قررت مي أن تتخلص من سلبيتها المطلقة قررت أن تتحرر من قيودها التي لاتنتهي
فتحت بابها وأطلقت العنان لقدميها دون وجهة تبتغيها حتى وجدت نفسها على
شط البحر فألقت بجسدها على الرمال ناظرة إلى السماء تتذكر حياتها وكأنها
شريط سنيمائي أمام عينيها تتذكر والدها وحنيته وضمته التي لن تنساها وتشتاقها في هذه اللحظة
_كم أحتاجك يا والدي_
وتذكرت كيف راعاها هي وأخيها الصغير بعد وفاة والدتهما
وتذكرت يوم وفاته حين ألجم الخبر لسانها فعجزت شهورا عن النطق بعده
وحين أخذتها عمتها غصبا إلى بلدة غير بلدتها التي تعشقها والتي فيها حبيبها
وصديقها وظهرها الذي كان يحميها والذي تعاهدا معا سويا على الارتباط
ومواصلة الحياة معا بعد اتمام دراسته واعتماده على نفسه
وبعد أن أخذتها عمتها بأيام قليلة كانت المفاجئة تريد أن تزوجها بابنها المريض نفسيا
فحاولت قتل نفسها مرارا ليرفعوا عنها ذلك الظلم ولكن كيف وقد
استبدوا وظلموا واجتمعوا جميعا على الفريسة
وتم الزواج وهي في شبه غيبوبة لا أب ولا أم ولا حبيب يعلم أين هي لينقذها
وبعد شهور من الزواج الذي لم ولن تعترف به والذي لا تعلم كيف مرت هذه
الأيام فيه عليها
انجبت ابنتها آية والتي لم تشعر باحساس الأمومة
نحوها ولاتعلم لما حتى لم ترضعها لقد جف لبنها
لم يكن ذنبها فأخذتها جدتها عندها وتركتهاوحيدة مع ذلك الزوج الغريب
تقول في نفسها أين أنت يا محمد الآن لتنقذني
وذهبت مي في غيبوبة لم تفق منها إلا في المستشفى
مي : ماذا ألمّ بي ماذا حدث لي؟
الممرضة: حمد الله على السلامة ؟
مي : أنا فين ؟
الممرضة : في المستشفى لقوكي على الشط وجابوكي على هنا أنت مين يابنتي
وإيه اللي عمل فيكي كدا ?!
مي : الحمد لله.
الممرضة: أنت منين .
مي : من البحيرة
الممرضة :وإيه اللي جابك دمياط؟
مي : كنت عند ناس قرايبي وتهت وتعبت وبعدها معرفش حصل إيه؟
الممرضة : على العموم في ناس هنا في المستشفى من البحيرة أندهلك حد يمكن تعرفيهم
ويشاء القدر أن تكون أم محمد مريضة وبتتعالج في نفس المشفى التي بها مي ومعها محمد
وتأتي الممرضة ومعها محمد بعد فراق دام أكثر من ثلاث سنوات وتلتفت مي
لتجد محمدا أمامها لم يصدقا عينيهما وأسكتت المفاجئة الألسنة
وقفت الممرضة تنظر لهما في استغراب!
لم ينطق محمد بل ذهب جريا إلى الطبيب ليستعلم عن حالة مي
وكانت المفاجئة أن مي عندما كانت في غيبوبة اجريت لها بعض الفحوصات
والإشاعات واكتشف الأطباء وجود ورم في مخ مي
وأن حالتها متأخرة ساعد على ذلك عدم رغبتها في الحياة
تماسك محمد وعاد إلى مي وجلس بعيدا ينظر إليها فقالت له كيف علمت إني هنا
فقال بصعوبة أصل أمي مريضة جدا وأتيت بها أنا وأخي منذ أيام للعلاج ولكنها
لا تتحسن سبحان الله ربنا يشفيها ويشفيكِ
فقالت سلامتها ألف سلامة يا محمد
وفي هذا اللحظة دخلت الممرضة الزيارة خلصت يا أستاذ لو سمحت اتفضل
ودع محمد مي ووعدها بزيارتها غدا للاطمئنان عليها
وعاد محمد في اليوم التالي يحمل الأمل معه
ولكن روح مي أبت إلا أن تتحرر كما أرادت لم يجد غير ورقة مع الممرضة
كتبتها مي له قبل رحيلها
لا إله إلا الله
عدل سابقا من قبل أمل حمدي في الخميس مارس 11, 2010 8:33 pm عدل 1 مرات