نور_ شخصية محبوبة في الجريدة التي تعمل بها
ذات شهرة يلتف حولها الكثيرون من الصحفيين والصحفيات
ليس لغرض سوى قربها لطيبتها وأدبها وأخلاقها الحميدة
كما يعشقون قلمها ويحترمونه
سيف_ صحفي ذو*موهبة رائعة ولكنه مغمورلايقرأ له الكثيرون ولا يعيرونه بالا
وفي يوم رأت زميلها بالجامعة موجوداً*بالجريدة التي تعمل بها
نور: أهلا أحمد إيه اللي جابك عندنا ناوي تشتغل معانا ولا إيه؟
أحمد : أهلا أهلا بست الكل أين أنت من زمان ؟
نور : الدنيا والبيت والأولاد والشغل وأشياء كثيرة أخذتنا أمامها الحمد لله
يا أحمد
قل لي أنت هنا بتعمل إيه ؟
أحمد : أنا قلت أمر أرى سيفا ؟
نور :هل تعرف سيفا ؟
أحمد : أخي
نور : وأنا ها أعرف منين هو بيتكلم مع أحد ،سيف يقعد في ركن لوحده يخلص شغله
والله يحب المحسنين.
أحمد خذي بالك منه ووصي عليه أنت أيضا يا ست الكل .
نور : حاضر يا سيدي أنت تؤمر.
وبعد أيام قليلة تذكرت نور سيفاً*فذهبت إليه في مكتبه تسأل عنه؟
نور: كيف حالك يا أستاذ سيف ؟
سيف في خجل (مع أنه يزيد عنها في العمر)أهلا أهلا مدام نور نورتي المكتب:
نور : ههههه طبعا مش نور لازم أنوَّر فابتسم سيف دون أن يرد.
وبدأت نور تتابع سيفا وتشجعه باستمرار وتحاول أن تلفت أنظار الناس إليه من
خلال مقالاتها وكان يستحق فعلا فهو صاحب قلم مميز دون شك .
أحس سيف باهتمام نور به وبتشجيعها مما دفعه إلى طلب مشاركتها في مقال
أسبوعي سويا فوافقت على الفور رغم إنها مشغولة جدا لكي تساعده
في الوصول إلى مايطمح إليه.
وكل ماتفعله نور كان عفويا من طبيعتها المتسامحة الطيبة.
وكان ما أراد لسيف، بعد موافقة رئيس التحرير على المقال الأسبوعي المشترك
بينهما .
وأصبح سيف صديقا وفيا لنور ترتاح إليه وتثق به وبعد شهور شعرت نور
بتغيير كبير من سيف لم تستطع تفسيره ماذا حدث هل فعلت ما يغضبه دون قصد
؟ هل جرحته ؟
وحاولت مرارا أن تستفسر عن سر التغيير المفاجيء حتى أنه بدأ يهمل المقال
رويدا رويدا حتى أنها بدأت تضع مقالات باسمه منعا لاحراجها
الصدمة
وجدت مقالا في أحد المجلات يُشَهِّـر بها وبسيف يتهمهما بأبشع الاتهامات أحسَّـت
وكأن الدنيا تتهاوى من حولها
ألهذا الحد*..!!*ماذا يحدث*.. ؟؟استنجدت بمن حولها بالرد على هذا الأفـَّاق الذي خاض
بعرضها ليس ضَعفا منها ولا خوفا ولكن كانت تريد الاحساس بدفاع من حولها
عنها
ولكن نصحها الكثير بالبعد عن هذا وتجاهل الأمر كأن لم يحدث شيئا وأنها أكبر
من ذلك والكلاب تعوي والقافلة تسير
أهذا ما استطعتم فعله الكلام الخائب الذي لاتـُرَدّ معه الحقوق*؟*شكرا لكم
لست أنا التي أتجاهل*،*لقد تحطمت.*أبعد كل هذا العطاء والحب يحدث لي هذا*.. !!
كنت أريد رد فعل أكبر ، كنت أريد أن يدافع الكل عني بأقلامهم وبشهادتهم للحق
دون الخنوع والتجاهل والكلام الذي لا تـُـرَدُّ معه الحقوق.
قرَرَت الرحيل قرَرَت الابتعاد عن كل ما يـُذكرها بهذا الحدث الذي طعنها بدون
وجه حق.
ذهبت لسيف*..*ألهذا كنت تبتعدعني ، أتصدق ما يقال أم كنت تريد أن تنأى بنفسك ؟
أهذا جزائي أيها الفاضل حتى إنك لم تقم بتنبيهي لما يقال في عِرْضي وأنت تعلم
بأني غير ذلك على الإطلاق ، شكراً يا سيف ، ألهذا الحد أنت بتـَّارٌ كاسمك ..!!
*ألهذا الحد لاأستحق أن تدافع عني ولو بكلمة
*إن كان من هاجمني لايعرفني فأنت تعرفني جيدا
صمتك ياسيف لم يكن أقل *قتلا من كاتب المقال . شكرا يا سيف
ولم يجبها سيف وياله من سيف .
وذهبت نور إلى مكتبها وجمعت أوراقها بعد أن كتبت استقالتها
ليس هروبا ولكن احتراما منها لنفسها المجروحة وارضاء لربها وقررت الرحيل
دون رجعة
رحلت وهي تتمتم بكلمات تناجي ربها
اللهم بحق أنك العدل
وبحق أنك حرمت الظلم
وبحق جعلك دعوة المظلوم لا ترد
لا ترد دعائى
وأعد إلىَّ حقى وافضح أمر ظالمى
وأنا راضية بقضائك
"وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد"