ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    حتى تحيا، إفهم الإسلام كله.

    avatar
    محمد عفارة
    أصدقاء الموقع
    أصدقاء الموقع


    حتى تحيا، إفهم الإسلام كله. M2
    الدولة : لبنان
    رقم العضوية: : 15
    عدد المساهمات : 75
    عدد النقاط : 193
    المهنة : طول عمري و أنا أعمل في مهن لا تتناسب مع استعدادي و لا تحصيلي العلمي، الآن مسماي الوظيفي حارس، لكن أقوم بالأعمال المكتبية المختلفة
    تاريخ التسجيل : 26/02/2010

    حتى تحيا، إفهم الإسلام كله. 1210

    تعالو حتى تحيا، إفهم الإسلام كله.

    مُساهمة من طرف محمد عفارة السبت أغسطس 14, 2010 1:04 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الجدارة و الغنى:
    قاعدة أصولية
    في المنطوق و المفهوم.
    من شأنها رفع خلاف كبير بين المسلمين.
    إخواني المسلمون،
    السلام عليكم و بعد،
    أفتتح خطابي بالحمد لله رب العالمين، الذي جعل الناس أمما و شعوبا، و جعل الزمان أوقاتا، و المكان مواقعا، قال تعالى: "وَ لاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَ أَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ # إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَ تِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَ يَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَ اللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"، فشابهت الأوقات الأوطان، ما ناسب منها حقيقة أمة نهضت، و ما وافق منها معدن شعب إنتعش وساد، و الحمد لله الذي أطلع فجر الخلافة الآخرة، و ختم أوقاتها بالوقت المناسب للعرب، و هذا توقع بوشيك انتعاشهم و نهضتهم إن شاء الله تعالى.
    ثم بالصلاة على ممد الهمم، من خزائن الجود والكرم، بالقيل الأقوم، خاتم الرسل محمد و على آله و سلم.
    قال تعالى: "......# و قرن في بيوتكن، و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، و أقمن الصلاة، و آتين الزكاة، و أطعن الله و رسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا.#....."
    صدر الآية الكريمة تفسيره ليس مثار اختلاف كبير بين المسلمين:-
    قوله تعالى: "و قرن في بيوتكن"،
    الواو للنسق يفيد متابعة سوق نفس الحرف من الكلام، و ظاهر الخطاب "قرن في بيوتكن" أنه تكليف لكنه أيضا يشير إلى معنى جانبي و هو صعوبة أو تعذر شعور المرأة بالإستقرار و سكون النفس خارج البيت.
    قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "صلاة المرأة في دارها خير لها من صلاتها في المسجد، و صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في دارها، و صلاتها قرب مخدعها خير لها من صلاتها في بيتها"

