ن والقلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافى إسلامى ينافش قضايا الأمة ، وهموم الناس ، وأحوال السياسة ، ومشكلات الشباب بأفكار جادة ورؤى واعية


    السذاجة اللسانية، ما ضر المحتوى إذا تغير الوعاء.

    avatar
    محمد عفارة
    أصدقاء الموقع
    أصدقاء الموقع


    السذاجة اللسانية، ما ضر المحتوى إذا تغير الوعاء. M2
    الدولة : لبنان
    رقم العضوية: : 15
    عدد المساهمات : 75
    عدد النقاط : 193
    المهنة : طول عمري و أنا أعمل في مهن لا تتناسب مع استعدادي و لا تحصيلي العلمي، الآن مسماي الوظيفي حارس، لكن أقوم بالأعمال المكتبية المختلفة
    تاريخ التسجيل : 26/02/2010

    السذاجة اللسانية، ما ضر المحتوى إذا تغير الوعاء. 1210

    مميز 2 السذاجة اللسانية، ما ضر المحتوى إذا تغير الوعاء.

    مُساهمة من طرف محمد عفارة السبت أغسطس 14, 2010 1:14 pm




    بسم الله الرحمن الرحيم
    السذاجة اللسانية، عند بعض المسلمين.
    ما ذنب وعاء الفلسفة حتى يظن الجاهلون أنه مزبلة
    إخواني المسلمون،
    السلام عليكم و بعد،
    أفتتح خطابي بالحمد لله رب العالمين، الذي جعل الناس أمما و شعوبا، و جعل الزمان أوقاتا، و المكان مواقعا، قال تعالى: "وَ لاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَ أَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ # إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَ تِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَ يَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَ اللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"، فشابهت الأوقات الأوطان، ما ناسب منها حقيقة أمة نهضت، و ما وافق منها معدن شعب إنتعش وساد، و الحمد لله الذي أطلع فجر الخلافة الآخرة، و ختم أوقاتها بالوقت المناسب للعرب، و هذا توقع بوشيك انتعاشهم و نهضتهم إن شاء الله تعالى.
    ثم بالصلاة على مُــمِـــدِّ الهمم، من خزائن الجود والكرم، بالقيل الأقوم، خاتم الرسل محمد و على آله و سلم.
    اللغة و النغى،...
    صناعة إنسانية و توقيف إلهي للحيوان
    لمن لا يعلم، القهوة أحد أسماء الخمرة في الجاهلية، و النبيذ إسم لبعض المشروبات الطيبة التي كان يشربها الصحابة رضي الله عنهم، لا شك معرفة قصدي من هذه المقدمة ليست عصية، ما أقصد قوله لمن لما يفتح الله له عقله بعد، أن الألفاظ لا تقدم في الوصف و لا تؤخر، الطيب طيب و لا يضره لفظ، و الخبيث خبيث لا يغير في حقيقته لفظ، الربا لا يطيب أو يحل بمجرد أن نسميه بإسم بريء مثل فائدة أو فائض.
    سبحان من ليس لصفة علمه حد محدود
    من المواقف: "أوقفني و قال لي: الوقفة روح المعرفة و المعرفة روح العلم والعلم روح الحياة"، الشجرة و الحيوان و الإنسان جميع هذه الأحياء تدرك، لكن بداهة هي متفاوته جدا في الإدراك، الحيوان المتحرك الحساس مشتمل تكوينه على شجرة نامية ناسلة، أي على بطن و فرج، و الانسان المبين الناسك يشتمل تكوينه على حيوان و شجرة، بسبب هذا التكوين الطبقي يتفاوت إدراكه نوعيا و ليس في قوة الدرجة فقط، الولي و الحكيم و الفقيه، جميع هؤلاء علماء، لكن الفرق ما بين وقفة الولي و بين معرفة الحكيم و بين فكرة الفقيه، خرق متسع لا يردم، فرق أشبه بالنقش في صفيحة نحاس، و صبغ الورقة بالحبر الصيني و الخط بقلم الرصاص في الورقة، سهل جدا محو الطباشير و الرصاص، أما الورق فإنه يتعشق الحبر، لكن يبقى أن حقيقة العشق هي الإزدواج، أما النقش أو نفحة الرحمن أو الوقفة لا فرق في المعنى، فحقيقته وحدة العالم و العلم و المعلوم. علم الولي جلي يقيني، علم الحكيم ندي ظني أي إحتمال و رجحان، يزيده الزمان صحة و وضوحا، أما علم الفقيه فهو شك، يؤخذ به حتى يسقطه علم فقيه آخر.
