ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    العروبة في غــــيــــــبـــــــــوبـــــــــــــــة، لكن افتتاح الوجود وشيك بإذنه تعالى

    تصويت

    القومية العربية في حال انتعاش، و هو حال عز لا بد من عكسه تجديدا لآمر الإسلام

    avatar
    محمد عفارة
    أصدقاء الموقع
    أصدقاء الموقع


    العروبة في غــــيــــــبـــــــــوبـــــــــــــــة، لكن افتتاح الوجود وشيك بإذنه تعالى M2
    الدولة : لبنان
    رقم العضوية: : 15
    عدد المساهمات : 75
    عدد النقاط : 193
    المهنة : طول عمري و أنا أعمل في مهن لا تتناسب مع استعدادي و لا تحصيلي العلمي، الآن مسماي الوظيفي حارس، لكن أقوم بالأعمال المكتبية المختلفة
    تاريخ التسجيل : 26/02/2010

    العروبة في غــــيــــــبـــــــــوبـــــــــــــــة، لكن افتتاح الوجود وشيك بإذنه تعالى 1210

    العروبة في غــــيــــــبـــــــــوبـــــــــــــــة، لكن افتتاح الوجود وشيك بإذنه تعالى Empty العروبة في غــــيــــــبـــــــــوبـــــــــــــــة، لكن افتتاح الوجود وشيك بإذنه تعالى

    مُساهمة من طرف محمد عفارة الأحد مايو 02, 2010 11:34 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    انتعاش حال العروبة في فضاء الوجود، ترجمته
    تجديد الماهية القومية في الفضاء القريب
    تمهيد:إحصاء فضاءات العروبة
    • الفضاء الغيبي الوجودي: و هو حقيقة أهل البيت، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "أهل بيتي معرفتهم تنقذ من النار، و حبهم فرض، و حبهم يدخل الجنة"، و أهل البيت بلغ من قوة استعدادهم أنهم موجودات غير مسبوقات بحال عدم، أي الوجود يعطى لهم فور إحداثهم.
    • الفضاء الغيبي العدمي: القومية العربية مثل كل قومية يتعاقب عليها الخمول و اليقظة أو العدم و الوجود، و هي للآن غير موجودة العروبة في غيبوبة، لكن ليس أنها معدومة عدما مطلقا، بل هي في حال عدم نسبي، أي تعيش حال الانتعاش و الشوق و الطموح للوجود و الحضور السياسي بين دول العالم.
    • فضاء الماهية القريب: العروبة هي يقظة منتعشة طامحة، و أول تجلياتها تكون في سرها لنفسها بنفسها أي بتوفيق الله لها في طريق اجتهادها لتجديد أمر الاسلام، والتوفيق و التيسير يكون عند مواتاة الوقت لها، و الوقت يوشك أن يواتيها إن شاء الله تعالى.
    • الفضاء البعيد: و هو تجلي العروبة للغير من أجل الشهادة عليهم دحضا أو تصحيحا لعقولهم و أفكارهم، فكما أنه توجد للجهاد أهداف حربية مثل دولة العدو الصهيوني، نظيرها للإجتهاد أهداف جاهلية واردة أو محلية الصنع ملحوظة أو يغفل عنها المسلم بسبب طول العهد بها، يتوجب على المجتهد المسلم جبهها و الإشتباك معها بلا تخاذل و لا ملل، مثل الجاهلية المجوسية الحديثة المسماة بولاية الفقيه، و مثل الجاهلية الأناضولية المسماة بمفتي الديار، و مثل الاشتراكية و حكم الشعب و بقية الجاهليات العلمانية الواردة من الشرق أو الغرب أو محلية الصنع.
    • و كلما اتسع فضاء العروبة بالتنزل من فضاء أعلى إلى فضاء أدنى كلما اتسع حضورها و تنامى وجودها، من انتظامها في دولة اتحادية، إلى مآلها زعيمة لمعسكر إسلامي، ثم زعيمة معسكر إسلامي سائد، يتوجه ملك المهدي و المسيح عليهما السلام.
    السيرورة لها شكل المغزل،
    تفرق عن رسالة، ثم اجتماع إلى إشراقة،
    بينهما توازي قصير.
    يقول سيدنا الشيخ الأكبر بن عربي قدس الله سره: " غاية التطور هو الخلاص من المزجة"، الخلاص من المزجة يعني تفصيل ما هو محكم مجمل في شخص رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم.
    قال تعالى: "اقتربت الساعة و انشق القمر"، شمس الأمة المشعش ضياؤها هو محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و الساعة التي اقتربت هي وقت وفاته: "من مات قامت قيامته"، شقا القمر هما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، و أبو بكر الصديق رضي الله عنهما، و الانشاق ليس سوى تفصل السلطة المحمدية بانشغال كل شق بما يسره الله تعالى إلى ممارسته، أمير المؤمنين علي سلطان الحجة، و الخليفة أبو بكر سلطان القدرة، و كل يقوم بمهمة سلطانه بالنيابة عن الرسول، بمعنى أن كل قول نشره سلطان الحجة هو سنة تقريرية مستأنفة قولية، و كل عمل قام به سلطان القدرة هو سنة تقريرية مستأنفة عملية. بسبب أن جميع الأعمال و الأقوال كان يمارسها بالاصالة رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و لم يكن ما يدعو إلى مفارقة القمر حال الرتق.
    أوسط مغزل سيروة العروبة توازي قصير هو حد حرج أو قفزة تطور و انتقال من خلاص من المزجة، إلى خلاص من الفرقة، و ترتيق الأمة الذي غايته دولة مشرقة ملكها المهدي المنتظر و وزيره المسيح عيسى إبن مريم عليهما السلام.
    حال الإجتماع هو قومية منتعشة،
    يعكسها تلاشي التنافر بين مؤلفات الماهية
    طريق الخلاص من المزجة كان الحروب بين المسلمين و المراء و مضاعفات الإجتهاد و الدس على نصوص أهل البيت صلوات الله عليهم أخبث الكلام،

