السلام علـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيكم ورحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الله تعالــــــــــــــــى وبركـــــــــــــــــــــــــــاته
وكاول موضوع واول مشاركة في القسم السياسي و في خضم ما حدث وما يحدث على الساحة السياسية العربية لم اجد ردا احسن ولا اسلوبا افضل ولا مقالا احسن لهم من بضع سطور لاحد اعمدة ورموز بلدي..........
.........اسمحوا لنا حين سميناكم اعضاء ولم نسمكم نوابا فاننا ممن لا يكذب على الحقيقية...
.وكل عاقل يعرف الوسيلة التى تذرعتكم بها الى هذا المنصب..نسنحي ان نسميكم نوابا بمعنى النيابة الذي يعرفه الناس....وانما انتم اعضاء تالف منها هيكل غير متجانس الاجزاء لا يجمع بينها الا معنى بعيد....وعامل غريب...ومصلحة ليس لكم ولا للامة منها شىء...
وانما انتم موظفون لكم من النيابة لفظها وحروفها ولكم من الوظيفة معناها وحقيقتها........ومادامت الانتخابات بالعصي..فابشروابطول البقاء في هذه الكراسي
النيابة وكالة عن جمهور والشرط في الموكل ان يكون حرا مختارا مطلق التصرف.....ولا اجرح عواطفكم بذكر شروط الوكيل...فليت شعري اذا قال النواب الاحرار...نحن وكلاء الامة..ونحن اختارتنا الامة.....فماذا تقولون ؟.....
ان لكل عيب سترا يغطيه..وقد ستروكم بكلمة ....فما زاد العيب الا افتضاحا لان هذه الكلمة قد وضعت في غير محلها.
ان من المناظر التي تثير العبر وتسيل العبرات في هذه الانتخابات ..حينما يدخل الاوروبي منشرح الصدر باسم الثغر حر التصرف مطلق الارادة والاختيار فيعطى ورقته لمن يشاء..معتقدا انه ادى شهادة خالصة للحق لم يراع فيها الا مصلحة جنسه ورضى ضميره
يدخل العربي خائفا وجلا منزعجا مسلوب الادارة والحرية لا يرى حوله الا ارهابا واسلحة ولسانا تتوعد وايديا تتهدد واعينا ترمي بالشرر..ويعطى ورقته لمن يراد منه لا لمن يريد...
ان من يرى هذا المنظر لا يعجب اذا راى بعذ ذلك ان الفائزين في الصندوق الاول ""الاوروبي"" نواب وان اختلفوا في المبادىء...وان الفائزين في الصندوق الثاني نوائب....
لا نطالبكم بما هو خارج عن نصوص الدستور فما انتم لذلك باهل.....وما نحن بالذين نكلفكم الشطط ..او نطالبكم بما ليس في الطاقة...وانتم رجال للوطن عليكم حق الابوة وللامة عليكم حق الامومة فهل انتم عارفون بحقوق الابوين؟؟؟؟؟../>
ان من لم يكن منكم عالما لن يخطئه ان يكون عاقلا...ومهما بلغتم من المكانة عند انفسكم.....او بلغ بكم الحظ عند غيركم..فلن تستغنوا عن وعظ واعظ..ونصيحة ناصح......
ولو شئنا ان نلقنكم درسا مختصرا في معنى الشرف والرجولة لقلنا لكم :
انه لا شرف في الوصول لما وصلتم اليه بمثل هذه الوسائل التى وصلتم بها .....ولكن زماننا املك باحوالنا.....وان احوالنا اشبه ببعضنا من الغراب بالغراب
فلا نستنكر على من فرض الدستور ان يفرض رجاله ...ولا على من ضيق نصوصه ان يضيق مجاله ..ولا على من استعمل الاكراه في الدين ان يستعمل الاكراه في الدنيا
فقبل النيابة كانت الامامة..وقبل جحا كان ابو دلامة....ولعلكم تعلمون ماورد في من ام قوما وهم له كارهون..وعلى الائتمام به مكرهون..
ان هذا كله لا يمنعنا من تادية مافي ذمننا من واجب النصيحة فاذكروا قبل كل شىء ان ""الاصوات"" التى وصلتم بها الى هذه المقاعد هي اصوات اخوانكم المسلمين
تقولون انها جاءت عفوا من غير ظلم وتقول الحقيقة انها كانت عدوا بغير علم.....
فكل جنس الزم طائره في عنقه ولو ان احب الناس فيكم واحوجهم اليكم واعظمهم مصلحة في وجودكم اراد ان يرفعكم على اعناق غير امتكم لما استطاع...ولو استطاع لما سمحت نفسه بذلك.....
لانكم – وامتكم معكم- احط قدرا في نظره من ذلك..فاذكلروا حقوق امتكم عليكم في النهايات ان لم تذكروها في البدايات..واذكروها في النتائج وان اغفلتموها في المقدمات واذكروها عند اقتسام المصالح لعلها تغفر لكم بعض السيئات......
عنوان المقالة كتاب مفتوح الى الاعضاء المسلمين بالمجلس الجزائري
من كتاب عيون البصائر الجزء 2 صفحة 196 -197-198 بتصرف مني
للشيخ البشير الابراهيمي رحمه الله تعالى
نشرت المقالة في العدد 33 من جريدة البصائر سنة 1948
وانا اقرا هذه الصفحات التى بعثها الشيخ للبشير الابراهيمي للنواب قبل 60 عاما من الان وكانه بها يصف حال نوابنا اليوم .....فسبحان الله......
.. اختكم زهرة الايمان بتصرف لان الرسالة طويلة وقد حاولت اختصار الاهم قدر الامكان دون المساس ولا تغيير كلماتها .ولا اسلوبها.....