    ضروري استعمال الألفاظ لنقل المعاني، قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه و رضي عنه: "الألفاط قوالب المعاني"، الوعاء أو القالب الواحد يمكن أن يوضع فيه الماء أو الحليب أو العسل أو البول أو الخمر، أقصد أن كلمة مثل فلسفة ليست بالضرورة هي مربوطة بالكفريات و الحماقات، الفلسفة هي نفسها الحكمة أو المعرفة أو الشعر أو الكلام، الخ. قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها". الخلاصة أن اللفظ أو مبنى الكلمة المنطوق، ربما ربطه المخاطب بمعنى و ربطه المستمع أو القارئ بمعنى مختلف تماما، الفلسفة تعني باليونانية حب الحكمة و هي كلمة تتضمن التواضع، لأن حب الحكمة يعني أن الحكمة لا تزال أمنية غير حاصلة بعد، فأي شيء يبعث على الإستنكار في شكل الكلمة أو مضمونها؟!
    التبعية هي الاشتغال في موضوع أجنبي،
    الأصالة ليست السبات في قبر الآثار، بل هي حياة الإجتهاد في تجديد ثقافة الأمة.
    كما أن الزواج و تكوين عائلة و الأكل و النمو، الخ. حقائق يشترك فيها جميع الشعوب والقبائل، أيضا تفلسف المسلمين و العرب، لا يمكن اعتباره تقليدا للغرب أو الشرق، كل مخلوق له عقل و نفس ناطقة و ندي ثري، بمعنى أنه ليس جافا قاسا، بل على النقيض هو ممتلئ مشاعرا لا بد أن يتفلسف أو يتعرف أو بتكلم لا فرق في المعنى بين هذه الألفاظ، و الفلاسفة بداهة ليس جنسا واحدا، بل أجناس متباعدة الفيلسوف الأوروبي يستمد علمه من ظواهر الطبيعة، و الفيلسوف الشرقي يستمد علمه من ذاته، أم الفيلسوف المسلم فهو يستمد علمه من القرآن و الحديث، أي مواضيع الفلسفة و مصادرها مختلفة.
    نص قانون التحريك الحراري الثاني: "لا بد للفوضى في الكيان المعزول من أن تتفاقم، و في أحسن الأحوال يحفتظ بما تبقي فيه من نظام"، و أحسن الأحوال هو السبات و الجمود بالنسبة للكيان المعزول لأن حركته تزيده فسادا، لا بد من الاحتكاك بين مذاهب الأمة الواحدة، بين السنة و الشيعة، و بين أمم البشر، الاحتكاك يتطلب معرفة الطرف المقابل، و غربلة ما عنده من علوم و معارف، قال تعالى: "و لا تبخسوا الناس أشيائهم".