    1. ذيل الرافضة المارقين نص زيارة عاشوراء بالكذب المتعمد على الامام محمد الباقر عليه السلام: "....... ثم تقول اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني و ابدأ به أولا، ثم إلعن الثاني و الثالث و الرابع، اللهم إلعن يزيدا خامسا...."
    إذا ترتيب يزيد يجيء خامسا فإن أجهل واحد في التاريخ من المسلمين يكون في وضع الاضطرار العقلي إلى الاستنتاج أن معاوية رابعا و عثمان ثالثا و عمر ثانيا و أبو بكر أولا.

    2. يروى أن زيد بن علي لما دعاهم (أتباع الفرس من العرب المضللين) إلى اتباع سيرة الامام علي قالوا: قد سمعنا مقالتك و لكن فما تقول في أبو بكر و عمر؟ فقال: "و ما عسيت أن اقول فيهما صحبا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بأحسن الصحبة و هاجرا معه و جاهدا في الله حق جهاده و ما سمعت احدا من اهل بيتي تبرأ منهما او قال فيهما الا خيرا"، فقالوا له: إن برأت منهما و الا رفضناك........
    منهاج رفع التناقض مصدره أهل البيت
    منهاج الخلاص من الفرقة و جمع كلمة أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم يزودنا به الامام الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام: « من جاءك عني بأمر أنكره قَلَبُك، وكان مبايناً لما عهدته مِنِّي، ولم تفقهه عَنِّي، ولم تره في كتاب اللّه عز وجل جائزاً، فأنا منه برئ، وإن رأيت ذلك في كتاب اللّه عز وجل جائزاً، وللحق مُمَاثِلاً، وعهدت مثله ونظيره مني، ورأيته أشبه بما عهدته عني، وكان أولى بي في التحقيق، فأقبله فإن الحق من أهله ابتدأ وإلى أهله يرجع ».
    بديهي أن هذا إرشاد الإمام الشهيد غير محصور فيما "جاءك عني"، حديث رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و أثار أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه هو كلام واحد، متساو في قوة الإلزام، بسبب أنه متكافيء في الصحة الشرعية و التمام.
    مذهب الإمام زيد، مذهب أهل العدل و التوحيد
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العدل ألا تتهمه و التوحيد ألا تتوهمه"
    روي أن أبا الخطاب و جماعة دخلول على الإمام زيد فسألوه عن مذهبه، فقال: "إني أبرأ إلى الله من المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه، و من المجبرة الذين حملوا ذنوبهم على الله، و من المرجئة الذين طمعوا الفساق في عفو الله، و من المارقة الذي كفروا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و من الرافضة الذين كفروا أبا بكر و عمر"

