جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد رعاياه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك.. فرح الرجل وبدأ يقطع الأرض مسرعا و مهرولا في جنون.. سار مسافة طويلة فتعب و في كل مرة يفكرأن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعهاولكن الطمع وحساباته مع نفسه طغت علي أي تفكير غير المزيد من الثراء و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد.. سار مسافات أطول و أطول و ظل الرجل يسير و يسير ولم يعد أبدا.. فقد ضل طريقه و ضاع مع سراب أمنياته ( لابلح اليمن ولاعنب الشام ).. لم يمتلك شيئا و لم يشعر بالاكتفاء و السعادة لأنه لم يعرف حد القناعة.
النجاح الكاذب وهو ترجمة لكتاب وصيحة أطلقها لوراناش و هوارد ستيفنسون.. يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل طالباً للمزيد دون أن يشعر بالاكتفاء..( من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان؟)
لا سقف للطموحات في هذه الدنيا..وهذا ليس دعوة للتكاسل او النوم تحت لحاف (الشهراللي ماليكش فيه ماتعدش أيامة) ولم يقصد الكتاب الناحية العلمية أوالإكتساب الخبرة بل مناحي أخرى نجدها في مجتمعنا اليوم واضحة من مكاسب نحاول تحقيقها وهى في النتيجة خسارة وليست من الخسائر التي نقول عنها ( الخسارة اللي تتعلم منها مكسب ) لأنه لن يظل في العمر بقية لكي تجني ثمار ماخسرت على هيئة تجارب أو خبرة ....لكن لزاما عليك أن تختار ما يكفيك من طموحات ثم تقول نكتفي بهذا القدر.. و نواصل الإرسال بعد الفاصل.. بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط وعرفة ماذا أستفذت
الطموح مصيدة.. تتصور إنك تصطاده.. فإذا بك أنت الصيد الثمين والعمر ان هو الا ايام ولن تؤخر نفس إذا جاء أجلها والامر سيان لمن حسن صنعة ولمن أساء صنيعه فقد تصطدم بواقع في نهاية الأمر فتجد نفسك قد كان صنيعك لاشئ وان المحصلة صفر
(قٌل هل أٌنبٍئكُم بلأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
فكما لن يقيم الله لأولئك وزنا يوم القيامة فستجد نفسك بمقاييس أهل الدنيا فستجد كفة ميزانك تتجه نزولا نحو الفشل وإن تراءى للناس عكس ذلك.
والإستفادة من يومك الحاضر قبل المستقبل يراها الكتاب ضرورية وبمعنى أخر
( ماتطلقش الطير وتجري تحتة) لتعيش في وهم التسويف
ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف.. فسأله الآخر: إلي أين تذهب؟!.. فأجابه الصديق: إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني أنا وعيالي .. فرد الرجل: انتظر واصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي.. فسأله صديقه: و لماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل.. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها وتحصل علي المزيد من المال فتدخره وتزيد من رصيدك
وتصبح ثريا.. فسأله الصديق: و ماالذي سأفعله بالثراء؟
فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك
فقال له الصديق العاقل هذا هو بالضبط ما أفعله الآن و لا أريد تأجيله حتي أكبر و يضيع العمر..
يقولون المستقبل من نصيب اصحاب الحظوظ راكبي الأخطار و لكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل هى تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا فيصبح استحالة أن تصل إلى ما تريد
فعقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية رغم قولنا ( إتحب تفهم إدوخ )
و هكذا يعيش الإنسان معركتينفي آن معركة مع نفسه و مع العالم المتغير المتوحش و لا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم مشي الفتى أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل و فيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت: امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت.