    قوله تعالى: "تبرج الجاهلية الأولى"،
    التبرج معروف، و وصف المعروف غرضه التوضيح، بداهة يفترض بالوصف أن يكون واضحا حتى يمكن استعمال في توضيح الموصوف، و إذا صرفت أولية الجاهلية إلى زمن بعيد جدا أي قبل سيدنا نوح أو إبراهيم أو حتى زمن قريب أي قبل سيدنا المسيح عليهم السلام، لم يخدم الوصف غرض التوضيح، فهذه جاهليات مجهولات لنساء النبي رضي الله عنهن، و المعروف لهن فقط هو الجاهلية التي قبل الإسلام مباشرة و المصاحبة له، فهي الجاهلية الأولى، و وصفها بالأولى إشارة إلى أنه ستكون مستقبلا جاهلية آخرة، و هي المسماة بأسماء شتى، مثل العلمانية و المدنية و الحرية الشخصية و الحداثة و العصرية، و الأناقة، و الموضة، الخ. العلمانية هي الجاهلية الآخرة، و الجاهلية الأولى هي التي محاها خاتم الرسل. الصفتة أولى أو آخرة مقيدة إلى الإسلام المحمدي، و ليس تائهة على طريق تاريخ الدين كله، بهذه الطريقة فسر النبي صلى الله عليه و آله و سلم قوله تعالى: "وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ # أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ # فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ # ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ # وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ"، قال: "الجماعتان من أمتي"
    قوله تعالى: "و أقمن الصلاة، و آتين الزكاة، و أطعن الله و رسوله،"، معلوم أن هذه الأوامر منزلة سابقا و مكلف بها جميع المسلمين، و تكرارها في معرض مخاطبة نساء النبي للتنويه بفضلهن رضي الله عنهن و تعظيما لشأنهن.
    تفسير الكلام موضع الإختلاف و الخلاف في تفسيره، و هو عجز الآية الكريمة:-
    قوله تعالى: "إنما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ و يطهركم تطهيرا"
    تفسير العبارة عجز الآية من وجه نظر السنة:-
    أي: يا أهل البيت، و فيه دليل على أن نساءه من أهل بيته.
    و لا يناسب صدر الآية و الآيات قبلها و ما بعدها، تخصيص أهل البيت بفاطمة و علي و ابنيهما عليهم السلام، لما روى أنه - عليه الصلاة و السلام - خرج ذات غدوة عليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاءت فاطمة، فأدخلها، ثم جاء علىّ، فأدخله فيه، ثم جاء الحسن و الحسين، فأدخلهما فيه، فقال: «اللهم هؤلاء هم أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ...»،
    و الرجس: كل ما يدنس، من ذنب، أو عيب، وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً من نجاسات الآثام و العيوب، و هو كالتعليل لما قبله أو هو عنوان للسياق كله، استعار للذنب الرجس، و للتقوى الطهر.
    قوله تعالى: "عَنْكُمُ" ليس حجة في صرف عجز الآية عن نساء النبي رضي الله عنهن. و الدليل قوله تعالى: " إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ"، و لم يكن مع سيدنا موسى عليه السلام غير إمرأته.
    و السبب في استعمال سيدنا موسى عليه السلام الضمير "كم" في مخاطبة الأنثى الوحيدة أنه "كم" هو ضمير المخاطب من الناس الأصلى، شرط أن يكونوا معروفين نوعا و عددا، أما ضمائر المفرد و المثنى و التأنيث، فهذه تستعمل عندما يكون المخاطب من الناس مجهولا نوعه و عدده لغرض تمييزه. أي إن الضمير "كم" ليس دائما دال على الجماعة و الذكورة معا! فقط يدل عليهما عندما يكون المخاطب من الناس جماعة ذكور، لكنهم مجهولين للناس كونهم جماعة من الذكور من أجل تمييزهم.
    تفسير العبارة عجز الآية من وجهة نظر الشيعة:-
    العبارة عجز الآية نسق إلتفات، أي هي مستقلة عن السياق كله الصدر و ما قبل الآية و ما بعدها، بدليل المناسبة، و هي دعاء الرسول الله ربه لأصحاب الكساء أهل بيته إبنته و زوجها و إبنيها الحسنين، عليهم السلام أن يذهب عنهم الرجس و يطهرهم تطهيرا، لذا ليس يستقيم شرعا أو عقلا غير هذا التفسير، لأنه يلزم عن هذا الغير الزعم أن الله سبحانه و تعالى يخذل نبيه حبيبه في أعز أمانيه.
    تفسير الشافعية للعبارة عجز الآية:-
    تمهيد:-
    قال تعالى: "إن الله اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين"
    ملحوظ في هذه الآية الكريمة ترك ذكر محمد أو آل محمد، أراح الروافض من الشيعة عقولهم و سمحوا لأنفسهم بالتمادي في سوء الظن و الإفتراء على المسلمين فزعموا أن النواصب بدلوا آل محمد بآل عمران.
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم ا لله وجهه و رضي عنه: "إذا ثبت الإخاء سمج الثناء"، و قال عليه السلام: "أقبح من العي، زيادة الكلام عن موضع الحاجة".
    مما تقدم يتبين أنه لو أمكن التواصل مباشرة بين الناس لقبح الكلام كله، قال الأمير عليه السلام: "الألفاط قوالب المعاني"، أي الكلام وسيلة لغاية هي نقل المعاني من أفكار و تخيلات، فإذا ثبت أن هذه المعاني حاصلة عند المخاطب كان إحداث الكلام من المتكلم عيبا يشينه، لأنه يكون عبث منه لا يزيد المخاطب معرفة.
    قال تعالى بخصوص سيدنا آدم عليه السلام: " فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَ طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ عَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى"
    قال تعالى بخصوص سيدنا نوح عليه السلام: "وَ قَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا" أي رغم طول مدة الدعوة أخفق في إقناع جميع قومه بما يعتقد، بل دعا عليهم بالموت بعد أن يأس من استجابتهم.
