مريم واليقين
-1-
تقف مريم على باب شقتها منتظرة بشوق ابن جارتها –الحبيب ابن الحبيبة – هشام وتسمع خطواته صاعدا غلى السلالم وقلبها ينبض شوقا لمعرفة نتيجة امتحاناته وتفتح مها الباب مبتسمة في وجه مريم ومنتظرة ابنها الذي يجري إليها معانقا إياها في شوق قائلا : نجحت يا ماما بتقدير جيد جدا .
تصرخ أمه سعيدة وتعانق مريم بيدها الثانية فرحة فيبتعد هشام عن حضن أمه ويقول بغضب : عن إذنك يا ماما ....تصيح مها فيه : مالك يا هشام؟
هشام : مافيش بس واقف في الشمس من بدري وحاسس بإرهاق.
مها : طيب مش خالتك مريم واقفه تبارك لك .
هشام بدون النظر إلى مريم : شكرا ...عن إذنكم.
تنظر مها إلى مريم وهل غير مستوعبة ما يحدث وتقول : مش عارفه ماله غضبان من الكل الفترة اللي فاتت ، من يومين برضه اتخانق مع سما -أخته -خناقة كبيرة علشان أخته عايزة تنزل لوحدها
وقبلها شد مع أبوه علشان منزلش يصلي معاه جماعة في المسجد ..و أهو غضبه طالك ...مش عارفه إيه اللي حصله من ساعة ما دخل الكلية وهو بيتغير ؟
مريم : متضايقيش نفسك يا مها ...هو بيمر بفترة صعبة من عمره خصوصا مع الشلة اللي اتصاحب عليهم ونسى أصحاب الثانوي و المدرسة ...ادعيله .
مها: هو علشان تدين وبقى بيصلي الفرض في جماعة وربى لحيته يعاملنا بالإسلوب داه؟ربنا مقالش كده ابدا...
مريم : أنا المقصودة بغضبه ...أنا حاسه بيه من شهور وهو بيعمل حدود ومش عايز حتى أقف أكلمك أو أدخل بيتك .
مها: انتي بتقولي إيه؟ انتي زي خالته بالضبط ...انتي أمه الثانية.
مريم : صدقيني يا مها ، هو محتار يتعامل معايا ازاي ، داه حتى مبقاش يكلم أحمد – زوج مريم – زي زمان ، زي ما يكون بيلومه إنه اتجوزني علشان مسيحية .أنا بادعيله و انتي كمان ادعيله ، وروحي يلا شوفيه و غديه .
مها : مش كنتي حتتغدي معانا؟
مريم : لا أحمد كلمني من الأتوبيس وقالي إنه جاي من رأس البر النهارده بدل بكرة إن شاء الله.
مها: يوصل بالسلامة ، ومتزعليش من هشام كلها أسبوع و أبوه يرجع من الشغل – يعمل والد هشام مهندس للبترول في شركة بترول لمدة أسبوعين ويعود للبيت لمدة أسبوعين – حاكلمه يتصرف معاه ويشوف صرفه .
مريم: واحدة واحدة داه سن صعب ..يلا سلام دلوقتي يا حبيبتي.
تدخل مريم إلى شقتها وهي تحمل هموم الدنيا بعدما كان قلبها يغني طربا منذ دقائق،تدخل إلى المطبخ لتعد الطعام وتنتظر زوجها الحبيب وتتذكر كيف تعرفت عليه ؟كان أحمد شابا صغيرا حينما ذهب إلى سوريا منتدبا لتدريس اللغة العربية بالجامعة، وكانت هي تخرجت حديثا من معهد للسكرتاريا، يتيمة راح أبواها في ضربة صهيونية غادرة فتهدم المنزل عليهم وهي في المدرسة تدرس ، وعاشت في غرفة صغيرة في الدير ، كانت محبوبة من جميع الراهبات وكانوا يعتقدن أنها ستنضم إليهن قريبا ، إلا أن إحدى المعلمات طلبت منها أن تساعد الأستاذ أحمد في طباعة رسالة الدكتوراة الخاصة به ، ومن يومها لم تعد مريم كما عهدتها الراهبات ، أصبحت تضحك وتبتسم وتميل إلى الحياة خارج الدير بعدما كانت حزينة قليلة الإبتسام والضحك، وفجأة وبدون مقدمات تزوجت من أحمد وانتقلت إلى بيته وودعت الدير إلى غير رجعة ،وفي بيتهما علم أحمد أن مريم كانت تحب الرسم وخاصة الرسوم الطبيعية فاتفق مع مدرسة متخصصة ان تأتي إليهم في المنزل لتعلمها و بالفعل أصبحت مريم رسامة عاشقة للطبيعة .