    هل كـــــــــــــــــــــــــــــــــل حق الأم على ابنها الامتناع عن لعنها و قذفها!!!!
    أي كسب يعوض عن خسارة الاسلام؟ ملك الحوثيين يرتد إلى الجاهلية المجوسية.
    كيف يسمح مسلم لنفسه أن يسيء إلى رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم و يؤذيه في أصحابه و نساءه، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، و الله ما نزل علي الوحي و أنا و إياها في لحاف واحد إلا معها"، و قال صلى الله عليه و آله و سلم: "الله الله في أصحابي، ... لو أنفق احدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم أو نصيفه"، و قال صلى الله عليه و آله و سلم: "ما طلعت الشمس على رجل من بعد النبيين خير من أبي بكر". و قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما سألك احد في مجلس من أحب الناس إليك إلا ذكرتني"، كيف يغفل من يقذف أمه بزعم الانتصار منها لعمه، أن أشنع من قذف الأم هو أنه يتعدى تهمة و إدانة لرسول الله نفسه، أو أنه يفطن لذلك لكن الرافضي المجوسي لا يكترث، و المهم فقط هو الانتصار لأهورامازدا إله النور.
    الحوثيون: تمرد على الدولة، أم مروق من الدين
    زعيم التمرد الحوثي يصرح أنه لا يلعن الصحابة و لا يمجدهم، و لا يحبهم و لا يبغضهم، هذا الموقف البارد المحايد من زوجات النبي و صحابته يكفي من كافر أو كتابي، و مع هذا فإن يهوديا مجد سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب و جعل ترتيبه الثاني عشر بين أعظم مائة إنسان. فكيف يمكن ان يقبل من المسلم أي يكون موقفه من أمه الحياد.
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "شر الأخيار ترك الخير، و خير الأشرار ترك الشر"، بهذا يحكم هذا الخارجي الحوثي على نفسه و الحوثيين أتباعه أنهم أشرار، لكنهم يكفون شرهم عن أمهم حبيبة حبيب الله فلا يقذفوها، و مع هذا أيضا أنهم يحكمون على أنفسهم بأنهم منافقون لا يقبلون كلام الله و لا يردوه عليه، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ # لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ # لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ"
    الحوثيون خارجون عن المذهب الزيدي، و هو أمر يهم العرب، أما خروجهم عن السلطان اليمني فهذا لا يعني العرب فهي مشكلة يمنية داخلية، ربما هم مظلومون، و الدولة تضطهدهم، لكن الذي يعني العرب هو أنه لا يجوز تضييق المسافة مع المروق الإيراني على حساب مذاهب العروبة في الإسلام، و المذهب الزيدي مذهب عربي يعكس حقيقة القومية العربية المتفردة في الكمال و استقامة المزاج.

    من تراث الشافعي: المفهوم أقسام ثلاثة؛
    لحن و دليل و فحوى.

