحرب غافلا عما خص الله أمة المسلمين به من العلم الفائق، و هي حرب سواء أرادها حربا أو سلما، و لا يختلف وقوع أبدان المسلمين أسرى أيدي الأمم، عن انبهار عقولهم و ناطقاتهم بجهل الأمم، بل إن انبهار العقل شر من أسر البدن.
و إذا رأيت كتيبة خرساء #### يخشى الدارعون نزالها
كررت غير لابس جنـــــة #### تضرب معلــــما أبطالها
تضرب بسيف لا شك، أما إبن رشد فهو ذهبت به سذاجته إلى الحرب أعزلا، غير لابس جنة و لا ممتشقا سيفا و لا حتى عصا.
عطشان ذهب إلى ساقية متكدرة، و رغم ذلك تقبلها بالقناعة و الرضا، يصدق عليه المثل: "من لم يذق الكبد، يعجبه الطحال"
## فقط تحديدات أمير المؤمنين،
يتوفر فيها شروطهم##
حد الأمير الإنسان باسم مركب: "النفس الناطقة القدسية"
و حد الحيوان باسم مركب: "النفس الحسية الحيوانية"
• منع الأمير في حد الإنسان ذكر كلمة الحيوان، و جمع في حده جميع معانيه و هي النطق و القداسة.
• يخلو حد الحيوان من معنى يخص النبات مثل متغذ، و حد الحيوان يستقصي جميع معانيه، و أولها لا شك أنه حيوان، حد الحيوان بأنه متغذ حساس يطرح منه أول معانيه و هو أنه حيوان، أي قادر على النغو و المشي و التوضع.
##علوم الإسلام جامعة تستقصي حقائق التكوين##
إضافة إلى التسليح بمعرفة الحد الجامع المانع لحقيقة الشيء، يجمع الأمير مقدمة الحد ذكر بقية أجزاء التكوين، أي منشأ النفس، و الخاصيات، و القوى.
خاصيات النفس يجهلها الفلاسفة. و أيضا هم يجهلون قواها، أي قوى الانسان أو الشجرة، و لا يعلمون محل القلب أو الكبد من الأشياء الملحقة بتكوين الانسان، أما قوى الحيوان أي الحواس فهي من العلم الحاصل للأطفال.
بالإطلاع على أحاديث أهلية أخر، يمكن الربط بين خاصيات الشيء الحي، أي الانسان أو الحيوان أو الشجرة و بين أخلاقه من فضائل و رذائل، و يمكن معرفة الأخلاق الوضعية أي التي لها تعلق بشيئين معا أحدهما متغلب و الآخر منفعل له، مثل الحلم الذي هو خلق حيواني، يخص الحيوان الملحق بالانسان، بلحظ أن الغضب خاصية حيوانية، و الحيوان المستقل غير المسقوف بالانسانية لا يستطيع أن يكظم غيظه مهما اجتهد الانسان في ترويضه و استئناسه، لكن الحيوان الملحق بالتكوين الإنساني، يتأثر بحال الانسان المتعلم، قال الأمير عليه السلام: "ما أدل الحلم على العلم"، يمكن القياس عليه أن العفة أيضا، أي الشهوة الممسوكة دالة جيدة على العلم. قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "ليس الشديد بالصرعة، بل الشديد من يملك نفسه عند الغضب".
## ذنب العالم يربو بالوباء ينشره في اتباعه##
كيف يرضى الله عز و جل عن ضال مقلل حظ نفسه و كل من اتبعه، يذهب إلى الحرب غير لابس جنة و لا ممتشق سيفا و لا حتى عصا! يذهب آثما بسبب أن قصده و في نيته الاستسلام، و يرجع بإثم آخر هو الاعجاب بما دون ما خص الله به الأمة من العلم بكثير جدا، و لا يجمد حجم ذنبه، بسبب أنه مجاهر داع سواه من أغرار المسلمين إلى مشاركته وباء الإعجاب بتبن العدو.
##وصف الله في اليهود المضيعين
يصدق على أكثر المسلمين
من الجماعتين##
قال تعالى: "مثل الذي حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا"، و قال رسول الله محمد صلى الله عليه آله و سلم: "أهل بيتي معرفتهم تنقذ من النار، و حبهم فرض، و حبهم يدخل الجنة"، أهل البيت هم سلاطين العلم و حجج الله، من لا يعرف هذا عنهم، لا نصيب له في الاسلام. ثم إذا اشتغل في العلم، فهو مدع متطفل على العلم و العلماء.
