قصتي مع الغناء والأغاني
ملحوظة :موضوع كتبته منذ سنوات طويلة و أحب أن أشارككم فيه
****************************
قصتي مع الغناء والأغاني
قال تعالى في سورة البقرة يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) (269)
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه .
في الأيام الماضية قرأت كثيرا رسائل في المجموعات الإسلامية عن تحريم الغناء والأغاني و حكم من يستمع إليها و بما أنني قريبة العهد من الانقطاع عن سماع الأغاني ، وددت أن أحكي لكم عن تجربتي ببساطة وموضوعية كي يعلم الجميع أنه من يطلب رضا الله عز وجل والدرجة العالية الرفيعة من الجنة وصحبة رسول الله هناك ، فإنه يسهل عليه مقاومة أشياء كثيرة منها التوقف عن سماع الأغاني طالما هناك يقين أن ما عند الله عز وجل خيرا من متاع ولهو الدنيا .. ويكفينا قول المصطفي صلي الله عليه وسلم ليشربن أقوام من أمتي الخمر يسمونها بغير أسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف و المغنيات يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم قردة وخنازير.) حديث صحيح كما قال الألباني رحمه الله.
في طفولتي نشأت في بيت جداي رحمهما الله علي صوت الشيخان محمد رفعت و عبد الباسط عبد الصمد و كنا حين يقرأ القرآن نصمت جميعا في إجلال وتعظيم ونردد في نفوسنا ما نسمع من آيا ت ، ومع هذا نشأت أيضا علي صوت أم كلثوم وحينما كانت تغني كان الشعب المصري كله بل وجميع الأقطار العربية والإسلامية ينصتوا إليها بانبهار ويتأوهون كلما قالت آه بصوت يجلجل في المسرح ويصفقون كلما انتهت من مقطع مطالبين بإعادته.... و حينما كبرت قليلا كنا نتباري من منا يستطيع أن يعرف إسم الأغنية بمجرد الاستماع إلي فقرة صغيرة منهاو الآن أتسائل كيف كان سيكون حالي إذا ما كنت تعلمت القرآن و تباريت في معرفة آياته وسوره؟ لله الأمر من قبل ومن بعد
ثم مرت الأيام و كنت دوما أقوم بشراء الكتب الدينية منذ صغري و كانت أمي تكافئني بشراء كتاب أو كتابين هدية منها لأنني ادخرت مصروفي و قمت بشراء أشياء مفيدة ...ثم بدأت في شراء أشياء جديدة : شرائط الكاسيت لأم كلثوم وغيرها العديد من مغنيين ومغنيات و بمرور الأعوام أصبح لدي في مكتبتي درج كبير مغلق بمفتاح يحتوي علي مئات الشرائط التي قمت بشرائها علي مدي سنوات ، ثم حدث شيء جعلني أعزف بنفسي عن سماع الأغاني: في إحدي الليالي كان هناك بث حي لحفل ساهر لمطرب عربي برع في غناء القصائد و إذا بي أري فتاه أو سيدة ترتدي الحجاب تصفق للمغني وتتمايل مع كلماته والألحان فغضبت منها وقلت لا يليق أن ترتدي تلك المرأة الحجاب وتقف أمام شاشات التلفزيون تتمايل و تغني حالمة، ثم ما لبث أن أحسست بالخجل من نفسي فأنا بالرغم من عدم ذهابي إلي الحفلات لأنني محجبة وأشعر بأنه لا يليق بي الذهاب إلي تلك الحفلات إلا أنني أنتظر الحفلات في بيتي و أقوم بتسجيلها و مشاهدتها مرة تلو الأخري... و سألت نفسي تري إن قارنت بين عدد أشرطة الغناء و أشرطة القرآن و المحاضرات الدينية هل سأشعر بالفخر إن ربحت كفة الغناء وهبطت كفة ديني؟؟؟ يومها بكيت كثيرا و عاهدت نفسي أن أحاول التوقف عن سماع الأغاني و بالفعل بدأت أقوم بالتوسع في شراء أشرطة دينيه و قرآن كريم و لكن أيضا لم أتخلص من الأشرطة الأخري... ظلت في مكانها بل ووضعت شرائط الدين والقرآن بجوارها و كنت كلما أردت سماع أغنية فتحت الدرج وبدلا من التقاط شريط الأغاني أبتسم و أقول بل الله بل الله و أقوم بالتقاط شريط للقرآن أو درس ديني. ثم بدأت أنهي الآبناء عن فتح التلفزيون علي الأغاني وبالطبع كان الكبار يعترضون قائلين أنها فقط للترفيه وطالما يقومون بأداء الفروض فلا بأس من الأغاني إلا أنني كنت أعترض و في يوم كنت أركب التاكسي و إذا بأبني الذي لم يبلغ الرابعة بعد يقول للسائق : ( اقفل الكلام الفاضي داه و شغل شريط قرآن أو درس ) والله شعرت بمفاجأة إذ أنه يردد ما أقول و لكن بوعي جعل السائق ينظر مشدوها إليه ويقول : بارك الله فيك يا بني سأغلقه و سأشتري شريط ديني غدا، و أخذ الرجل يدعو لي و أنا لا أستطيع الرد من فرحتي بطفلي الصغير ومن الدموع التي ملأت عيناي وظللت أردد كلمة السائق من زرع حصد.