    : "وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا .... فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَ لاَ تَنْهَرْهُمَا .... وَ قُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا"
    قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "آباؤك ثلاثة، أب ولدك، و أب رباك، و أب علمك"،
    لحن الخطاب:
    هو موافقة المفهوم للمنطوق بمعنى أن المربين و المعلمين حكمهم حكم الوالدين في وجوب الاحسان إليهم، فلا يجوز التضايق منهم أو على الأقل لا يجوز إخبارهم بذلك، أو استعمال الكلام الخشن معهم الذي من شأنه أن يجرح مشاعرهم.
    فحوى الخطاب:
    هو اضطرار عقل المخاطب لاستنتاج ضرورة مد الخطاب لما هو خير بإيجابه أو لما هو شر بالإنتهاء عنه. هنا مثلا، إذا كان استعمال اللسان في الإساءة إلى الوالدين منهي عنه شرعا، فإن العقل يحكم بأن مد اليد بالاساءة أولى بالنهي عنه، بسبب أنه ذنب أفحش.
    دليل الخطاب:
    هو تكميل القضية بتسويغ العقل لنفسه ظن الحكم المعاكس المخالف، لكن في هذه الآية الكريمة لم يكلف الله سبحانه و تعالى عقول الناس باستدراك النقص في القضية بنصه: "و قل لهما قولا كريما"، و هو مخالف للقول الماس أو الجارح.
    قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "ذكر علي عبادة"، فحواه ذكر النبي عبادة، لحنه ذكر فاطمة عباده، دليله إهمال ذكر أهل البيت معصية.

    تذويب الفرقة بين جماعات أمة محمد، طريقه الاجتهاد لا الإجترار و الترداد

    الاجتهاد إنعاش المعنى و تنميته لا تحديث مومياءات التراث.
    سؤال من خير إثنين من الأنبياء و إثنين من الآل؟؟
    لا مجال للإجتهاد في الجواب على هذا السؤال؟ بوجود النص، لكن لو ترك الله سبحانه و تعالى الناس إلى عقولهم لتستدل من قصص القرآن على الجواب، لم يتفقوا؟ بعضهم ربما أسقط آدم أو نوحا، من خيرة الناس.

    قال تعالى: "إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَ نُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَ آلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ"
    بعد أن عجز المارقون الرافضة عن تفسير هذه الآية الكريمة زعموا أن المسلمون السنة تعبثوا بالقرآن و استبدلوا آل محمد بآل عمران.
    لم يروا في آل عمران جدارة كافية ليصطفيهم الله على العالمين،
    فكيف رؤوا في آدم هذه الجدارة و هو الذي لم يكتف بشجر الجنة، و طمع في شجرة نهاه الله أن يأكل منها، و ظن أن الملائكة التي أمرها الله بالسجود له خير منه، و ظن أنه في الجنة يموت.
    و كيف رؤوا الجدارة في نوح الذي دعا على قومه، و توسط لإبنه؟

    وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى # فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى # إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى # وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى # فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى # فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى"

    : "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ # وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ# فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَ طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ نَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ "

    بعد هذا البيان ربما حكم بعض المجتهدين أن سيدنا آدم غير جدير بتصدر خيرة الناس.
    آدم و نوح محتاجان لتثبيت من الله لهما في الصدارة، و شهادة لهما بالجدارة.
    الغنى عن الذكر مفهوم مستحدث،
    تتميم لفحوى الخطاب
    فحوى الخطاب موضوعها الأعمال، الغنى عن الذكر موضوعها الأشخاص،
    نهى الله سبحانه و تعالى الولد عن التأفف و الكلام الجارج، فربما استهون هذه الخطايا، لكن ضرب الوالدين مثلا هو شر يستفظعه كل إنسان مهما ساء خلقه و طاش نظره، لذا ترك الله ذكر ضرب الوالدين.
    و الناس مثل الأعمال طبقات، طبقة الواحد أو الجماعة منها جدير بالذكر و التنويه به لأن فضله غير ملحوظ كفاية و يصعب أو حتى يستحيل أن يجمع الناس على فضله و تقدمه، و طبقة الواحد منها أو الجماعة فضلها عظيم يسهل لحظه و ليس متوقع شذوذ قياس أحد عن تقديره و تفضيله، فتقتضي الحكمة ترك ذكره، بسبب أنه غني عنه، بل أيضا بسبب أن ذكره يحده في العين و يصغر شأنه بعد أن كان ملء العين لا حد له.