بعد عامان من العيش في سوريا، عاد أحمد وبصحبته مريم إلى الإسكندرية وسكن في بيت صغير يرى البحر ، ، ومع مرور الوقت أصبحت مريم فنانة مشهورة في الإسكندرية ، حيث أنشأ لها زوجها مرسم في غرفة من غرف البيت وطلبت منه أن يترك الجدارن بيضاء خالية من أي زينة أو لون وكانت تنظر إلى الحوائط متخيلة جنات وحدائق سوريا أو الطبيعة الجميلة في الريف المصري و الشواطيء .وحينما ذهب بها إلى رأس البر ، كرهها أخوته و أخواته بدون سبب إلا أنها مسيحية ، أما أخته الكبرى فكانت تحبها وتجلس معها لساعات يتحدثان ولكن بعيدا عن العائلة و بعيدا عن زوجها ، وبعد عامان من رجوعهما ، و تأكد الجميع أن الدكتور أحمد ومريم لا يستطيعوا الإنجاب ، زادت كراهيتهم لمريم ، وخافوا أن ترث أحمد إذا ما مات،كانوا لا يعلمون أن أحمد لم يكن معلما طماعا يعيش على الدروس الخصوصية ، كانوا يحسبونه يجمع المال ويكدسه بلا طفل يصرف عليه ولا عائلة مثلهم .
لم يضغط أحمد يوما عليها كي تعلن إسلامها وتترك المسيحية ولكنه كان دائم قراءة القرآن بصوت عال وكانت كلما قرأ سورة مريم تجلس منصتة له وفي عيونها تساؤل صامت لا تحكيه أبدا.وكانت كلما قرأ عن أن اليهود والنصارى قد كفروا ، نبض قلبها بصوت عال متسائلة : كيف يتناقض القرآن هكذا؟ مرة يحكي عن المسيح والسيدة العذراء بصورة جميلة ومرة يتهمنا بالكفر؟ ترى أين الخطأ ؟
مع مجيء مريم إلى الإسكندرية وشعورها بالوحدة وبدأها في شغل وقتها بالرسم ، تعرفت على مها ، زوجة شابة تكبرها قليلا و متزوجة من مهندس بترول يغيب كثيرا في أسفاره ، تصاحبت الجارتان و أصبحن يمضين أوقاتا سعيدة سويا ، وكانت مريم تحب كثيرا أولاد مها وتعتبرهم أولاد أخت لها ،..ومرت أعوام قليلة والعائلتان شبه عائلة واحدة متصادقين متفاهمين وكأنهم أخوة و أخوات .
لقراءة المزيد ..يرجى الذهاب إلى المدونة ولكن بعد قليل (:
http://qssassy.blogspot.com
-1-
تقف مريم على باب شقتها منتظرة بشوق ابن جارتها –الحبيب ابن الحبيبة – هشام وتسمع خطواته صاعدا غلى السلالم وقلبها ينبض شوقا لمعرفة نتيجة امتحاناته وتفتح مها الباب مبتسمة في وجه مريم ومنتظرة ابنها الذي يجري إليها معانقا إياها في شوق قائلا : نجحت يا ماما بتقدير جيد جدا .
تصرخ أمه سعيدة وتعانق مريم بيدها الثانية فرحة فيبتعد هشام عن حضن أمه ويقول بغضب : عن إذنك يا ماما ....تصيح مها فيه : مالك يا هشام؟
هشام : مافيش بس واقف في الشمس من بدري وحاسس بإرهاق.
مها : طيب مش خالتك مريم واقفه تبارك لك .
هشام بدون النظر إلى مريم : شكرا ...عن إذنكم.
تنظر مها إلى مريم وهل غير مستوعبة ما يحدث وتقول : مش عارفه ماله غضبان من الكل الفترة اللي فاتت ، من يومين برضه اتخانق مع سما -أخته -خناقة كبيرة علشان أخته عايزة تنزل لوحدها
وقبلها شد مع أبوه علشان منزلش يصلي معاه جماعة في المسجد ..و أهو غضبه طالك ...مش عارفه إيه اللي حصله من ساعة ما دخل الكلية وهو بيتغير ؟
مريم : متضايقيش نفسك يا مها ...هو بيمر بفترة صعبة من عمره خصوصا مع الشلة اللي اتصاحب عليهم ونسى أصحاب الثانوي و المدرسة ...ادعيله .
مها: هو علشان تدين وبقى بيصلي الفرض في جماعة وربى لحيته يعاملنا بالإسلوب داه؟ربنا مقالش كده ابدا...
مريم : أنا المقصودة بغضبه ...أنا حاسه بيه من شهور وهو بيعمل حدود ومش عايز حتى أقف أكلمك أو أدخل بيتك .
مها: انتي بتقولي إيه؟ انتي زي خالته بالضبط ...انتي أمه الثانية.
مريم : صدقيني يا مها ، هو محتار يتعامل معايا ازاي ، داه حتى مبقاش يكلم أحمد – زوج مريم – زي زمان ، زي ما يكون بيلومه إنه اتجوزني علشان مسيحية .أنا بادعيله و انتي كمان ادعيله ، وروحي يلا شوفيه و غديه .