    قال تعالى بخصوص آل عمران عليهم السلام: " وَ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَ يَعْقُوبَ نَافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ "
    و هذه الآيات الكريمات مما يمكن أن يحتج به الناس في صرف الأفضلية عن المذكورين، لو تركوا لقياس عقولهم، في تعيين من يتصدر المصطفين من المرسلين و الآل.
    بينما الناس المسلمون متفقون على تعيين من يتصدر المصطفين من الرسل و الآل، و ليس أحدا يتوقع منه أحد أن يصرف الصدارة عن محمد و اهل بيته الطيببين الأطهار سلاطين العلماء الراسخون في العلم، صلوات الله عليهم و سلامه.
    الخلاصة:-
    يمكن مما تقدم استنتاج قاعدة أصولية، ليست جديدة تماما، بل هي قريبة من قاعدة فحوى الخطاب، أو المفهوم من باب أولى أو القياس الجلي التي أسسها سيدنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه عندما شطر الخطاب إلى منطوق و مفهوم، و قسم المفهوم إلى ثلاثة طبقات دليل الخطاب و لحنه و فحواه.
    مثال:- قال تعالى: "أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا"
    بداهة يستبعد عقلا أن يؤتون الأكثر من نقير، لأنه أصعب عليهم، و هو علم يفرض نفسه على العقل إستنتاجه، لذا يكون من العبث نشره. و هذا الفهم الاضطراري للأولى بالعلم هو فحوى الخطاب.
    قاعدة الجدارة و الغنى: يترك ذكر الغني عن الذكر من ذات أو معنى أو فعل، بسبب إمكانية العلم به اضطرارا، متى توفر العلم بما هو جدير بالذكر الذي يقل عنه أهمية.
    تفسير عجز الآية الكريمة بإعمال قاعدة الجدارة و الغنى:-
    قال تعالى: "......# و قرن في بيوتكن، و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، و أقمن الصلاة، و آتين الزكاة، و أطعن الله و رسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا.#....."
    بادئ ذي بدء لا يجوز قتل الآية الكريمة بفصل جزء منها، بل قتل السياق كله بقطع رأسه، بدعوى الالتفات الإلهي عند ذروة السياق حيث المذكور في عجز الآية هو عنوانها و عنوان الخطاب كله و مضمونه.
    إذا لم يكن مراد الله تعالى من كل هذا الخطاب المشحون بالأوامر و النواهي و الوعظ بالترغيب و الترهيب و الموجه خصيصا إلى أمهات المؤمنين تطهيرهن و إذهاب الرجس عنهن، فما هو مراد الله إذن من الخطاب، و أي عنوان آخر مناسب لهذا الخطاب غير إرادة الله تطهير نساء النبي و إذهاب الرجس عنهن.
    و قد لحظ سيدنا الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قدس الله سره أن مطلق التركيب يكون على صورة من أربع رتب، مثلا في العدد هذه الرتب الأربع هي الآحاد و العشرات و المئات و الآلاف، في الإنشاء هذه الرتب الأربع هي المفرد، و الجملة، و الفقرة و المؤلف.
    لا يمكن إنكار وجود الإلتفات كواحد من أساليب العرب في الكلام، أي الخروج من السياق ثم العودة إليه، لكن لا يستقيم إدراج جزء من السياق في طبقة الالتفات، خاصة الجزء الأهم أي عنوان السياق و رأسه و مضمونه.
    قال تعالى: " وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ"، واضح أن كلمة ساعة من الكلام المشترك، و هنا أعطت إثنان من معانيها، أعطت معنى مختلف في كل استعمال، السؤال الكلمة المشترك هل يمكن أن تعطي أكثر من معنى في الإستعمال الواحد، أي هل يوجد مشترك راشق، يمكن يعطي أكثر من معنى دفعة واحدة؟؟
    قال تعالى: "و النجم و الشجر يسجدان"، كلمة النجم مشترك موضوع ليشير إلى النبات عديم الساق، و أيضا إلى الشموس، رغم أن جملة العبارة تنصر معنى النبات عديم الساق، لكن ليس ما يمنع الفهم أن الشموس تسجد لله أيضا، و أن الله سبحانه و تعالى يخبرنا بذلك.
    الاستنتاج:- المفرد من الكلام من جنس المشترك، المستعمل في العبارة مرة واحدة، ليس بالضرورة حصره و قصره على إفادة أحد معانيه فقط، يخرج من القول مرة واحدة أن المشترك المستعمل مرة أخرى بذاته أو بضميره لا خلاف في إمكانية استفادة المعنى المزاحم للمعنى المستفاد أولا، بالاستعمال الثاني.
    أهل البيت من جنس المشترك الراشق، أي المتصاحبة معانيه، غير المتزاحمة المتطاردة المتنافية، فما المانع أن يستفيد القارئ المعنيين الإثنين معا، المعنى الذي ينصره السياق و المعنى الذي ينصره الموقف، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "لا خير في قراءة لا تدبر فيها"، بداهة شر من قراءة لا يصحبها تدبر العقل، قراءة يصحبها هوى متحيز يريد أسقاط جهله على القرآن بدل أن يذهب إلى القرآن تلميذا متعلما مستزيدا من االعلم.
    منطوق عجز الآية يفيد أن نساء النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هن أمهات المؤمنين رضي عنهن، أنهن هن المقصودات بكلمة أهل البيت، و هن جديرات بالذكر و محتاجات إلى تخصيصهم بالمنطوق، بدليل أن المنافقين لم يتورعوا عن قذف بعضهم، رغم انتفاء السند الشرعي و هو توفر شهود أربع، يشهدون معا بحدوث واقعة الفاحشة، بينما بنت الرسول و أخيه و إبنيه الحسنين صلوات الله عليهم و سلامه هم فوق الشبهات، فهم لذلك أغنياء عن الذكر، بسبب حصول العلم لجميع المسلمين أنهم الأولى بتوجه الإرادة الإلهية نحوهم بالتطهير و هو مفهوم الآية الذي تنصره مناسبة دعاء النبي لأهل الكساء.
    التلميذ.................
    محمد سعيد رجب عفارة
    lebanese.hi.tangram.16@hotmail.com
    19\07\2010 مـ












      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 01, 2024 5:30 pm