    قال أمير المؤمنين مولانا و مولى كل مؤمن و مؤمنة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:
    " اَلاْلْفاظُ قَوالِبُ المَعاني".
    "لا يَصْدُرُ عَنِ القَلْبِ السَّليمِ إلاّ المَعْنَى المُسْتَقيمُ"
    "مَغْرَسُ الكَلامِ القَلْبُ، وَ مَسْتَوْدَعُهُ الْفِكْرُ وَ مُقَوِّيهِ العَقْلُ، وَ مُبْديهِ اللِّسانُ، وَ جِسْمُهُ الحُرُوفُ، وَ رُوحُهُ المَعْنى، وَ حِلْيَتُهُ الإعْرابُ، وَ نِظامُهُ الصَّوابُ"

    لم يترك لنا السلف سوى مومياءات، ألفاظ بلا روح، أبدان كلام ميت، و علينا نحن الخلف أن نستأنف عيش الإسلام، و ليس سوى ممارسة الاجتهاد في ملء هذه الأوعية صنع اللسان لا صنع العقل و االنطق، بالعلم بمعنى الكلام و روحه حتى تستطيع اللغة العربية استئناف حضورها أيضا، اللسان العربي شكل حضارة العرب، و العلم الشرعي و العمل به مضمون هذه الحضارة المتفردة بالسمو و الكمال.

    هل يحتاج النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم، أو أهل بيته علي و فاطمة و الحسنان إلى ذكرهم أنهم من جملة المصطفين؟
    كلا لا يحتاج آل النبي للذكر،
    و إن ذكرهم من شأنه التقليل من شأنهم
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إذا ثبت الإخاء سمج الثناء"، صديقك القديم صار مستغنيا عن وصفه بالكفو بعدم التقصير و أنه مواس و كاف، الخ. و الثناء عليه يحشمه و يوحشه، و يبعده.
    هل يكون المتوقع من الله بخصوص أهل بيت حبيبه من الحكمة دون المتوقع من الرجل الحصيف بخصوص صاحبه القديم؟؟؟
    إن ذكر أهل البيت بأنهم من المصطفين هو تحصيل حاصل، بسبب إجماع المسلمين أنهم في صدارة المصطفين، و ترك ذكره هو أبلغ من حشوه، لا شك.
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: " أقْبَحُ مِنَ الْعَيِّ الزِّيادَةُ عَلَى المَنْطِقِ عَنْ مَوْضِعِ الحاجَةِ"، الحشو من الإنسان مستبشع، لذا هو من الله مستحيل مستبعد.

    ما عنوان الخطاب الإلهي الموجه لنساء النبي
    قال تعالى: "وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَ أَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَ آتِينَ الزَّكَاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ....... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"

    لو ترك الله سبحانه و تعالى إيحاء الجزء من الآية: ".............إنما يرد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا"
    و أوحى فقط : "و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن الله و رسوله..............."

    ثم تفكر مطلق إنسان مسلم أو كتابي او كافر في الجزء المفترض أنه فقط الموحى دون بقية الآية الكريمة، فأي عنوان كان يضع له، أو أن مطلق إنسان مسلم أو كتابي أو كافر سأل نفسه ماذا يريد الله سبحانه و تعالى من وراء جميع هذه التكاليف، أية غاية يريد الله أن يوصل نساء النبي إليها بتوسل هذه الوسائل الخمس غير ما تقدم و ما يلحق.
    1. لزوم البيوت، و عدم المغادرة إلا لحاجة ملحة.
    2. التميز عن الجاهلية بالحشمة و ترك التبرج و السفور.
    3. إقامة الصلاة
    4. إيتاء الزكاة
    5. طاعة الله و رسوله