مها : مش كنتي حتتغدي معانا؟
مريم : لا أحمد كلمني من الأتوبيس وقالي إنه جاي من رأس البر النهارده بدل بكرة إن شاء الله.
مها: يوصل بالسلامة ، ومتزعليش من هشام كلها أسبوع و أبوه يرجع من الشغل – يعمل والد هشام مهندس للبترول في شركة بترول لمدة أسبوعين ويعود للبيت لمدة أسبوعين – حاكلمه يتصرف معاه ويشوف صرفه .
مريم: واحدة واحدة داه سن صعب ..يلا سلام دلوقتي يا حبيبتي.
تدخل مريم إلى شقتها وهي تحمل هموم الدنيا بعدما كان قلبها يغني طربا منذ دقائق،تدخل إلى المطبخ لتعد الطعام وتنتظر زوجها الحبيب وتتذكر كيف تعرفت عليه ؟كان أحمد شابا صغيرا حينما ذهب إلى سوريا منتدبا لتدريس اللغة العربية بالجامعة، وكانت هي تخرجت حديثا من معهد للسكرتاريا، يتيمة راح أبواها في ضربة صهيونية غادرة فتهدم المنزل عليهم وهي في المدرسة تدرس ، وعاشت في غرفة صغيرة في الدير ، كانت محبوبة من جميع الراهبات وكانوا يعتقدن أنها ستنضم إليهن قريبا ، إلا أن إحدى المعلمات طلبت منها أن تساعد الأستاذ أحمد في طباعة رسالة الدكتوراة الخاصة به ، ومن يومها لم تعد مريم كما عهدتها الراهبات ، أصبحت تضحك وتبتسم وتميل إلى الحياة خارج الدير بعدما كانت حزينة قليلة الإبتسام والضحك، وفجأة وبدون مقدمات تزوجت من أحمد وانتقلت إلى بيته وودعت الدير إلى غير رجعة ،وفي بيتهما علم أحمد أن مريم كانت تحب الرسم وخاصة الرسوم الطبيعية فاتفق مع مدرسة متخصصة ان تأتي إليهم في المنزل لتعلمها و بالفعل أصبحت مريم رسامة عاشقة للطبيعة .
بعد عامان من العيش في سوريا، عاد أحمد وبصحبته مريم إلى الإسكندرية وسكن في بيت صغير يرى البحر ، ، ومع مرور الوقت أصبحت مريم فنانة مشهورة في الإسكندرية ، حيث أنشأ لها زوجها مرسم في غرفة من غرف البيت وطلبت منه أن يترك الجدارن بيضاء خالية من أي زينة أو لون وكانت تنظر إلى الحوائط متخيلة جنات وحدائق سوريا أو الطبيعة الجميلة في الريف المصري و الشواطيء .وحينما ذهب بها إلى رأس البر ، كرهها أخوته و أخواته بدون سبب إلا أنها مسيحية ، أما أخته الكبرى فكانت تحبها وتجلس معها لساعات يتحدثان ولكن بعيدا عن العائلة و بعيدا عن زوجها ، وبعد عامان من رجوعهما ، و تأكد الجميع أن الدكتور أحمد ومريم لا يستطيعوا الإنجاب ، زادت كراهيتهم لمريم ، وخافوا أن ترث أحمد إذا ما مات،كانوا لا يعلمون أن أحمد لم يكن معلما طماعا يعيش على الدروس الخصوصية ، كانوا يحسبونه يجمع المال ويكدسه بلا طفل يصرف عليه ولا عائلة مثلهم .
لم يضغط أحمد يوما عليها كي تعلن إسلامها وتترك المسيحية ولكنه كان دائم قراءة القرآن بصوت عال وكانت كلما قرأ سورة مريم تجلس منصتة له وفي عيونها تساؤل صامت لا تحكيه أبدا.وكانت كلما قرأ عن أن اليهود والنصارى قد كفروا ، نبض قلبها بصوت عال متسائلة : كيف يتناقض القرآن هكذا؟ مرة يحكي عن المسيح والسيدة العذراء بصورة جميلة ومرة يتهمنا بالكفر؟ ترى أين الخطأ ؟
مع مجيء مريم إلى الإسكندرية وشعورها بالوحدة وبدأها في شغل وقتها بالرسم ، تعرفت على مها ، زوجة شابة تكبرها قليلا و متزوجة من مهندس بترول يغيب كثيرا في أسفاره ، تصاحبت الجارتان و أصبحن يمضين أوقاتا سعيدة سويا ، وكانت مريم تحب كثيرا أولاد مها وتعتبرهم أولاد أخت لها ،..ومرت أعوام قليلة والعائلتان شبه عائلة واحدة متصادقين متفاهمين وكأنهم أخوة و أخوات .
لقراءة المزيد ..يرجى الذهاب إلى المدونة ولكن بعد قليل (:
http://qssassy.blogspot.com