    قال الأمير:
    "أنظر إلى ما يقال، و لا تنظر إلى من يقول"
    الغريب أن الجميع ينقل كل ما ينتجه الغرب و الشرق من ماديات، ملابس و مراكب و منازل و أجهزة، و البعض ينقل بدون تحفظ و اختيار، ثم عند الفلسفة يردها بالجملة، ما ذنب الحكمة إذا خرجت من فم فيلسوف ملحد شرقي أو غربي، لا شك ليس أحد إلا يثمن بل و يغالى في حكمه ينحلها أكثر الناس لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله و جهه و رضي عنه و هي: "قيمة كل امرؤ ما يحسنه"، قال الشيخ محمد عبده لو لم يقل الأمير غير هذه الحكمة لكفته مجدا، و هي من تراث الجاهلية، فهل يجوز تحريم تداوله بسبب أن قائلها كافر؟؟
    و يوجد حكمة خير منها في كتاب المواقف: "أوقفني و قال لي: قيمة كل امرء ما تطمئن إليه نفسه"، يقصد الولي النفري قدس الله سره أن الله سبحانه و تعالى قد أوقفه على هذه الحقيقه و نقشها في قلبه، فهل يكون مصيبا من يرد هذه الحكمة بسبب اعتقاده بكفر من يخبر عن نفسه أن الله يلهمه، و هذه الحكمة المنفوحة أحكم من الحكمة الجاهلية المنحولة للأمير عليه السلام، فإن الانسان يجيد تنظيف الشارع، و يجيد صيد السمك، الخ. لكن إذا لم يقنع بهذه الأعمال في إعرابه نفسه، و قام بتعويض نفسه عن اضطراره ممارسة هذه المهن و غيرها، بترقية إدراكه و عمله، باستصحاب مهمة تفقيه نفسه و التنفل و احتساب عند الله عفوه عمن يسيء إليه، و الإحسان إلى الناس فهذه قيمته بسبب أنه هي التي يرتضيها لنفسه.
    ماذا يفعل حكماء الاسلام مع علمهم إن المسلمين مكلفون بدعوة الناس جميعا إلى الإسلام، قال تعالى: " وَ كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ..." كيف نشهد على الناس و ندعوهم إلى سبيل الله تعالى، هل نجري عليهم عمليات غسل أدمغة حتى نردهم كالأطفال الرضع، ثم ندخل الاسلام إليهم على بياض، كيف يمكن أن يستجيب للدعاة الإسلاميين من لا نحسن مخاطبته من أمم الشرق أو الغرب؟ و نبدأ الدعوة معه بهدر جميع ما أنتجه عقله جملة واحدة، بل يحسن البدء معه انطلاقا من علومة و معارفه الموفق فيه إلى الصواب، أي التي لا تصدم مع مفردات النصوص الإسلامية المقدسة و تلتقي معها.
    القمح و الشوفان و الشعير و الزؤان.
    قال سيدنا المجتهد الموفق محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه:
    "فقيها و صوفيا فكن ليس واحدا ------ فإني و حق الله إياك ناصح
    فذلك قاس، لم يذق قلبه تقى------ و هذا جهول، كيف ذو الجهل يصلح؟"
    تبدو هذه النصيحة غريبة، أو ظالمة، باعتبار أن سيدنا الشافعي هو صوفي و فقيه و عارف، و له في نظام الصوفية رتبة متقدمة جدا، لكنه انتقى الزؤان من الفقهاء و الصوفية.
    لا يخلو حب من زؤان، لكن لا يجوز تركيز النظر في شائبة الزؤان، و العمى عن إبصار القمح أو الشوفان أو الشعير، حتى لو كثر الزؤان في نتاج مشتغل في العلم متطفل غير مستعد أو مخذول غير موفق، فلا أقل للمسلم من توفر حكمة الذبابه في رأسه، التي تقصد المزابل بحثا عن قوتها، إنها تقصر همها على ما ينفعها، و تترك الأوساخ، و في بطنها من المضادات الحيوية ما يكفي لتعقيم ألف لتر ماء، فلا تضرها الأوساخ و تضربها الأمراض.
    لا يجوز للمسلم الذهاب إلى مزابل الفقه و الفلسفة و التصوف، سواء الوارد أو مصنوعات العرب، قبل التسلح بالكم الكافي من النصوص المقدسة أي آيات القرآن الكرم و الأحاديث الشريفة و آثار أهل البيت الملهمين و أيضا آثار المجتهدين الموفقين.