    كل هذاالتكاليف ماذا تثمر غير ما ذكره الله من مراده، "ليذهب الرجس، و يطهركم تطهيرا"، فكيف يكون جزء جسم الآية خطاب موجه لأهل بيت النبي نساءه و الجزء الآخر من نفس الآية مصروف وجهها عن نساء النبي إلى أهل بيت النبي خاصة خاصته أخيه و صهره و ابنته سيدة سيدات نساء العالمين و الحسنان الإمامان الشهيدان سيدا شباب أهل الجنة، و هم مستغنين عن توجيه عنوان الخطاب لهم بالخطاب، و استفادة هذا الفهم من كلام الله سبحانه و تعالى ليس فقط تحصيل حاصل، بل هو تقليل من شأن أهل البيت، و هذا الحاصل هو استجابة الله سبحانه و تعالى دعوة نبيه في أعز أمنية عنده، قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "اللهم أذهب الرجس عن أهل بيتي و طهرهم تطهيرا"، فأي مسلم يشك في استجابة الله سؤال نبية، لو كان في الاستجابة الإلهية أدنى شك لاحتاج أهل البيت إلى إعلانها في القرآن، أو بطريقة آخرى.

    لكن نساء النبي غير مستغنيات عن التصريح الإلهي و التوجيه المباشر لهن بأن مراد الله منهم هو تصفيتهم من الرجس و المبالغة في التطهير، و شذوذ بعض المسلمين الصحابة شاهد على حاجة نساء النبي، إذ لم يتورع بعض المسلمين عن قذف أم المؤمنين السيدة عائشة ربيبة النبي.
    لم يتورع عن قذف أمه و هو منتهى الشذوذ العقلي و المرض النفسي، إذ أن نفس الرجل تستشيص غضبا إذ ذكرت أمه الخاطئة بسوء، فكيف هو نفسه يقذفها و هي طاهرة بريئة، بزعم أنه بذلك ينتصر لعمه، و المعهود من الرجل السوي أنه ينتصر لأمه حتى من أبيه، و حتى عندما يكون الحق مع أبيه و هي ظالمة.
    قال تعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، و أزواجه أمهاتهم"
    و هم بقذفهم أم المؤمنين عائشة يشيرون أنهم لا يتقبلون من الله حكمه بأن عائشة هي أمهم، رغم أن أمير المؤمنين نفسه كان يناديها بياأم.

    ما تفسير كل هذا الشذوذ و التشوش في ذهن الرافضة المارقين؟ الجواب في العقيدة المعوجة السطحية للجاهلية الفارسية، و هي لم تنقطع بل مستمرة في ذهن الرافضة المارقين مقنعة بالاسلام، إن إسلاما مشوها لهذه الدرجة، لا شك خير منه الجاهلية الصريحة، باعتبار أن الإستشفاء منها أهون و يتطلب جهودا طبية و دعوية أقل.

    حجج كثيرة يستعملها الرافضة في التعبير عن أمراضهم المجوسية في صرفهم وجه الآية عن جسمها، يزعمون أن ضمير "عنكم" يثبت أن خطاب الله التفت إلى غير نساء النبي، بسبب أن الميم ضمير جماعة الذكور أو جماعة فيها نساء و ذكور، و الرد من كتاب الله، قال تعالى: "وَ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى # إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ .... امْكُثُوا .... إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي ....آتِيكُم .... مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى"، و لم يكن مع سيدنا موسى عليه السلام غير أهله، أي صاحبته.

    العقل وحده لا يكفي،
    حال التقوى أثره الإجتهاد الجيد

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ .......... وَ أَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَ لاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَ اتَّقُواْ اللّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
    الطريقة الوحيدة للتقارب بين أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم هو عيش التقارب، تحقيق التقارب بين جماعات أمة محمد لا يصير بالمؤتمرات و التوصيات، بل يصير بمباشرة عيش المسلمين أفذاذا و معاشرا التقارب و تنميته.
    تقوى الله التي من أثارها تيسير التعلم، من معانيها الإنصاف، قال تعالى: "و لا تبخسوا الناس أشيائهم". هل ليس لبني أمية حسنة، تنظيم المجتمع و الفتوحات و نشر الإسلام و اللسان العربي، كل هذا لا شيء.