و الذي ينحل أرسطو صفة المعلم الأول، و يسلبها عن رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم. لا يكون فقيها لا أجل و لا جليلا، و لا حتى صغيرا، و لا يستحق صفة العالم المحصل، بل و لا العويلم قليل التحصيل، إنما هو التلميذ الخائب المضيع.
و هذه الألقاب الضخمة تضلل عامة المسملين، و تنقل إليهم وباء الإنبهار بالسواقي ضئيلة الماء متعكرها.
##كيف للآن لا يزال مستمرا،
الجهل المركب##
لم يقصر السلف الصالح في تحقير إبن رشد و إبنه، لكن الغرب لمعوا اسمه و ضخموه، ليقنعوا مكابرتهم و اغتراهم بضلالهم، و بأنهم معلموا المسلمين و العرب الذين ينبوعهم القرآن الكريم و عيونهم أهل البيت ملوك العلم المعصومون.
##خذ العلم بالشيء جملة،
و اعتمد على نفسك في تفسيرها##
سأل سيدنا كميل بن زياد رضي الله عنه، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه أن يعرفه نفسه. قال الأمير عليه السلام: و أي الأنفس تريد أن أعرفك؟
كميل: يا مولاي هل هي إلا نفس واحدة ؟!
علـي: يا كميل إنما هي أربعة،
النامية النباتية و الحسية الحيوانية و الناطقة القدسية و الكلية الإلهية.
و لكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان.
فالنامية النباتية لها خمس قوى، ماسكة و جاذبة و هاضمة و دافعة و مربية و لها خاصيتان، الزيادة و النقصان، و انبعاثها من الكبد.
و الحسية الحيوانية لها خمس قوى، سمع و بصر و شم و ذوق و لمس، و لها خاصيتان، الشهوة و الغضب، و انبعاثها من القلب.
و الناطقة القدسية لها خمس قوى، عمل و ذكر و علم و فهم و نباهة، و ليس لها انبعاث، و هي أشبه الأشياء بالنفس الفلكية، ولها خاصيتان، النزاهة و الحكمة.
و الكلية الإلهية لها خمس قوى، بقاء في فناء، و نعيم في شقاء، و عز في ذل، و غنى في فقر، و صبر في بلاء. ولها خاصيتان الرضا و التسليم، و هذه التي مبدئها من الله و إليه تعود.
قال الله تعالى: "و نفخت فيه من روحي"،
و قال تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربكِ راضيةً مرضية".
و العقل في وسط الكل، حتى ما ينطق أحدكم كلمة إلا بعقل"
##إثارات مساعدة في تفسير الحديث##
• في التاريخ الطبيعي للنبات، ربما لاحظت عند السرخس مثلا، أن الشجرة مع ضخامة الساق و الأغصان و وضوح الأورق، ربما لا يكون أزهار لها، بل وسائل تكاثر فجة جدأ، و فيما بعد بدأت تزدهر الأشجار بالتدريج، كانت الزهرة كاملة تجمع الفرجين، ثم تفتقت على نفس البطن، ثم استقلت كل زهرة ببطن أي ساق و مجموعين جذري و خضري. و هو ما أجمله حد الشجرة المركب من اسمين هما نامية و نباتية الذي ذكره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه.
• حاول معرفة فضائل الانسان باعتبار خاصيتيه النزاهة و الحكمة؟
• حاول معرفة وظائف القوى الخمس للنفس النامية النباتية، مثلا ما سبب إحساس الانسان بالعطش و الجوع و الاختناق، و الرغبة في الزوج الآخر.
• حاول معرفة سبب تخلي بعض الناس عن أنفسهم و محاولتهم الانتحار بالرجوع إلى قوى النفس الكلية الإلهية.
• حاول معرفة نسبة ما في الثقافة الرسمية و الإعلام من تسلط مرجعه الدولة أي النفس الكلية الإلهية الجماعية، و نسبة ما في سياستها من سلطان الحجة أي مشاركة العقل.
• العقل يجيز و يوسع صدره، و النفس تحتج و تتشدد ممانعة مشنعة، و العقل ييسر حرية التعبير و النفس تتشدد و تلزم الصحافة و الخطباء و الكتاب بسياسة أو الأصح بهوى إعلامي، و العقل يتجمل بالاحتمال و النفس توجب و تفرض القناعات.