    ،
    وصفان طيب و خبيث،
    يصدقان على كل مستوى علم
    سهل جدا على جميع الناس تصينف أو وصف أو إعراب العمال و الأعمال بسبب أنه جلي جدا الخير و الشر و الجمال و البشاعة و الحق و الباطل، في هذا المستوى، بعض العمال يؤسس حياته على الفروض حق الله عليه، و ربما جودها بخير عمل و هو إتباع سنن خاتم الرسل صلى الله عليه و آله و سلم المؤكدة و المندوبة، و حتى ربما تممها بجمال النوافل، بعض العمال يؤسس حياته على الإدمان على خبائث الأغذية و الأعمال، و الإدمان هو لازمه الخبث، فلا أحد يدمن العبادة أو عمل الخير، لكن الإدمان يكون على شرب السجائر و الخمر و على السحاق و اللواط و لعب الشدة و الطاولة، الخ. و أخطر أجناس الإدمان هو الهوس و التعصب لعقيدة مذهب، و التعصب و الهوس و التوتر علامة على بطلان العقيدة، قال الشاعر أبو العلاء المعري: "إذا رجع الحصيف إلى حجاه..... تهاون في المذاهب و ازدراها"، العقائد المذهبية هو عقول مكتسبة أي مسموعة أو يسنها مبتدع و هي لا بد ظالمة بسبب الغلو و البخس أي شحناتها من سوء إعراب الرجال وزراء عمل و علم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم.
    من المواقف: "أوقفني..... وقال لي من فوض إلي في علوم الوقفة فإلى ظهره أستند، وعلى عصاه أعتمد"، نجد في الغرب صوفيا خبيثا كافر و فاجر اسمه ديوجين ، و نجد في الشرق صوفيا طيبا اسمه لاوتان، تساعدنا زبدة حكمته على فهم معنى قول الأمير عليه السلام: "الشيء واحد من ستة"، قال الصوفي لاوتان: "من الواحد خرج الاثنان، و منهما خرج الثلاثة و منها خرج الكثرة".
    و سواء كان الصوفي طيبا أو خبيثا غربيا أو شرقيا أو عربيا فلا يجوز أن يناطحه غير صوفي من مستواه، و التصوف الطيب هو الولاية لا غير و هي أساس النبوة و تمام هذا الطريق العزيز هو الرسالة، انقطعت الرسالة و النبوة و الولاية أيضا، و لم يبق من السمو الإنساني إلا التقدم المتصاعد في طريق المعرفة.
    و العارف سواء كان طيبا موفقا أو مخذولا خبيثا، بسبب نقص استعداد أو أنه لا يصحب النص المقدس لا يجوز للفقيه أن يعامله تأييدا و تصحيحا أو حربا، فهو تطاول و تكلف المستحيل المهين، و إثبات للغفلة و الجهلة على نفسه. تماما كما لا يجوز للعامل العابد أو المريض التطاول على الفقيه الشيخ أو الطبيب.
    وجوب الحذر من التطفل،
    صيانه للعقل و الناطقة من مغبة المجازفة
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا ينبغي للمؤمن أن يهين نفسه يتكلم من الأمور ما لا يطيق"، يفترض بالمستمع و القارئ قبل أن يحاول الإستماع و القراءة حد استعداده و حد مكسبه من التأهيل العلمي،
    على حكماء الإسلام واجب أوجب من الواجب المكلف به أبطال الإسلام، الاجتهاد أعظم ضرورة من الجهاد، و أعمق أثرا في حياة الأمة، يستحيل في العالم المحسوس أن يذهب طفل أو رجل مريض لملاقاة مصارع جبار و السبب بسيط إنه يسهل عليه توقع النتيجة، ليس مطلوب من كل مسلم الشهادة على فلاسفة الشرق و الغرب، هذا الواجب هو فرض كفاية، لا فرض عين، المسلم العامل أو المسلم الفقيه أصلا غير مكلف بهذا الواجب و لا يتكلفه إلا جاهل مغفل، كيف بإمكان غير مؤهل أن يدرك الحقيقة العربية التي يتمتع بها استعداد الفيلسوف الألماني الملحد فشته، الحقيقة العربية هي الاستعداد الذي يحتاجه الانسان حتى يدرك حقيقة الإسلام، لو توفرت لهذا الفيلسوف فشته فرصة الاطلاع على الإسلام ربما لنجح في جمع المذهبين السنة و الشيعة، و أعاد الوحدة لأمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم.
