من مدونة عصفور المدينة أنقل لكم
رينيه بينياس - درس في المطالبة بالحقوق
قصة مزارعي سوميلاو Sumilao في جنوب الفلبين مليئة بالدروس
ففي ديسمبر 2007 وصل 55 مزارعا من سوميلا إلى العاصمة مانيلا سيرا على الأقدام بعد شهرين من المشي المتواصل ولمسافة 1700 كيلومتر للمطالبة بإيقاف تحويل أراضيهم إلى مزرعة للخنازير
القضية تبدأ في عام 1990 عندما تقرر هيئة الإصلاح الزراعي إعادة الأرض (144 هكتار) للمزارعين الأصليين ولكنها تؤجل التنفيذ لارتباط الأرض بعقد استزراع مع شركة لمدة عشر سنوات
في 1994 ينتهي العقد وتقرر هيئة الإصلاح الزراعي إعادة الأرض للفلاحين وأصدرت عقود تمليك ل 137 مزارع في سبتمبر 1995
في 1996 أصدر نائب الرئيس قرارا بتحويل المنطقة من منطقة زراعية إلى منطقة زارعية صناعية وهو ما يعد توجها واضحا لخدمة رجال الأعمال النافذين
وفي سياق ذلك أعلنت الأسرة الإقطاعية المالكة للأرض أنها تخطط لإنشاء أكاديمية ومركز ثقافي ومتحف ومكتبة وملعب جولف ومنتجع وفندق ومشاريع أخرى
في 1997 بدأ 15 فلاحا إضرابا عن الطعام استمر 28 يوما أمام مكتب هيئة الإصلاح الزراعي
على إثر هذا الإضراب أصدر الرئيس فيديل راموس قرار بتخصيص التحويل فقط على 44 هكتار وإبقاء 100 هكتار للفلاحين كأرض زراعية
وقام الملأ رجال الأعمال برفع قضية ضد قرار الرئيس وقامت المحكمة العليا في 1999 بإلغاء قرار الرئيس وإنفاذ قرار نائب الرئيس وإلغاء عقود التمليك التي أصدرتها هيئة الإصلاح الزراعي
كان قرار الإقطاع يقتضي على رجال الأعمال أن يقوموا بتنفيذ خطتهم لتحديث المنطقة في 5 سنوات
في إبريل 1999 انتحر أحد المشاركين في الإضراب عن الطعام السابق احتجاجا على قرار المحكمة العليا
وتمر السنون والأرض عاطلة لم تستخدم وفي 2002 يبيع الإقطاعيون جزءا من الأرض لشركة كبرى
في 2004 يرفع الفلاحون عريضة شكوى يطالبون فيها باستعادة أراضيهم التي مر خمس سنوات وهي معطلة والتي لم ينفذ أي من المشروعات المخططة ولا حتى ملعب الجولف
في 2006 تقدم الشركة الكبرى التي اشترت جزءا من الأرض قدمت اقتراحا بتعديل الخطة لتحويل الأرض إلى منطقة زراعية وصناعية والمقترح الجديد هو تحويلها إلى مزرعة خنازير
في 2006 رفضت هيئة الإصلاح الزراعي عريضة الفلاحين بدعوى أن الموضوع يتبع مكتب الرئيس والذي أصدر قرار التحويل
في نوفمبر 2006 تصدر هيئة الإصلاح الزراعي موافقة على تحويل الأرض لمزرعة خنازير وتوضح أن تحويلها يتسق مع القرار الصادر بتحيول الأرض لمنطقة صناعية زراعية
وفي نفس الشهر يقدم المزارعون عريضة لمكتب الرئيس مطالبين بإلغاء قرار التحويل
وبعدها بعام وفي أكتوبر 2007 يرفض مكتب الرئيس العريضة
في 10 أكتوبر 2007 يبدأ المزارعون مسيرة (على الأقدام) من أرضهم متجهين إلى مانيلا ولمسافة 1700 (ألف وسبعمائة) خلال 13 مقاطعة ومخططين للوصول إلى مانيلا في اليوم العالمي لحقوق الانسان 11 ديسمبر
وفي أثناء سيرهم ومعاناتهم كانوا يتساقطون وتتقطع أقدامهم حتى سقطت الطبيبة المرافقة لهم وأيضا واصلوا السير وكان من يتساقط يحملوه حتى يواصلوا سيرهم المخطط له في اليوم وكان الناس على الطريق يتعاطفون معهم بل وينضمون إليهم ويقدمون لهم الطعام والمعونة
وفي 16 نوفمبر يحيل مكتب الرئيسة القضية إلى هيئة الإصلاح الزراعي بحجة أن لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع القضية
وفي 3 ديسمبر 2007 يصل المزارعون إلى مانيلا العاصمة ويبدؤون في الالتقاء بالشخصيات المؤثرة ونشر قضيتهم
ويقومون بمظاهرة كبرى أمام الشركة الكبرى التي تستحوذ على الأرض وحولتها إلى مزرعة خنازير
وهنا تظهر القدرة القانونية لهيئة الإصلاح الزراعي حيث قرر الأخصائيون القانونيون أن المالك الجديد لا يلتزم بتلك الخطة التي التزم بها المالك القديم (ملاعب الجولف) وأن فترة الخمس سنوات الملزمة تبدأ فقط في 2004 حين صدور الأوراق الرسمية والتي تأخرت خمس سنوات !!!
في 6 ديسمبر اعتصم المزارعون وأنصارهم الذين ازداد عددهم حول المجلس النيابي
وعند مقابلة الرئيسة منحتهم الرئيسة 50 هكتارا فقط من الأرض وعادوا لاستلامها ولما لم ينفذ حراسها قاموا باقتناصها عنوة وقطع الأسلاك الشائكة وهذه لحظة دخولهم بعد 12 عاما من الكفاح
لم يعتبر الفلاحون أن نضالهم قد انتهى بهذه الترضية ولكنهم استمروا
في 22 مارس 2008 وافقت الشركة المستولية على الأرض على إعادتها إلى الفلاحين بعيدا عن المحاكم عن طريق عقد شراء تطوعي
لم يتحول رينيه بينياس زعيم الفلاحين إلى مذيع بإحدى القنوات أو عضوا في مجلس الشعب أو وزيرا للقوى العاملة أو اكتفى بحملة على الانترنت بعنوان "الأرض للإنسان لا للخنزير" ولكنه قاد تلك الحملة على الأرض واستمر مناضلا لقضايا الفلاحين حتى قتل .. قتل زعيم الفلاحين وداعية السلام وحقوق المزارعين عن عمر 51 عاما في كمين برصاص غادر في قلبه أثناء عودته لمنزله يوم 6-6-2009
لمتابعة المدونة :
http://ctybrd.blogspot.com
[/right]