• قال الله تعالى: "و نفخت فيه من روحي"، هذا الحدث في رتبة الفرد له نظير اجتماعي، مثلا تفويض الخليفة هارون الرشيد أحد وزراءه، أي ندبه إلى القيام بمباشرة إجراءات أمر السلطان، بالنيابة عنه، و دون الرجوع إليه في كل كبيرة و صغيرة. السلطان هو روح الله، و رئيس الوزراء أو الوزير الأول المفوض هو المنفوخ، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "السلطان ظل الله في الأرض"، في السماء ظل الله هو الروح العامة، و هي تحت قهر أسماء الله الحسنى، كما أن الخليفة أو السلطان تبع للنبي المرسل.
التلميذ..............
محمد سعيد رجب عفارة
الإربعاء 17 03 2010
ذهب إلى الحرب أعزلا، إبن رشد
##ألقاب عظيمة و كنية و تأل على الله،
و هزيمة المنبهرين ضخمة و مستمرة##
يذكر شذاذ خير أمة أذناب الأمم إبن رشد مضخما، و قد اعتادوا على ترداد عبارات لازمه عند النقل عنه، ينحلونه الألقاب العظيمة، و ذكر كنيته و الزعم أن الله سبحانه و تعالى راض عنه أو يدعون له بذلك رغم معصيته الكبيرة و غفلته، يقولون قال الفقيه الأجلّ العالم المحصل أبو الوليد بن رشد رضي الله عنه، و مما نقلوا عنه مما يبين دنو همته و استسلامه لعدوه الثقافي قوله: الغرض في هذا القول تلخيص المعاني التي تضمنتها كتب أرسطو في صناعة المنطق و تحصيلها بحسب طاقتنا، و ذلك على عادتنا في سائر كتبه، و يلقبونه أيضا بالشارح الأعظم، بديهي لا يقصدون أنه شارح القرآن أو الحديث.
أراد إبن رشد تحصيل المنطق و هو الرأسمال الآلي النظري، يتوسل به العقل و القوى النظرية، عند النظر في مفردات علم ما من أجل تنظيمها. فكيف كان تدبير عقله؟ هجر المصادر الشرعية، و فيها هذا العلم صحيحا تاما، مجردا و مستعملا في تنظيم علوم شتى، و لجأ إلى علوم ناس لا تقاس بعلوم المسلمين، لا ليقوم بواجب الشهادة عليهم، بل لاتخاذ فلاسفتهم معلمين له.
##الفلاسفة يضعون شرط الصحة،
و يقصرون عن توفيره في تحديداتهم##
ما يلي معرفة الفلاسفة بالحيوان و الإنسان:: ................
حد الحيوان: جسم متغذ حساس
حد الانسان: حيوان ناطق
رغم أنهم شرطوا في صحة التعريف أن يكون جامعا مانعا، يفتقد هذا الشرط تحديدهم الحيوان أو الإنسان، يلحظ المطلع على علوم الاسلام بسهولة عجزهم عن استقصاء حقيقة الشيء المطلوب حده، كما لا يسلم الحد الذي صاغوه من دخول ما ليس منه.
الفقيه الأجل و العالم المحصل نراه متقبلا لهذه العلوم التي يعيبها الخلط و النقص، مأخوذا بها معجبا منبهرا، و السبب أنه ذهب إلى الحرب غافلا عما خص الله أمة المسلمين به من العلم الفائق، و هي حرب سواء أرادها حربا أو سلما، و لا يختلف وقوع أبدان المسلمين أسرى أيدي الأمم، عن انبهار عقولهم و ناطقاتهم بجهل الأمم، بل إن انبهار العقل شر من أسر البدن.
و إذا رأيت كتيبة خرساء #### يخشى الدارعون نزالها
كررت غير لابس جنـــــة #### تضرب معلــــما أبطالها
تضرب بسيف لا شك، أما إبن رشد فهو ذهبت به سذاجته إلى الحرب أعزلا، غير لابس جنة و لا ممتشقا سيفا و لا حتى عصا.