    جنس العلم ليس اختيار العالم،
    الإستعداد سبب أساسي، و التوفيق شرط ناصر.
    الفيلسوف ليس الخريج الجامعي من كلية الفلسفة، ليس المقصود أن لا يستحق هذا الإسم إلا بعد نيله درجة الدكتوراة في الفلسفة، بل ربما حصل على جائزة نوبل على أعماله في مجال الفلسفة و يبقى غير جدير بهذا اللقب.المهم في الفلسفة و الشعر ليس الأفكار، بل المضمون المعرفي أي السياق الشعوري، من المواقف: "للوقفة علم ما هو الوقفة، و للمعرفة علم ما هو المعرفة"، و قد جمع الحكيم أرسطو شكل كل نتاج إنساني و مضمونه في مصطلح العرض العام، فقال في العلم كمثال ضربه للتعريف بالعرض العام، أنه حال في النفس ليس جزءا منها بل قائم بها، و أنه المحمول على الكتابة حملا معرفا ماهية جنسها.
    الفرق بين الفيلسوف و بين الشاعر، هو في أن الفيلسوف صاحب زمان، و الشاعر مرتهن لظرف المكان، الشاعر يعبر عن نفسه في موقف موقف، بينما الفيلسوف هو شاعر منظوم بديهي ليس بالضرورة أن ينقل أفكاره و يشير إلى مشاعره نظما في صور البحور المعلومة، ربما يكون انتاجه كله منثورا، لكنه حتما مصحوب و معبر عن سياق شعوري متصل صورته العامة هو حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم: "ما نزلت آيه (من القرآن) إلا و لها ظهر و بطن و حرف و لكل حرف حد و لكل حد مطلع" نثر ثري بالرطوبة و الحرارة مثلث الطبقات، منطوق أو مخطوط و أفكار أو عقول و الأهم المضمون الحيوي، و من الآيات السنة العربية، فهي حينان و كل حين ثلاثة فصول و كل فصل شهران، و معنى أن الآية من القرآن لها هذه الأطوار الستة، أنها منجم يقود حليفها في صعود سلالم الإدراك في جدلين مستقلين، و ليس أجهل من يظن و يتوهم أن الآية من القرآن يمكن استنفاد كل خيرها بمجرد العلم باللسان العربي، و بمجرد قراءتها مرة واحدة، أي قراءتها مرارا من غير تحسين الفكرة أو الصورة الخيالية المستفادة أو الشعور المستثار بها.

    ندى و ثرى وتراب
    الصوفي ندى و الفيلسوف ثرى و الفقيه تراب و العامل ليس شيئا، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كن عالما أو متعلما أو مستمعا إلى علم و لا تكن الرابعة"، و قال عليه السلام: "الأعلى يعلم الأدنى، و الأدنى لا يعلم الأعلى"، بمعنى أنه لا يجوز للفيلسوف أن يشهد على الصوفي، و لا يجوز للفقيه أن يشهد على الفيلسوف، كما لا يجوز للعامل أن يشهد على أدنى العلماء جنسا و هو الفقيه، و هو الظلم الجلي بسبب أنه قريب من الإدراك فكم من مريض وصف الطبيب الذي يعالجه بأنه حمار، و كم من رويبضه وصف النائب الذي يمثله بأنه ليس سوى ثرثار كذاب، لكن تطاول الفقهاء على الفلاسفة و أشد حماقة و جهلا تماديهم في التطاول حتى ينصبوا أنفسهم شهداء معلمين على الصوفية هو التورط الأشنع. و الثرى هو التراب المبتل بالماء، والفيلسوف ثرى لأن أفكاره مبتلة بندى المشاعر، بينما الفقيه تراب بمعنى أن أفكاره جافة قاسية، و العامل هو الأنسان القشرة السطحي الذي هو محروم حتى من هذه الأفكار، و ما يخصه أنه يخلط بينها و بين الألفاظ، لا شك أن بين مبنى النغى أي كلام البهائم و بين معناه ارتباط توقيفي إلهي، لكن الارتباط بين هذين المستويين في اللغة أي كلام الناس هو اختياري، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إذا أراد الله أن يرذل المرء حرمه العلم"، فالعامل هو رذيل و لو كان قارونا أو فرعونا.