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟ الحديقة الجميلة؟ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة
فقال الحكيم: ارجع وتعرف علي معالم القصر فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه وعاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة علي الجدران وشاهد الحديقة و الزهور الجميلة و عندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي واعجب الحكيم به ثم سأله : و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا
فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء
أما قطرتي الزيت فهن الستر والصحة
وهذه هي التركيبة التوليفة الناجحة ضد التعاسة وبعيدا عن فشل قد يترائ لنا نجاحه
يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل الفجوة بين قدراتنا و توقعاتنا
اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب
فالسناجب تفتقر إلي القدرة علي التنظيم رغم نشاطها و حيويتها فهي تقضي عمرها كله في قطف و تخزين ثمار البندق بكميات أكبربكثير من قدر حاجتها
كتاب رائع ومفهوم أروع كانت هذه أهم نقاطه ومحور فكرته ودعوة للعمل بعيدا عن ارقام الحسابات .. المهم مردود العمل عليك وعلى من حولك بعيدا عن نصائحنا التي نطلقها للتحفيز والتي في أغلبها كلمة حق والمراد بها باطل حين نقول ( أعمل بقرش وحاسب البطال ) نعم إعمل ولايهم بكم ولادخل لك بالبطال
( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
ودمتم
علي رحيل
النجاح الكاذب وهو ترجمة لكتاب وصيحة أطلقها لوراناش و هوارد ستيفنسون.. يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل طالباً للمزيد دون أن يشعر بالاكتفاء..( من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان؟)
لا سقف للطموحات في هذه الدنيا..وهذا ليس دعوة للتكاسل او النوم تحت لحاف (الشهراللي ماليكش فيه ماتعدش أيامة) ولم يقصد الكتاب الناحية العلمية أوالإكتساب الخبرة بل مناحي أخرى نجدها في مجتمعنا اليوم واضحة من مكاسب نحاول تحقيقها وهى في النتيجة خسارة وليست من الخسائر التي نقول عنها ( الخسارة اللي تتعلم منها مكسب ) لأنه لن يظل في العمر بقية لكي تجني ثمار ماخسرت على هيئة تجارب أو خبرة ....لكن لزاما عليك أن تختار ما يكفيك من طموحات ثم تقول نكتفي بهذا القدر.. و نواصل الإرسال بعد الفاصل.. بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط وعرفة ماذا أستفذت
الطموح مصيدة.. تتصور إنك تصطاده.. فإذا بك أنت الصيد الثمين والعمر ان هو الا ايام ولن تؤخر نفس إذا جاء أجلها والامر سيان لمن حسن صنعة ولمن أساء صنيعه فقد تصطدم بواقع في نهاية الأمر فتجد نفسك قد كان صنيعك لاشئ وان المحصلة صفر
(قٌل هل أٌنبٍئكُم بلأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
فكما لن يقيم الله لأولئك وزنا يوم القيامة فستجد نفسك بمقاييس أهل الدنيا فستجد كفة ميزانك تتجه نزولا نحو الفشل وإن تراءى للناس عكس ذلك.
والإستفادة من يومك الحاضر قبل المستقبل يراها الكتاب ضرورية وبمعنى أخر
( ماتطلقش الطير وتجري تحتة) لتعيش في وهم التسويف
ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف.. فسأله الآخر: إلي أين تذهب؟!.. فأجابه الصديق: إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني أنا وعيالي .. فرد الرجل: انتظر واصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي.. فسأله صديقه: و لماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل.. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها وتحصل علي المزيد من المال فتدخره وتزيد من رصيدك
وتصبح ثريا.. فسأله الصديق: و ماالذي سأفعله بالثراء؟
فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك
فقال له الصديق العاقل هذا هو بالضبط ما أفعله الآن و لا أريد تأجيله حتي أكبر و يضيع العمر..
يقولون المستقبل من نصيب اصحاب الحظوظ راكبي الأخطار و لكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل هى تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا فيصبح استحالة أن تصل إلى ما تريد
فعقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية رغم قولنا ( إتحب تفهم إدوخ )
و هكذا يعيش الإنسان معركتينفي آن معركة مع نفسه و مع العالم المتغير المتوحش و لا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم مشي الفتى أربعين يوما حتي وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل و فيه يسكن الحكيم الذي يسعي إليه انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت: امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت.
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي الملعقة ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟ الحديقة الجميلة؟ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة
فقال الحكيم: ارجع وتعرف علي معالم القصر فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه وعاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة علي الجدران وشاهد الحديقة و الزهور الجميلة و عندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي واعجب الحكيم به ثم سأله : و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟ نظر الفتى إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا
فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء
أما قطرتي الزيت فهن الستر والصحة
وهذه هي التركيبة التوليفة الناجحة ضد التعاسة وبعيدا عن فشل قد يترائ لنا نجاحه
يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل الفجوة بين قدراتنا و توقعاتنا
اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب
فالسناجب تفتقر إلي القدرة علي التنظيم رغم نشاطها و حيويتها فهي تقضي عمرها كله في قطف و تخزين ثمار البندق بكميات أكبربكثير من قدر حاجتها
كتاب رائع ومفهوم أروع كانت هذه أهم نقاطه ومحور فكرته ودعوة للعمل بعيدا عن ارقام الحسابات .. المهم مردود العمل عليك وعلى من حولك بعيدا عن نصائحنا التي نطلقها للتحفيز والتي في أغلبها كلمة حق والمراد بها باطل حين نقول ( أعمل بقرش وحاسب البطال ) نعم إعمل ولايهم بكم ولادخل لك بالبطال
( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
ودمتم
علي رحيل