عطشان ذهب إلى ساقية متكدرة، و رغم ذلك تقبلها بالقناعة و الرضا، يصدق عليه المثل: "من لم يذق الكبد، يعجبه الطحال"
## فقط تحديدات أمير المؤمنين،
يتوفر فيها شروطهم##
حد الأمير الإنسان باسم مركب: "النفس الناطقة القدسية"
و حد الحيوان باسم مركب: "النفس الحسية الحيوانية"
• منع الأمير في حد الإنسان ذكر كلمة الحيوان، و جمع في حده جميع معانيه و هي النطق و القداسة.
• يخلو حد الحيوان من معنى يخص النبات مثل متغذ، و حد الحيوان يستقصي جميع معانيه، و أولها لا شك أنه حيوان، حد الحيوان بأنه متغذ حساس يطرح منه أول معانيه و هو أنه حيوان، أي قادر على النغو و المشي و التوضع.
##علوم الإسلام جامعة تستقصي حقائق التكوين##
إضافة إلى التسليح بمعرفة الحد الجامع المانع لحقيقة الشيء، يجمع الأمير مقدمة الحد ذكر بقية أجزاء التكوين، أي منشأ النفس، و الخاصيات، و القوى.
خاصيات النفس يجهلها الفلاسفة. و أيضا هم يجهلون قواها، أي قوى الانسان أو الشجرة، و لا يعلمون محل القلب أو الكبد من الأشياء الملحقة بتكوين الانسان، أما قوى الحيوان أي الحواس فهي من العلم الحاصل للأطفال.
بالإطلاع على أحاديث أهلية أخر، يمكن الربط بين خاصيات الشيء الحي، أي الانسان أو الحيوان أو الشجرة و بين أخلاقه من فضائل و رذائل، و يمكن معرفة الأخلاق الوضعية أي التي لها تعلق بشيئين معا أحدهما متغلب و الآخر منفعل له، مثل الحلم الذي هو خلق حيواني، يخص الحيوان الملحق بالانسان، بلحظ أن الغضب خاصية حيوانية، و الحيوان المستقل غير المسقوف بالانسانية لا يستطيع أن يكظم غيظه مهما اجتهد الانسان في ترويضه و استئناسه، لكن الحيوان الملحق بالتكوين الإنساني، يتأثر بحال الانسان المتعلم، قال الأمير عليه السلام: "ما أدل الحلم على العلم"، يمكن القياس عليه أن العفة أيضا، أي الشهوة الممسوكة دالة جيدة على العلم. قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "ليس الشديد بالصرعة، بل الشديد من يملك نفسه عند الغضب".
## ذنب العالم يربو بالوباء ينشره في اتباعه##
كيف يرضى الله عز و جل عن ضال مقلل حظ نفسه و كل من اتبعه، يذهب إلى الحرب غير لابس جنة و لا ممتشق سيفا و لا حتى عصا! يذهب آثما بسبب أن قصده و في نيته الاستسلام، و يرجع بإثم آخر هو الاعجاب بما دون ما خص الله به الأمة من العلم بكثير جدا، و لا يجمد حجم ذنبه، بسبب أنه مجاهر داع سواه من أغرار المسلمين إلى مشاركته وباء الإعجاب بتبن العدو.
##وصف الله في اليهود المضيعين
يصدق على أكثر المسلمين
من الجماعتين##
قال تعالى: "مثل الذي حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا"، و قال رسول الله محمد صلى الله عليه آله و سلم: "أهل بيتي معرفتهم تنقذ من النار، و حبهم فرض، و حبهم يدخل الجنة"، أهل البيت هم سلاطين العلم و حجج الله، من لا يعرف هذا عنهم، لا نصيب له في الاسلام. ثم إذا اشتغل في العلم، فهو مدع متطفل على العلم و العلماء.
و الذي ينحل أرسطو صفة المعلم الأول، و يسلبها عن رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم. لا يكون فقيها لا أجل و لا جليلا، و لا حتى صغيرا، و لا يستحق صفة العالم المحصل، بل و لا العويلم قليل التحصيل، إنما هو التلميذ الخائب المضيع.
و هذه الألقاب الضخمة تضلل عامة المسملين، و تنقل إليهم وباء الإنبهار بالسواقي ضئيلة الماء متعكرها.
##كيف للآن لا يزال مستمرا،
الجهل المركب##
لم يقصر السلف الصالح في تحقير إبن رشد و إبنه، لكن الغرب لمعوا اسمه و ضخموه، ليقنعوا مكابرتهم و اغتراهم بضلالهم، و بأنهم معلموا المسلمين و العرب الذين ينبوعهم القرآن الكريم و عيونهم أهل البيت ملوك العلم المعصومون.