    مثال على تلاقي العلم مع الإسلام،
    في مفردة،.... مزية الشيخوخة.
    آثار الأمير سيد العرب عليه السلام،... تتقدم على الثورات العلمية القريبة و الراهنة و المستقبلية، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجه و رضي عنه: "إذا شاب العاقل شب عقله، و إذا شاب الجاهل شب جهله"،، زعمت وكالات الأنباء أن فريق الباحثة الأمريكية باربارا ستوتش قد حقق ثورة علمية في مجال فهم طريقة عمل الدماغ، أشارت الباحثة إلى أن قدرات العقل تزداد مع التقدم في العمر كما أكدت أبحاثها أن ذروة النشاط الذهني للعقل تتحقق فيما بين سن ال 50 و ال70 و ذل خلافا للنظرية السائدة التي تثبت 30% من خلايا الدماع (النيرون) تموت بازدياد سنوات العمر ما يودي إلى تقلص النشاط الذهني لدى الإنسان، فقد برهنت التدار ل على أن النيرون لا تموت مع مرور الوقت، و إن انعدم التفاعل في بينها، و ذلك في حال لم يعمل الشخص بنفسه على تفعيله، لكن الاستنتاج الأهم الذي تمكن العلما ء من التوصل إليه هو أنه كلما ازداد عدد سنوات عمر الإنسان ازداد تدريجيا في دماغه معدل مادة "مييلينا"، التي تسهم بتوصيل الإشارات بين خلايا الدماغ بشكل أسرع ما يضاعف من قدرات الدماغ الذهنية 3000% أي 30 مرة، مقارنة مع المعدلات في الحالات الطبيعية و تبدأ مادة مييلينا ببلوغ قمة نشاطها ابتداء من سن ال 60. إكتشاف آخر مذهل و هو مقدرة الإنسان المتقدم في السن القيام بمهام ذهنية صعبة باستخدام جانبي دماغه في آن واحد، مع الإشارة إلى أن ذلك ممكن بعد تخطي سن ال50، إذ أنه قبل هذا ا لسن ثمة عملية توزيع مهام واضحة بين جانبي الدماغ و مع التقدم بالسن يصبح الدماغ أكثر عمقا و أقل تشتتا بسبب جرعة العواطف الزائدة التي يتلقاها، يصير حكيما أقل انفعالا و أكثر زرانة.
    بين الحديث الأهلي و بين أبحاث العلماء الحديثة توافق من جهتين إثنتين:-
    1. ينعدم التفاعل بين خلايا الدماغ، في حال لم يعمل الشخص بنفسه على تنشيطه. أي في حال استفحال الهوى و الهوس و التعصب، الخ. و هو ما عبر عنه الأمير بشيبوبة الجهل.
    2. يصحب ثراء الدماغ بمادة المييلينا تضاعف القدرات الذهنية 30 مرة، مقارنة مع المعدلات في الحالات الطبيعية، و هو ما عبر عنه الأمير بشيبوبة العقل.
    3. إقتراح بنقل اسم الشيبوبة إلى المادة المسماة مييلينا
    لكن تبقى هذه الأبحاث العلمية الحديثة قاصرة، الجاهل الذي يشب جهله بين الخمسين و السبعين، هل يكون دماغه فقيرا في مادة المييلينا، أم تكثر فيه مييلينا مضادة أي سلبية شأنها تعويق التواصل بين الخلايا؟
    ........................................
    فخر النبي تلميذ علي
    محمد سعيد رجب عفارة
    الإربعاء 4\8\2010







      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 3:32 pm