وبدأت التخلص من الأشرطة يوما بعد يوم إلا أنني تركت جزءا كاختبار لي ولإرادتي و منذ حوالي عدة أسابيع خرجت مع أبنائي للتمشية وأخذت معي شريط به أغنية كنت دوما أحب سماعها كلما مشيت و ضعتها في الجهاز و لكن قلبي تمرد علي و كنت كلما سمعت جزءا من الأغنية ردد لسان حالي ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فشعرت براحة كبيرة و أغلقت الشريط ووضعت شريط قرآن لسورة يوسف و أنا فرحة بحالتي هذه ، ثم حدث لي شيء أخر أحزنني بشدة كنت دوما أثناء جلوسي في أي مكان أرطب لساني و أطهر قلبي بذكر الله و إذا بي كلما حاولت قول ذكر من الأذكار يرد إلي عقلي مقطع من أغنية لهذا أو ذاك فتعجبت و استعذت بالله من أبليس إلا أنني كدت أبكي لأنني حتي وقت النوم الذي أغمض عيناي فيه علي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أجد الأغاني في جوفي تعلو وتعلو فشعرت أن شيطاني الرجيم يمنع قلبي عن ذكر الله ويشدني نحو الأغاني مرة أخري و أخذت أقاومه ولا زلت ..
ومنذ أسبوع سمعت أن مغن ما قام بالانتهاء من شريطه و أن أحد الأغاني جميلة فقمت باختبار والحمد لله نجحت فيه: قمت بشراء الشريط ووضعته في حقيبتي بورقته النايلون و كلما فتحت الحقيبه وجدته أتركه و لا أقوم حتي بنزع الورقة حتي شعرت بأنني مستعدة لسماعه و لن تصدقوا ما حدث لي أنا صاحبة الأذن الموسيقية التي كنت دوما أستمع إلي ألوان و ألوان من الغناء، حينما و ضعت الشريط في الكاسيت و ضبطته علي الأغنية التي قالوا عنها وبدأ الغناء لم أدرك ما يقوله المغني فتعجبت و أعدت الأغنية مرة أخري فوجد قلبي ينأي عن السماع و عقلي يقول لي ما هذا الهراء ... فابتسمت شاكرة لربي شاعرة بصدقه العزيز القدير في قوله أنه كلما تقرب العبد من ربه قربه ربه أكثر فأكثر و اليوم و بعد انتهائي من كتابة المقال أقول أنه من الغد لن يكون في بيتي شريط به أغاني خاص بي و أنني سأحاول جاهدة مع زوجي و أبنائي ، كما يتوجب علي أن أصلي ركعتان شكر لله عز وجل علي نعمه العظيمه و عونه لي علي محاربة الغناء. وفي النهاية أقول للجميع نعم قد أكون تهاونت قليلا ومضي زمن حتي انتهيت عن سماع الأغاني ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد وعلينا جميعا اتباع الله عز وجل ورسوله المصطفي كما و أنني كلما ازددت قربا من كتاب الله تعالى و قرأته كلما شعرت يقينا أن القرآن والغناء يجتمعان فيقلب مؤمن ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم. ألا هل بلغت اللهم فاشهد
درس للشيخ وجدي غنيم عن الأغاني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3026
و آخر للشيخ أبو إسحق الحويني
http://www.islamway.com/?Islamway&iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=954&scholar_id=32
اسطوانة حكم الغناء في موقع فرسان الحق
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=107199