##خذ العلم بالشيء جملة،
و اعتمد على نفسك في تفسيرها##
سأل سيدنا كميل بن زياد رضي الله عنه، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه أن يعرفه نفسه. قال الأمير عليه السلام: و أي الأنفس تريد أن أعرفك؟
كميل: يا مولاي هل هي إلا نفس واحدة ؟!
علـي: يا كميل إنما هي أربعة،
النامية النباتية و الحسية الحيوانية و الناطقة القدسية و الكلية الإلهية.
و لكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان.
فالنامية النباتية لها خمس قوى، ماسكة و جاذبة و هاضمة و دافعة و مربية و لها خاصيتان، الزيادة و النقصان، و انبعاثها من الكبد.
و الحسية الحيوانية لها خمس قوى، سمع و بصر و شم و ذوق و لمس، و لها خاصيتان، الشهوة و الغضب، و انبعاثها من القلب.
و الناطقة القدسية لها خمس قوى، عمل و ذكر و علم و فهم و نباهة، و ليس لها انبعاث، و هي أشبه الأشياء بالنفس الفلكية، ولها خاصيتان، النزاهة و الحكمة.
و الكلية الإلهية لها خمس قوى، بقاء في فناء، و نعيم في شقاء، و عز في ذل، و غنى في فقر، و صبر في بلاء. ولها خاصيتان الرضا و التسليم، و هذه التي مبدئها من الله و إليه تعود.
قال الله تعالى: "و نفخت فيه من روحي"،
و قال تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربكِ راضيةً مرضية".
و العقل في وسط الكل، حتى ما ينطق أحدكم كلمة إلا بعقل"
##إثارات مساعدة في تفسير الحديث##
• في التاريخ الطبيعي للنبات، ربما لاحظت عند السرخس مثلا، أن الشجرة مع ضخامة الساق و الأغصان و وضوح الأورق، ربما لا يكون أزهار لها، بل وسائل تكاثر فجة جدأ، و فيما بعد بدأت تزدهر الأشجار بالتدريج، كانت الزهرة كاملة تجمع الفرجين، ثم تفتقت على نفس البطن، ثم استقلت كل زهرة ببطن أي ساق و مجموعين جذري و خضري. و هو ما أجمله حد الشجرة المركب من اسمين هما نامية و نباتية الذي ذكره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه.
• حاول معرفة فضائل الانسان باعتبار خاصيتيه النزاهة و الحكمة؟
• حاول معرفة وظائف القوى الخمس للنفس النامية النباتية، مثلا ما سبب إحساس الانسان بالعطش و الجوع و الاختناق، و الرغبة في الزوج الآخر.
• حاول معرفة سبب تخلي بعض الناس عن أنفسهم و محاولتهم الانتحار بالرجوع إلى قوى النفس الكلية الإلهية.
• حاول معرفة نسبة ما في الثقافة الرسمية و الإعلام من تسلط مرجعه الدولة أي النفس الكلية الإلهية الجماعية، و نسبة ما في سياستها من سلطان الحجة أي مشاركة العقل.
• العقل يجيز و يوسع صدره، و النفس تحتج و تتشدد ممانعة مشنعة، و العقل ييسر حرية التعبير و النفس تتشدد و تلزم الصحافة و الخطباء و الكتاب بسياسة أو الأصح بهوى إعلامي، و العقل يتجمل بالاحتمال و النفس توجب و تفرض القناعات.
• قال الله تعالى: "و نفخت فيه من روحي"، هذا الحدث في رتبة الفرد له نظير اجتماعي، مثلا تفويض الخليفة هارون الرشيد أحد وزراءه، أي ندبه إلى القيام بمباشرة إجراءات أمر السلطان، بالنيابة عنه، و دون الرجوع إليه في كل كبيرة و صغيرة. السلطان هو روح الله، و رئيس الوزراء أو الوزير الأول المفوض هو المنفوخ، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "السلطان ظل الله في الأرض"، في السماء ظل الله هو الروح العامة، و هي تحت قهر أسماء الله الحسنى، كما أن الخليفة أو السلطان تبع للنبي المرسل.
التلميذ..............
محمد سعيد رجب عفارة
الإربعاء 17 03 2010