    جاء في زيارة عاشوراء عن الإمام محمد الباقر عليه السلام: "و لعن الله بني أمية قاطبة"، هي يعقل ألا يستثني الامام حتى الخليفة معاوية بن يزيد الذي تنازل عن السلطان، ليس بسبب شدة حبه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، بل بسبب تشوش عقله و فشله في التمييزه بين الكلمة و بين الروح، أو بين بيت نبوة و بين بيت سلطان زمني، بين الجوهر التام الثابت الموجود غير المسبوق وجوده بالعدم و بين مؤسسة اجتماعية زمنية متطورة مسبوقة بالعدم، يتنامى وجودها بالأجل.
    كان خيرا له لو اتبع سيرة الخليفة عمر بن عبد العزيز، لكن منعه ضعف جوهر نفسه، و دنو همته، و ليس حبه لأهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه، بديهي لا يحمد على هذه العيوب، لكن أيضا يستحق أي يستثنى من اللعن.
    تحتاج الأمة لدولة، و تحتاج الدولة لرجال، و الله فقط لا غير : "لا يشغله شأن عن شأن"، الحجة شأن و القدرة شأن و لكل سلطان متفرغ مشغول.
    سببان للخلاف بين المسلمين،
    قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "إن السنة إذا قيست محق الدين"
    و عندما ندب رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم سعد بن معاذ للحكم في يهود بني قريظة، سأله النبي: "بما تحكم" أجاب سعد : "سأحكم فيهم بحكم الله"، نبهه النبي : "و ما يدريك أنك تصيب حكم الله، أحكم فيهم برأيك". و قول الشافعي أن: "الاجتهاد هو القياس"، هو تحبيذ اللجوء إلى القياس من باب التحوص و الحرص على الحق، و ليس أن القياس ضامن إصابة حكم الله، بل إن القياس هو تشريع يحتمل فيه الخطأ، و قال الشافعي رضي الله عنه: "من استحسن أو استصلح فقد شرع"، ليس يفهم منه استهجانه هذه الطرائق في التشريع أو استنكاره أصل التشريع الانساني، بل مجرد ذكر طريقة الراسخين في العلم في التشريع. و إلا ما معنى قول رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "للمجتهد المصيب أجران، و للمخطيء أجر"، إذا كان كل الإجتهاد قياس، و القياس ضامن إصابه حكم الله تعالى.

    • خلاف سببه وهم الرافضة أن سياسة الدولة شأن سهل يمكن للإمام أن يمارسها وقت فراغه من التعلم و الدعوة أي خوض حرب عالمية ضد الممالك السائدة و معها حرب أهلية ضد المرتدين هي ممارسة هامشية لا تشغل الإمام عن وظيفته كحارس للدين.
    • و خلاف سببه بخس المجتهدين شأن أهل البيت كحجح الله، و الغفلة عن اعتبار أقوالهم سنة مستأنفة تقريرية قولية، و ما يستتبع من فشل المجتهدين في الحسم و رفع الإختلاف بين الاجتهادات بالاستعانة بقول الامام في القضية محل الإجتهاد.

    مثال على الإخفاق في الإجماع الممكن بسبب غفلة المجتهدين عن شأن أهل البيت صلوات الله عليهم و سلام:
    قال تعالى: ".... وَ رَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ..."
    زعم المجتهدون أن عبارة: "اللاتي في حجوركم" خرجت مخرج العادة و الغالب. و كأن وظيفة القرآن توثيق العرف لمصلحة علماء الإجتماع، و هو قول بالحشو بعبارة مرادفة، و الحشو أشنع من العي: " سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ" عن حسن نية و تقصير و خذلان و قلة توفيق.

    اقترح أمير المؤمنين على أرمل أن يتزوج إبنة زوجته المتوفاة، و كان هذ الأرمل يفهم الآية خطأ، فذكر للأمير أنه دخل بأمها، فأجابه الأمير أن مجرد الدخول بالأم غير كاف لتصير الإبنة ربيبة، و أنها صارت بعد وفاة أمها تحل له بسبب أنها لم تكن مساكنة له بل عائشة عند أخوالها.

    التلميذ................
    محمد سعيد رجب عفارة
    الأحد 02 05 2010

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 11:28 am